تغيير خرائط النفوذ وضبابية روسيا في سوريا
2024-12-03 07:26:34
تطرح التطورات العسكرية في سوريا أكثر من سؤال حول الحلول الأمنية، في ظل التصعيدٍ غير المسبوق والمتسارع، واشتعال خطوط الجبهة في الشمال وسيطرة "هيئة تحرير الشام" وفصائل مسلحة على حلب ثم إدلب، ما بدأ يُنبىء بتغيير خارطة النفوذ على الأراضي السورية واهتزاز ميزان القوى الإقليمية. ومع بدء العمليات السورية والروسية المضادة ضد الهجوم المنظم بشكلٍ إستثنائي على الشمال السوري، يتجه المشهد نحو المزيد من التعقيد، حيث يكشف الخبير الإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، عن أهمية الدور الروسي في هذه التطورات، في ضوء التفاهمات الروسية والتركية السابقة. ويوضح العميد ملاعب رداً على سؤال ل""، حول ضبابية الموقفين الروسي والتركي، بأن تركيا قد عزلت نفسها وقالت إن ما يجري مستغرب، علماً أنه لا يمكن أن يكون يجري من دون غطاء تركي.وعلى مستوى موقف روسيا، يقول العميد ملاعب، إن روسيا دخلت عام 2015 إلى سوريا بتوافق دولي وتوافق مع الجهات الموجودة قي سوريا، سواء الإيراني أو التركي أو الأميركي، وعلى أساس قرار لمجلس الأمن، وانطلاقاً من موافقة من الحكومة السورية، وذلك من أجل إجراء انتخابات تشريعية وتشكيل حكومة تشارك فيها المعارضة وتنهي الصراع القائم، كذلك كانت غرفة واضحة في الأردن اقتسمت الجو السوري ما بين التحالف الدولي والقوات الروسية.ويضيف ملاعب أنه بعد القرار الأممي، سيطرت روسيا في سوريا ودعمت النظام وكانت تعتبر أن كل من يعارضه هو إرهابي، ولذلك، فإن المطروح اليوم هو ما إذا كانت روسيا ستقوم بدعم جدي لهجوم معاكس ومساعدة الجيش السوري، من أجل استرجاع الأراضي التي سيطرت عليها "هيئة تحرير الشام"، خصوصاً وأن تركيزها هو في أوكرانيا.من جهةٍ أخرى، يؤكد ملاعب أن التفاهم الروسي مع الأميركيين والإيرانيين والأتراك حول سوريا، ما زال قائماً على حساب سوريا كاملة، وما يهمّ الروسي هو أن يبقى موجوداً في طرطوس، وأن يبقى هناك نفوذ للحكم السوري في مناطق صغيرة في ما يُعرف ب "سوريا المفيدة"، من أجل الإبقاء على شرعية الإتفاقية الموجودة بين الحكم السوري والروس، وأن تغطي تواجد الروس على الساحل السوري في حميميم وطرطوس.
وكالات