في إطار مواكبة ملتقى حوار وعطاء بلا حدود لآخر تطورات الحوار المُستجدّ الذي ظهر الى العلن منذ ايام بين بكركي وحارة حريك وبسبب الأهمية البالغة لما قد يترتّب او ينتج عن هكذا حوار على المستوى الوطني، قام مُنسق ملتقى حوار وعطاء بلا حدود الدكتور طلال حمود بالتواصل مع الإعلامي الكاتب والمُحلًل السياسي الأستاذ قاسم قصير لمعرفة كيفية إنطلاق هذا الحوار وما هي محاوره الأساسية ومآلاته المُمكنة؟ ومتى ستتظهّر النتائج الإيجابية المُتوقّعة التي أوحى بوجودها اكثر من مصدر؟

حمود:

وقد افاد مُنسّق الملتقى الدكتور طلال حمود ان ذلك يأتي في إطار متابعة آخر التطورات السياسية والاقتصادية والمالية والنقدية والاجتماعية التي تعصف بلبنان منذ ثلاث سنوات، واستكمالاً لكل المساعي التي قمنا بها في الملتقى منذ تاريخ تأسيسه اي منذ خمس سنوات تحديداً من اجل فتح كوة في الجدران المتصلّبة التي يتحصّن خلفها معظم اللبنانيين، كان لا بدّ لنا في هذه الفترة العصيبة من التوقًف عند المحاولة الجديدة التي شغلت الاوساط السياسية في لبنان في الأيام الأخيرة، والتي طرحها عدّة اعلاميين ومحلّليبن سياسيين عبر اكثر من وسيلة إعلامية، ونقصد الحوار الجاري بين بكركي وحزب الله في سبيل السعي لحلحلة وتفكيك عقد الأمور العالقة المُتعددة وعلى اكثر من صعيد. وحيث ان معظم اللبنانييون يأملون أن يفتح هذا الحوار الهام جداً كوّة مهمة في جدار التصلّب الحاصل بين مختلف الأطراف الداخلية المُتماحكة والمتناحرة منذ سنوات وان يكون منفذاً للبدء بإيجاد مخارج داخلية لكل الازمات المُتراكمة التي يعاني منها لبنان، خاصةً وان احداً لن يكون قادراً على مساعدة هذا الوطن الا اذا اعتمد اللبنانييون على انفسهم وكسروا معظم الحواجز التي تراكمت بينهم منذ عدة سنوات بسبب القراءات المختلفة لأسباب الازمات وكيفيات مُقاربة تشخيصها ومعالجتها ووجهات النظر المُتباعدة جداً حول موقع لبنان ودوره العربي والإقليمي والدولي خاصة ذلك الدور المتعلّق بالصراع العربيي-الصهيوني (الإسرائيلي) وحول كيفية ادارة ملف علاقاته مع محيطه العربي ومُحرّكات وضوابط تفاعله السياسي والإقتصادي مع هذا المحيط.

وللوقوف عند آخر تطورات هذا الحوار المُستجدّ ووللإضاءة عليه بعد ان أعلنت بكركي البارحة أن هناك حوارا من هذا النوع، كان لا بدّ لملتقى حوار وعطاء ممثلاً بي شخصياً كمنسّق للملتقى من التوجّه الى الكاتب والمُحلّل السياسي الاستاذ قاسم قصير؛ الذي يُعتبر من الاشخاص المطّلعين على هذه النوع من الحوارات، خاصةً وانه قريب جداً وعلى تواصل دائم مع دوائر القرار في حارة حريك، وعلى صِلة دائمة مع مقرّبين من بكركي.

جاءت الأسئلة التي تمّ توجيهها للاستاذ قاسم قصير على الشكل التالي:

١-ما هي حقيقة الاتصالات بين بكركي وحزب الله ومتى وكيف بدأت ومن يتولّاها؟!

٢-ماذا عن الوثيقة التي يعدّها الفريق الخاص الذي بتواصل مع بكركي في هذا المجال؟ وما هو موقف الحزب منها؟

٣-هل هناك توافق بين بكركي والحزب حول المعركة الرئاسية والموضوعات الأخرى الوطنية؟

٤- هل تتوقّع وبحسب المعلومات التي لديك ان نصل الى اخبار سارّة في هذا المجال وضمن اية مُهلة زمنية؟!

٥- هل سيكون هناك امكانية مثلاً لوثيقة تشبه “وثيقة او تفاهم مار مخايل” بين الحزب والتيار الوطني الحرّ؟ ام ان الحوار سيقتصر على تمرير الإستحقاقات الداهمة الحالية واهمها إنتخاب رئيس للجمهورية؟

*قصير* :

ردّ الكاتب والمُحلّل السياسي الاستاذ قاسم قصير بأن العلاقة بين بكركي وحزب الله تحمل اجواءا ايجابية جداً وبحسب معلوماتنا من مصادر مطلعة فإن الاتصالات تجدّدت وهناك تواصل بين الطرفين على مستوى عضو المجلس السياسي الاستاذ محمد الخنسا الذي يُتابع ملف العلاقة مع الأطراف المسيحية في لبنان، كما ان زيارة وزير الاشغال د.علي حمية لبكركي ولقاء البطريرك كانت منسّقة؛ علماً بأن الظروف حالت دون زيارة وفد من طرف حزب الله، ونُقلت عبر الزيارة التي حصلت الرسائل الايجابية من الطرفين. والتواصل دائم وسيبقى مستمراً؛ على أمل ان تتطوّر الاتصالات إلى لقاءات مُعلنة لاحقاً على مستوى المسؤولين والقياديين لكن لا موعد محدد حتى اليوم.

واكمل بأنه يتمّ التواصل مع حزب الله حول الوثيقة الوطنية التي يتمّ اعدادها من مُقرّبين من بكركي، وبعض اعضاء هذا الفريق على تواصل دائم مع مسؤولي حزب الله. وكان هناك توافق على ضرورة الحوار والتشاور حول بعض بنود تلك الوثيقة ليتمّ الإعلان عنها قريباً وليكون لحزب الله موقفاً منها، على أمل ان تكون الوثيقة وطنية تعني جميع اللبنانيين وتُشكّل اساساً جامعاّ، ومدخلاً لإيجاد رؤية وطنية حول العديد من القضايا التي تمسّ اللبنانيين في هذه المرحلة الدقيقة، سواء على مستوى الاوضاع الداخلية او الخارجية. والعمل مُستمرّ عليها، وهي لا تُشبه “تفاهم مار مخايل”؛ بل هي وثيقة وطنية، من فريق عمل؛ على تواصل مع مسؤولين في بكركي، ولكن، ستأخذ في عين الإعتبار كل الملاحظات ووجهات النظر؛ و من المُمكن ان تكون مدخلاً لدعم الحوار والتعاون بين بكركي وحزب الله في المرحلة المُقبلة.

وبحسب معلومات من مسؤولين يتابعون ملف العلاقة بين بكركي وحزب الله فإن الأمور تتجه نحو الإيجابية، حيث أن ما قاله نيافة البطريرك الراعي والذي اُعتبِرَ حينها رداً على سماحة السيد حسن نصرالله بشأن الرئيس المُقبل ودعوته لعقد مؤتمر دولي حول لبنان، فان هذه المواقف التي ردّ عليها لاحقا المفتي احمد قبلان، لم تنعكس سلباً على هذا التواصل، فالمُتابعين يؤكدون إيجابية الاجواء بل لمحوا إلى أن هناك اخبار ايجابية في القريب العاجل وهي تعني جميع القوى السياسية من مختلف الصُعد سواء الملف الرئاسي، او الوضع الداخلي، او مقاربة دور لبنان وعلاقاته بالمحيط.

واكد قصير على الاجواء الإيجابية التي تظهر عبر الوفود العديدة التي قامت بالتواصل مع الطرفين.

وأكمل قصير، هناك انفتاح على وجهات النظر وخصوصاً من طرف حزب الله الذي استقبل منذ فترة وفداً من ملتقى حوار وعطاء بلا حدود برئاسة الدكتور طلال حمود، وابدى يومها سماحة الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام للحزب كل الإهتمام والإنفتاح على كل الشرائح اللبنانية والإستعداد في الدخول بحوار مع كل من يطلب منه ذلك، دون اية حواجز او خطوط حمراء. كما استقبل الحزب مُؤخّراً وفداً من تجمّع “لبنانيون من اجل الكيان” برئاسة الاب باسم الراعي؛ والذي تواصل مع بكركي ايضاً، فالحزب مُنفتح على كل القضايا، رغم انه لا يطرح رؤيا حول تغيير اتفاق الطائف او تعديل النظام السياسي في لبنان. وهو حريص جداً على حصول توافق وطني حول اي قضية، سواء حول استكمال تطبيق اتفاق الطائف او بالبحث عن اي تعديل يُساهم في تطويره وتطوير النظام السياسي اللبناني نحو الافضل، ويعتبر ان المرحلة القادمة تتطلّب توافقاً وطنياً في الملفات السياسية المطروحة، فالبلد لا يتحمّل المزيد من السجالات، وهذه مسؤولية يتحمّلها الجميع ومؤسسات الحوار من كافة الاتجاهات وهي المعنية بشكل جدّي بجمع الاطراف وفق مُبادرات لعقد لقاءات حوارية تجمع اطراف مُتعدّدة تُساهم في تخفيف التوترات في الملفات المطروحة.

وختم قصير بالقول بان الحوار قد لا يصل الى وثيقة مُشتركة لكن هناك مناقشات حول كل الملفات والمُقاريات سواء على مستوى الإنتخابات الرئاسية أو غيرها من الاستحقاقات والأمور الداخلية والخارجية واكّد ان هناك نقاش حول كيفية دعم شخصية رئاسية تستطيع ان تكون جسر حوار بين الجميع، وبعض الأصدقاء القريبين من بكركي وحزب الله يطرحون بعض الاسماء التي يعتبرونها تُشكّل جسراً للحوار والتواصل وتكون مقبولة من الجميع. كما اعلن السيد ان اي شخصية رئاسية يُشترط فيها ان تكون مُطمئنة للمقاومة، دون طرح اسماء او اعتراض على أخرى.

وانهى بالشكر و التاكيد على اهمية “ملتقى حوار وعطاء بلا حدود” ودور التشاور الكثيف بين اعضائه النخبويين وضرورة مواصلة الحوار مع كل الاطراف على الساحة اللبنانية ومُتابعة المهمة التي يقوم بها الملتقى منذ تاريخ تأسيسه من اجل الوصول لوفاق وطني حول المرحلة المقبلة، وطرح مقترحات حلول لمعظم الأزمات التي يعاني منها لبنان على كل المستويات، علّنا نستطيع انقاذ لبنان من ازماته المُتشعّبة التي يواجهها وواجهها في السنوات الماضية.

*د طلال حمود- ملتقى حوار وعطاء بلا حدود*