2024- 04 - 28   |   بحث في الموقع  
logo وزير الاقتصاد غادر الى قطر logo بيرم ترأس جلسات مؤتمر العمل في بغداد logo بو حبيب بعد لقائه نظيره ⁧‫البحريني: ‬نجاح قمة المنامة مصلحة عربية مشتركة logo "لم يتم إجلاؤهم"... سكان الشمال يرفعون الصوت! logo "إسقاط 5 صواريخ"... روسيا تسيطر على قرية جديدة! logo أكثر من 140 بناية.. إعصارٌ مدمر يضرب الصين (فيديو) logo "ما عندو قرار"... بو عاصي: حزب الله أطاح بقرار الـ1701 logo القوات اللبنانية: لبيك يا جنوب... تسريب خطير عن لسان نائب قواتي!
رسالة من الراعي لمناسبة “خميس الأسرار”.. ماذا فيها؟
2024-03-25 18:55:53

وجه البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي رسالة إلى الكهنة لمناسبة خميس الأسرار 28 آذار 2024 بعنوان “أحبّهم إلى الغاية” (يو12:1)، جاء فيها:

“في عشائه الفصحي الأخير مع تلاميذه الأثني عشر، قبل آلامه وموته على الصليب في اليوم التّالي، “أحب يسوع خاصّته الذين في العالم، أحبّهم إلى الغاية”. من فيض هذا الحب أسّس سرّي القربان والكهنوت، من أجل استمراريّة ذبيحة ذاته لفداء العالم، ووليمة جسده ودمه للحياة الإلهية فينا. إنّ كهنوتنا وُلد من فيض هذا الحبّ الإلهي، ومنه يغتذّي وينمو، وبه يتجدّد باحتفالنا اليومي. وهو شهادة دائمة للمسيح، الكاهن والذبيحة. ففي عشائه الأخير “أخذ ربنا خبزًا وشكر وكسر وناولهم وقال: هذا هو جسدي الذي يُبذل لأجلكم. اصنعوا هذا لذكري” (لوقا19:22). و”أخذ كأساً وشكر وبارك وناول تلاميذه وقال: هذا هو دمي، دم العهد الجديد الذي يراق لأجل الكثيرين” (مر 14: 23-24). بنعمة الكهنوت اقامنا المسيح خدام هذا الكنز وحراسه، لا ليفعل في النفوس بقوة الفعل فقط، بل ايضًا ليفعل فينا وفيهم بقوة تقديسنا الشخصي به، خاصة وإننا نعمل بشخص المسيح وباسم الكنيسة (راجع التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 1548-1553). لسنا في هذه الخدمة مجرّد آلة او عبّارة تمرّ من خلالها النعم الإلهية من دون ان نتقدّس بها. فالأرض التي تتقبل المطر ترتوي منه وتنقله الى سواها.

يُسعدني أن أنضمّ إليكم في هذا اليوم المملوء أسراراً، وأنتم متحلّقون حول أساقفتكم، حسّياً أو روحيّاً، في لبنان والنّطاق البطريركي وأبرشيّات الإنتشار، لتجدّدوا مواعيد كهنوتكم والطّاعة لرعاتكم، والأمانة للمسيح “الكاهن الأسمى” الذّي ائتمننا على تقدمة ذاته ذبيحة عنّا وعن البشر أجمعين، واجلسنا الى مائدة وليمة جسده ودمه، قوتاً لنا وللبشرية جمعاء. وهكذا تبنون جسد المسيح السّري مع المؤمنين في أبرشياتكم ورعاياكم.

فيطيب لي ان اهنّئكم، اخواني السادة المطارنة وكهنتكم الأبرشيين والرهبان بعيد تأسيس كهنوتنا، وبنظرة الحبّ الخاصة التي بها دعا المسيح الرب كل واحد منا. ونحن إذ أجبناه بحبّ في يومنا الأول، نجدد اليوم هذا الحبّ خاشعين امام سرّ حضوره في سرّ القربان المقدّس، الذي يسجد امامه المؤمنون والمؤمنات طيلة هذه الليلة المقدسة، ملبّين دعوة يسوع لرسله، ليلة آلامه، قائلاً: “اسهروا وصلّوا، لئلا تدخلوا في تجربة. فالروح راغب ومستعدّ، ولكن الجسد ضعيف” (مر38:14). بهذا الكلام يعلمنا أن ننتصر على تجربة الضعف والتراجع والقنوط بالسهر والصلاة.

كهنوتنا ليس منا، ولا طوع ارادتنا ورغبتنا. بل هو هبة ثمينة مجانية من قلب المسيح الذي يأتمننا عليها، فتصبح مسؤولية ثقيلة لأننا قبلناها بحريتنا وبفعل حبّ. بالكهنوت أقامنا الروح وسطاء حبّ بين الله والشّعب: كوسطاء لدى الشعب نحمل لهم العطايا الالهية، وكوسطاء لدى الله نحمل له صلاة الشعب، ونعوّض بشكل ما عن خطاياهم. هذه الوساطة هي مشاركة في وساطة المسيح الوحيدة والاساسية.

الكاهن كوسيط مشارك مدعو ليعكس وجه المسيح بأُبوّته وقربه من شعبه وبحنانه ومشاعره الإنسانيّة. هذه الأبوّة يطلبنا منا شعبنا. وينتظرها مجسّدة في المسلك وطريقة التعاطي والممارسة والخدمة والكلام والعلاقات. ويطلب الشعب منا ان نكون كهنة صلاة وتفانٍ وجهوزيّة لكلّ خدمة وتأديتها بفرح. لذا يحتاج الكاهن الى نعمة الهية تقدّسه، ليكون أهلاً للوساطة المشاركة لدى الله والشعب، فلا يقيم الاسرار معتمداً فقط على “قوتها بفعل ذاتها”، بل من واجبه ان يتقدس هو بها اولاً لكي يمارس اسرار الكنيسة الخلاصية. الشعب بنتظرنا شهوداً للخلاص الذي نلناه، قبل ان يريدنا معلّمي الكلمة، وخادمي الأسرار، ورعاة مسؤولين لخلاص شعبنا.

اكتب اليكم، يا أحباءنا، لكي اهنئكم تكراراً بعيد ينبوع كهنوتنا راجياً لكم من الله، بشفاعة امنا مريم العذراء ام الكهنة نعمة تقدسنا جميعاً وبها نجدّد مواعيد كهنوتنا”.



Related Posts

  1. الراعي في أحد الشعانين: يا لوصمة العار على جبين هذا الجيل
  2. ثغرات في لقاء بكركي.. لماذا غاب المرده؟!.. غسان ريفي
  3. حوار كل مين إيدو إلو!!.. غسان ريفي
  4. لمناسبة أسبوع الآلام.. إقامة ريسيتال ديني في حصارات الجبيلية






وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top