ما دامت هذه الحرب غير مفهومة؛ فالحقُّ أن تَكتُب ما لا يُفهَم- بلغة مملكة يهودا القديمة.
ما دامت المدُن خالية على عروشها؛ اهدِمْ ما شئت من عروش. عروش الحجَر - الرّماد. البحر- المِداد.
ما دامت الطُرق شاحبة، فما من تقاطع في طُرق الأرض إلا ويشبه صولجانَ السماء. صولجانَ طالوت- داود هاتكِ الأزمانِ الغابرة. اسلُكْ ايَّ طريق شئت في الأرض، أو عرّج نحو السماء.
ما دام الهواء جامداّ كالزجاج، اهتفْ بكلمة الهيولى السرمدية. لن تسمع إلا صوتَك المهشّم، يتفتّت، يتكسّر. يخمد في بئر السبع- أو بئر أورشليم. بئرِ الآبار.
لن يَسمع أحدٌ نداءك. فأنت وحيد. حيُّ بن الميّت. الميّت الملفوف بشرشف العشاء الأخير، في رفح الأخيرة. أنت نفسُك، أيها الحيّ- الميت.
يا أيّها الفلسطينيّ- يا دمَ العالم. خُبزَه. كلمتَه. قيامتَه. وطنَه البديل. أيها الأمميّ- الفرد.
اهجُرْ لغتَك، سامحْ عدوَّك، تناولْ عشاءك- رمادَ أبنائك، حفدتِك، لحمَ حاكمِيك، تناولْهم على مهل. الفِظْ وصيّتَك المهلهلة قرب الجدار، جدار مدرستِك- مقبرتِك. معبد أمنياتِك الخُرق. واحمدْ ربَّك.
كنْ أنت وحدك- أيّها الفلسطينيّ- وقلْ وداعاً للمدينة التي تعرفها- رفحِ الأخيرة- الأسيرة- الأثيرة.
كنْ حتفَك، ولا تلتفتْ إلى الوراء. أيْ، أخي!(*) مدونة كتبها القاصّ محمد خضير في صفحته الفايسبوكية