على وقع استمرار الاعتداء الإسرائيلي على ايران، ومع ارتفاع نسبة التهديدات الأميركية بإحتمال المشاركة المباشرة في الحرب التي يشنها العدو على طهران، عاد الى الواجهة الحديث عن إمكانية ان تغلق ايران مضيق هرمز في خطوة ستكون لها، اذا ما حصلت، تداعيات سلبية على مختلف دول المنطقة، يقابله تهديد إسرائيلي بضرب منشأة فوردو النووية.
فما هي السيناريوهات المحتملة في كلا الحالتين؟
في السياق، تجدر الاشارة الى ان مضيق هرمز هو الطريق الملاحي الأكثر حيوية لنقل النفط، حيث يمر عبره قرابة خمس النفط الخام العالمي. وبحسب ما بات معروفاً فإن المضيق بالنسبة لإيران يوازي امتلاك سلاح نووي كونها تعتبره قوة رادعة يمكنها استخدامها كورقة ضغط استراتيجية.
وبحسب المعلومات فإن لطهران احتمالات عديدة يمكنها اغلاق المضيق من خلالها ومنها:
– اعلان حظر الملاحة مع عدم الإفصاح عن عواقب الانتهاك.
– اخضاع السفن العابرة في المضيق للتفتيش او المصادرة.
– استهداف بعض السفن من خلال اطلاق اعيرة نارية تحذيرية او عبر استخدام الغواصات والصواريخ.
– زرع الغام بحرية في المضيق.
الى ذلك، يؤكد المتابعون لمجريات الاحداث ان ايران لن تقدم على اغلاق المضيق الا اذا وجدت نفسها في موقف الفاقد للقدرة في الحفاظ على توازن القوى او اذا تدخلت واشنطن عسكرياً في العدوان عليها، وذلك بغية شل الاقتصاد الأميركي.
اما عن ابرز التداعيات لاغلاق المضيق، فتلفت المصادر الى ان الاغلاق سيؤدي الى ارتفاع أسعار النفط التي ارتفعت اصلاً بفعل العدوان، ما سينعكس سلباً على الأسعار عالمياً.
من جهة ثانية، يبرز التهديد الإسرائيلي لضرب منشأة فوردو وهي معدة لتخصيب اليورانيوم وليست مفاعلاً نووياً كما يروّج الإسرائيليون، وعليه فإن المنشأة خالية من قضبان الوقود النووي أو حتى نوى المفاعلات، ما يعني انه لا خطر لحدوث انصهار نووي اذا ما تم استهدافها.
الا ان المعلومات تتحدث عن تلوث شعاعي او كيميائي يمكن ان ينتج عن ضرب المنشأة كونها تحتوي على مواد مخصّبة نووياً واخرى كيميائية. وبالتالي فإن تداعيات بيئية وصحية جسيمة قد تنتج عن ضربة فوردو اذا ما تمت ابرزها:
– حروق خطيرة في الجلد واضرار على الجهاز التنفسي.
– انتشار جزيئات اليورانيوم على شكل غبار أو رذاذ، ما سيؤدي عند استنشاق هذه الى الاصابة يإشعاع داخلي قد يسبّب تلفاً في الأنسجة وزيادة في خطر الاصابة في بالسرطان، لا سيما في المناطق القريبة من المنشأة.
– تلوّث في التربة والأسطح يمتد لفترات طويلة.
– انتقال الملوّثات عبر الهواء لمسافات طويلة ما قد يلوّث الهواء، المزروعات والمياه.
اذاً، بين المضيق والمنشأة خط نار مشتعل وقد يطيح بالمنطقة بأكملها في حال استمرت الضربات على حالها التصاعدية. وفيما يتحجج كل طرف بحقه في الدفاع عن نفسه، يبقى الاكيد ان المعتدي الاسرائيلي يحاول بسط سيطرته على المنطقة ضارباً بعرض الحائط كل الاعراف والقوانين الانسانية والدولية، على غرار ما فعل في غزة ولبنان، في وقت تحرص ايران على استخدام اوراقها بتأنّ مع التأكيد على استعدادها للتعاطي مع كل الاحتمالات.
The post بين مضيق هرمز ومنشأة فوردو.. خط نار مشتعل!.. ديانا غسطين appeared first on .