يحكي فيلم «All Quiet On The Western Front»، عن مجموعة من الأصدقاء المراهقين المتحمسين لتجنيدهم في بداية الحرب العالمية الأولى، أو ما يعرف باسم «حرب الخنادق»، ويتتبع تجارب هؤلاء الشباب اليافعين بعيون «بول» الشاب الألماني المتحمس للمشاركة في الحرب حتى يصطدم بواقع الحرب المؤلم والعنيف.
تقدم «نتفليكس» في «All Quiet On The Western Front»، وبعد مرور تسعين عاما على الإصدار الأصلي، نسخة جديدة باللغة الألمانية، ويستند الفيلم إلى رواية المؤلف إريك ماريا ريمارك التي قام هتلر فيما بعد بحظرها وإحراقها بسبب الرسالة القوية المناهضة للحرب، وحصل حينها على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وأفضل مخرج، كما تم اختياره عام 1991 من قبل مكتب التسجيل الوطني للأفلام في مكتبة الكونغرس بالولايات المتحدة على اعتباره إرثا جماليا وثقافيا وتاريخيا، فكيف كانت النسخة الحديثة منه؟
يقول إريك ريمارك: «لن يكون هذا الكتاب اتهاما ولا اعترافا، وأقلها مغامرة، لأن الموت ليس مغامرة لمن يقفون معه وجها لوجه، سيحاول ببساطة أن يخبرنا عن جيل من الرجال، على الرغم من أنهم ربما نجوا من قذائفها، فقد دمرتهم الحرب»، بتلك الكلمات ارسل ريمارك رسالته المناهضة للحرب من خلال هذا الكتاب الذي كان نواة لصدور نسختين من أفضل وأجمل أفلام الحرب على الإطلاق.
يبدأ الفيلم مع بداية الحرب العالمية الأولى وأصوات القتل والموت في كل مكان، فبعد كل غارة لا أحد يفكر بموتك أو حياتك لأنك بالنسبة لهم لست سوى عدد يضاف إلى سجلات الحرب، والأهم منك هو ملابسك العسكرية التي لن تنال حتى شرف الدفن بها، لأنهم سينتزعونها منك ويقومون بغسلها وإعادة خياطتها لتسليمها لضحية أخرى أو لنقل جنديا جديدا.
على الجانب الآخر نشاهد الشاب «باول» مع أصدقائه الثلاثة المتحمسين لخوض الحرب التي لا يعرفون عنها شيئا سوى ما غرسه أستاذهم في نفوسهم، ألا وهو أن ما يفعلونه يعد رجولة وبطولة.
وبكلمات مثل «شباب ألمانيا الحديدي» وبعض العبارات الرنانة يمكنك غسل أدمغة هؤلاء المراهقين بتصويرهم على أنهم «سوبر هيروز» يمكنهم تحقيق النصر دون الخوف من أي عواقب، وبذلك تكون قد صنعت جيشا من الموتى والمنتحرين.