إنتهت الانتخابات البلدية في البترون، وخرجت المدينة من هذا الاستحقاق بنجاح ديمقراطي لافت، يكرّسها مرة جديدة كمساحة راقية للنقاش والتنافس والاختلاف تحت سقف الاحترام.
لائحتان تبارزتا على ثقة الناس: “كلنا للبترون” ممثلة لمسار الاستمرارية، و”للبترون وأهلا” حاملة لطموحات التجديد. ومع صدور النتائج، فازت لائحة “كلنا للبترون” بجميع المقاعد، ما يعكس تأييدًا واضحًا من شريحة كبيرة من الناخبين للنهج القائم.
لكن في المقابل، حصدت لائحة “للبترون وأهلا” نحو 41% من عدد المقترعين – وهو رقم يُحسب لها، خصوصا في وجه تحالف سياسي واسع، ويؤكّد وجود رأي معارض حيّ، يعبّر عن تطلعات فئات متنوّعة من أهالي المدينة.
ما ميّز هذا الاستحقاق ليس فقط النتائج، بل الروح التي غلّفت العملية الانتخابية: إحترام متبادل، منافسة نزيهة، وغياب التوتّر والانقسام الحاد. وقد شكّل ذلك علامة مضيئة في المسار الديمقراطي المحلي.
اليوم، وقد انتهت المنافسة، يُنتظر من المجلس البلدي الجديد أن يكون على قدر الثقة، وأن يفتح الباب لكل رأي بنّاء، لأن المدينة لا تُبنى فقط بالأرقام، بل بالشراكة، والانفتاح، والاستماع.
أما من لم يفز، فقد فاز بمكانته في وجدان قسم كبير من الناخبين، وبمكانه الطبيعي في الحياة العامة كقوة اقتراح ومساءلة.
في الختام…
البترون أثبتت أنّها مدينة كل أبنائها، وأن التنوّع فيها ليس ضعفًا، بل قوّة. وبين الاستمرارية والتجديد، اختارت الناس، ويبقى الأهم أن يُترجم هذا الخيار إلى إنجازات، لأن البترون تستحق الأفضل.
البترون أولًا… ودائمًا.
The post البترون.. انتخابات نموذجية ونتائج تعبّر عن نبض المدينة!.. بقلم: المحامية جورجينا عسال appeared first on .