مع انتهاء مهلة الترشّح وإقفال الأبواب أمام المرشحين للإنتخابات البلدية والإختيارية منتصف ليل الأربعاء ـ الخميس الماضي، بدأت ملامح التنافس في الإستحقاق المحلي تتكشف على نحو واضح في محافظتي الشّمال وعكّار، حيث ستجري الإنتخابات في دروتها الثانية في 11 أيّار المقبل.
هذه الملامح يمكن تلخيص أبرزها في النقاط التالية، وهي:
أولاً: في ضوء معرفة أسماء المرشّحين للإنتخابات البلديّة أو الإختياريّة في مختلف المدن والبلدات والقرى الشّمالية والعكّارية، يمكن تكوين إنطباع أولي عن التنافس الذي سيدور بين المرشّحين واللوائح التي تشكلت أو ستتشكل تباعاً. وهذا الإنطباع سيكون مبنياً على معطيات وأرقام وأسماء وليس مجرد تقديرات.
ثانياً: بالتزامن مع انتهاء مهلة الترشّح للإنتخابات بدأت التحضيرات تجري على قدم وساق للإعلان عن اللوائح الإنتخابية، والتحالفات التي تتضمنها، عائلية كانت أم حزبية أم نسيج الإثنين معاً؛ وإذا كانت بعض هذه اللوائح قد أعلنت قبل انتهاء المهلة في بعض البلديات، فإنه بعد انتهاء المهلة ستكرّ سبحة الإعلان عن اللوائح بشكل متسارع، خصوصاً أنّه لم يبقَ أمام موعد الإنتخابات أكثر من 10 أيّام.
ثالثاً: جرى الإعلان عن فوز بعض البلديات والمخاتير في عدد من البلدات والقرى بالتزكية نتيجة توافقات تمّ التوصّل إليها بين الفاعليات العائلية والحزبية فيها، ويتوقع أنْ يرتفع عدد المجالس البلديّة والإختيارية التي ستفوز بالتزكية بعد منتصف ليل الإثنين المقبل، حيث ستنتهي عندها مهلة سحب الترشيحات، وسط معلومات تفيد أنّ إتصالات تجري في عدد كبير من البلدات والقرى لسحب المرشّحين المنفردين ترشيحاتهم، ما سيرفع بلا شكّ عدد الفائزين بالتزكية.
رابعاً: كان لافتاً عزوف عدد كبير من رؤساء البلديات الحاليين عن الترشّح مجدّداً للإنتخابات المقبلة، وكذلك الأعضاء فيها، إلى حدّ أنّ مجالس بلديّة بكاملها، رؤساء وأعضاء، عزفت عن الترشّح، لأسباب عدّة من أبرزها رغبة أكثريتهم في الرّاحة والإلتفات للإهتمام بشؤونهم وأعمالهم الخاصّة، وعدم حماستهم لتجديد تجاربهم مرّة أخرى بعد تجارب سابقة لم يُكتب لها النجاح، أو لم تكن على قدر آمالهم، بسبب الأزمات العديدة التي رافقت البلديات في السّنوات الأخيرة، ومن أبرزها عجز هذه البلديات مالياً وخواء صناديقها، ما سيجعل أيّ مجلس بلدي مقبل يواجه أزمات ومشاكل ومطالب عديدة من غير أن يكون قادراً على معالجة الحدّ الأدنى منها.
خامساً: أثبتت الإنتخابات البلديّة والإختيارية مجدّداً بأنّها إنتخابات عائلية بالدرجة الأولى، وإنْ اختلطت بها السّياسة أو تطعمت فيها، سواء في البلدات والقرى أو في المدن، حيث يجتمع فاعليات وكبار أيّ عائلة لتسمية هذا المرشّح أو ذاك ليكون ممثلاً لها سواء كان لعضوية المجالس البلديّة أو الإختيارية، وذلك على حساب الإنماء الذي تحتاجه بشكل كبير، أو الإنتماء الحزبي الذي تراجع إلى الخلف على حساب الإنتماء العائلي الذي تصدّر المشهد على نحو كبير.
موقع سفير الشمال الإلكتروني