2024- 05 - 02   |   بحث في الموقع  
logo هاشم: لبنان معني بوضع خطة شاملة للبدء بمعالجة أزمة النزوح logo حمية من الدومينيكان: أنشطة تشويش العدو انتهاك صارخ لسيادتنا logo بسبب حربها على غزة... كولومبيا تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل logo رفعوا صورًا ضخمة لأبنائهم... عائلات "الأسرى" تتظاهر أمام مقر نتنياهو بالقدس logo مانشيت “الأنباء”: النزوح على طاولة القمة الثلاثية في بيروت… logo اليابان: طلبة جامعة واسيدا يخرجون في تظاهرة لوقف حرب الإبادة على غزّة logo في سيناء... خطة "جديدة" لِوقف مخططات تهجير وتوطين سكان غزة logo إذا اعتقل قادتها... إسرائيل تهدد بالانتقام من السلطة الفلسطينية وتدميرها
رسائل نشيد الملاعب المفتوحة
2022-07-11 07:56:03

الجدل المثار حول نشيد "سلام يا مهدي" (أو سلام فرمانده بالنسخة الايرانية)، هو أمرٌ مفهوم، أكان لجهة السياق السياسي الراهن اقليمياً، أو لناحية الإخراج نفسه، والرسائل التي يحملها.
الرسالة الأولى والأهم هي أن الحركة السياسية المنتجة والمروجة للنشيد، أي الخمينية بأصلها الإيراني وفروعها المختلفة، هي تأسيسية على المستويين الاجتماعي والسياسي، ولها انعكاس طويل الأمد وجذري في الأوطان الحاضنة لها يتضاعف بفعل التفكك الحاصل فيها. هي حركة هوية تجمع بين الإسلام السياسي الشيعي بنسخته الخمينية، من جهة، وبين المقاومة كحالة دائمة، من جهة ثانية.
ليست هذه الحالة تنظيماً سياسياً هدفه الوصول الى السلطة أو تعزيز موقع زعيمه، بل مشروع تحويل مجتمع بأسره الى كتلة متراصة تُقاتل وتعادي وتتحالف وتتكلم وتنشد بصوت ولغة واحدة، وغالباً على حساب بلدانها.
الرسالة الثانية هي أن هذه الحالة عابرة للأوطان، ليس فقط على مستوى الأفكار، بل كذلك تنظيمياً وتنفيذياً، وربما علينا أيضاً تسجيل مفارقة إعداد النشيد بنسخه المختلفة في ملاعب مفتوحة لا حدود لها.
من الضروري كذلك قراءة نشر النشيد بنسخه الإيرانية (الأصلية) واللبنانية والعراقية (المستنسخة)، في السياق السياسي الراهن. يأتي هذا الإنتاج في أعقاب عمل دؤوب لسنوات على "توحيد الجبهات"، وربما كانت من ثمراته تحدث قادة في هذا المحور من ايران ولبنان والعراق وفلسطين عن جبهة موحدة في مواجهة إسرائيل في الحرب المقبلة، فيها خلطة ايرانية وعراقية ولبنانية وسوريا وفلسطينية وربما كذلك أفغانية وباكستانية (بالمقاتلين في حال الحاجة إليهم كما كانت الحال في سوريا، لهذا ربما شملهم العمل على النشيد، رغم الفارق النسبي الكبير في الأعداد).
هذه حالة عابرة للحدود، وفي سمتها هذه، تُعبر عن مشاعر ورغبات تضيق فيها الأوطان ومشاريعها وأحلامها. الهدف انشاء مجتمع مقاوم ومستعد للتضحية والفداء، وينشد لإمام مغيب لديه نائب هو الولي الفقيه.
في الحالة اللبنانية تحديداً، هناك نسخ مناطقية مختلفة للنشيد بخلاف دول أخرى فيها عدد أكبر بكثير من الشيعة مثل باكستان ( 20مليوناً بأقل تقدير)، أو الهند (30 مليوناً)، وحتى دولة مثل تركيا (وفيها عدد من الشيعة قد يصل لثلاثة ملايين، بحسب ما ذكره موقع جامعة هارفرد نقلاً عن دراسة لعبد القادر يلير عمرها 12 عاماً. أي أنهم اكبر عدداً من شيعة لبنان). لكن هذه دول تضع حدوداً للنشاط الإيراني، ولا تسمح بتمويل أو بانشاء مؤسسات بحجم يُهدد الهوية الوطنية المؤسسة، ناهيك عن الأمن القومي بأسره.
هذا الواقع في لبنان نتيجة لعمل دؤوب عمره عقود من خلال مؤسسات تعليمية واجتماعية وثقافية وخدماتية هدفها التأسيس لهوية جديدة بين اللبنانيين الشيعة، وبشكل مماثل ولكن متفاوت في دول أخرى من العراق لسوريا.
الرسالة الثالثة هي أن هذا الإنتاج الثقافي العابر للحدود والمنسق، غير منفصل بتوقيته عن الأزمة بين ايران، من جهة، وبين الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما من جهة ثانية. هل صُدفة أن يخرج مثل هذا الإنتاج الثقافي بعد تداعي المفاوضات بشأن العودة للاتفاق النووي مع إيران، وبالتالي ارتفاع وتيرة التهديدات العسكرية والأمنية لطهران؟ بالتأكيد، لا. هو يُمثل رسالة واضحة على ارتباط بتناسق الجبهات، هي ليست مجرد تحالفات عابرة للحدود، بل جيش يملك نشيداً موحداً بلغات ولهجات متخلفة.
قبل النشيد، هناك سنتان كاملتان من التصريحات على ألسنة قادة "حزب الله" و"حماس" و"عصائب أهل الحق" وغيرهم حيال "وحدة الجبهات"، وبأن أي اعتداء على مسجد الأقصى في القدس يُسقط الحدود "الوهمية" بين الدول، وبأنها ستكون منخرطة جميعاً في أي مواجهة مقبلة ضد لبنان.
وهذا النشيد ليس حدثاً عابراً، بل فيه رسائل مختلفة، والأهم، هو يعكس واقعاً لم يعد بإمكان كثيرين تجاهله، وتحديداً في لبنان.
وإن كانت مشاريع الوحدة العربية والانحياز لمنظمة التحرير، أسباباً لانقسام وتصدع محلي في لبنان اصطدم في حرب أهلية، الأرجح أن الموجة الخمينية ومنتجاتها تُؤسس لحالة انقسامية أكثر جذرية لا رغبة ولا اهتمام لخصومها فيها سوى في الفكاك قبل فوات الأوان.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top