على غرار مختلف المناطق اللبنانية يستعد قضاء زغرتا لاجراء الانتخابات البلدية يوم الاحد المقبل أي في الحادي عشر من أيار الجاري، بعد تأجيل متكرر دام لثلاث سنوات، في معركة يمكن وصفها بأنها معركة “تحديد احجام”.
كما بات معروفاً فإنّ “أم المعارك” هي في زغرتا المدينة، حيث أقفلت لائحة الترشيحات البلدية على ٥٢ اسماً، ٢١ منهم ترشحوا على لائحة “سوا” المدعومة من كل من تيار المرده، التيار الوطني الحر، الوزراء السابقين زياد المكاري، اسطفان الدويهي وسليم كرم، إضافة الى العائلات وبعض هيئات المجتمع المدني. بينما لم تتبنَّ “حركة الاستقلال” مرشحين للانتخابات البلدية بشكل علني ولو انها تدعم بعضهم من تحت الطاولة. فيما غاب الاتفاق السياسي بين تيار المرده وحركة الاستقلال الذي ساد في الانتخابات البلدية الماضية، بسبب فشل التجربة السابقة لاسباب عديدة.
واذ تشير الترجيحات والمعطيات الى ان فوز لائحة “سوا” شبه اكيد، تلفت مصادر في المرده عبر “”، الى ان التحالف القائم في الانتخابات البلدية الحالية، أساسي ومتين قوامه الانماء للنهوض بمختلف قرى وبلدات القضاء.
من جهته، يتحدث بيارو زخيا الدويهي، المرشح لمنصب رئيس البلدية، على لائحة “سوا”، لـ”” عن الصعوبات التي واجهت تشكيل اللائحة وقال: “كنت أتمنى، وعملت جاهدا، لكي تضمّ لائحتنا الطاقات الزغرتاوية مهما كان انتماؤها السياسي”. واضاف: “اسمي لاقى ترحيبًا ولم يُقابَل بأي اعتراض من أي طرف، وأنا ممتن لذلك ومع ذلك، بسبب حسابات خاصة بكل جهة، لم أتمكن للأسف من إقناع الجميع بالانضمام إلينا. غير أنهم أكدوا لي أنهم لن يكونوا عائقًا أمام نجاحنا، بل وعدوا بالدعم إذا التزمنا فعلًا بخدمة المصلحة العامة والعمل للجميع دون تفرقة”.
ورداً على سؤال حول انعكاس التوافق السياسي الداعم للائحة “سوا” على ادائها في حال فازت، اشار الدويهي الى ان “نجاح اي عمل بلدي يتطلب مشاركة جميع الأهالي، مهما كانت انتماءاتهم السياسية.
لذلك نعم، دعم معظم الأفرقاء السياسيين سينعكس إيجابًا بالتأكيد، وسأحرص على الحفاظ على هذا الدعم، إذا وُجد بالفعل، بكل الوسائل الممكنة”.
الدويهي لفت الى ان برنامج عمل اللائحة سيطلق في مهرجان انتخابي يوم الاربعاء المقبل، مشدداً على ان لدى اعضاء اللائحة العديد من الافكار الانمائية، وقال “الوعود الكبيرة نتركها لما بعد الفوز إن شاء الله. رؤيتنا واقعية وشفافة، تركّز على الخدمات الأساسية وتنظيم الإدارة والمالية، وتعزيز الثقة بين الناس وبلديتهم”.
وتابع “سنولي أهمية خاصة لحماية النسيج الاجتماعي من خلال تنظيم الوجود الأجنبي ومكافحة السكن العشوائي، ونُطلق حملة “منبني زغرتا سوا” لتشجيع المغتربين على تبنّي مشاريع تنموية، من ترميم المرافق العامة إلى زرع الأشجار وغيرها. هذا طبعا عدا عن الأولويات ومنها إنارة طرقات صحيحة، وتنظيم رمي النفايات والسير، وإعادة تنظيم المجلس البلدي، ودعم السياحة، وغيرها”.
وعبر “”، رسالة من بيارو الدويهي، الى ابناء زغرتا، قال فيها “حان الوقت لاستعادة الثقة بالعمل البلدي. وأنا أعدكم بعمل جاد وشفاف بعيدًا عن الحسابات السياسية الضيقة. لأنكم وبلدتنا تستحقون ذلك. لائحتنا تنوي إشراك الشباب الزغرتاوي في كل خطوة”. واكمل “انتم، “شباب الضيعة”, لستم فقط مستقبل البلدة، بل حاضرها أيضًا. صوتكم ليس تفصيلاً، بل أداة حقيقية للتأثير. المشاركة بالتصويت ليست واجبًا فقط، بل مسؤولية وفرصة لتغيير الواقع. لا تتركوا غيركم يقرر عنكم، خذوا المبادرة، وكونوا شركاء فعليين في رسم مسار بلدتكم”.
اذاً، هي أيام قليلة، تفصل عن نهار انتخابي زغرتاوي طويل، سيفتح بعده الباب على المعركة الأهم والتي يستعد لها معظم الافرقاء بكل جهدهم وهي “رئاسة اتحاد بلديات قضاء زغرتا”، حيث يسعى كل طرف، أي المرده وحركة الاستقلال، لأن يكون الرئيس المقبل من حصته. والى ان تتضح معالم هذه المعركة اكثر يبقى من المؤكد ان نتائج هذه المعركة ستكون لها مؤشرات سياسية على صعيد الشمال.
موقع سفير الشمال الالكتروني