حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من أزمة مياه في الشمال السوري حيث وصلت محدوديّة الوصول إلى المياه النظيفة خلال الأشهر القليلة الماضية إلى مستويات خطيرة.
واعتبرت المنظمة أن الحرب السورية تسببت بتدمير البنية التحتيّة للمياه والصرف الصحي، إذ يعاني أكثر من ثلاثة ملايين شخص معظمهم من النازحين من ازمة شح المياه.وقال مسؤول التوعية الصحية في المنظمة في شمال غرب سوريا إبراهيم مغلاج: "عندما تكون المياه متاحة وسهلة المنال للناس في شمال غرب سوريا، فإنها تكون أحياناً غير آمنة وملوثة"، مضيفاً "نواجه بانتظام الآثار الصحية الناجمة عن نوعية المياه الرديئة، والتي غالباً ما تجلب الأمراض المنقولة بالمياه وغيرها من المشاكل الصحية إلى المخيمات، مثل الإسهال والتهاب الكبد والقوباء والجرب والعديد من الأمراض الأخرى".وأشار إلى أن تفشي فيروس كورونا في الشمال السوري زاد من الأزمة، حيث أن "الوصول المحدود إلى المياه يعيق أيضاً بشكل خطير إجراءات النظافة الأساسية للوقاية من الفيروس وعلاجه، خصوصاً أن الوصول إلى مرافق المياه والصرف الصحي بشكل عام لا يزال يمثّل مشكلة".ويعود ذلك بشكل أساسي إلى انخفاض التمويل لمثل هذه الأنشطة، وتشكل أنشطة تقديم خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية حالياً أربعة في المئة فقط من ميزانيّة الاستجابة الإنسانية بأكملها في جميع أنحاء سوريا، وهو أقل من ثلث ما تم إنفاقه عام 2020 على الأنشطة ذاتها.وأدى هذا الانخفاض في التمويل في شمال غرب سوريا إلى اتخاذ العديد من المنظمات قرار وقف أنشطة نقل المياه بالشاحنات في العديد من المخيمات. وقد تأثرت مناطق بشدة بهذا الانخفاض في الخدمات مثل منطقة دير حسّان على سبيل المثال. وزاد عدد حالات الأمراض المنقولة بالمياه بشكل كبير في المنطقة منذ أيار/مايو 2021.وقالت المنسقة الطبية لمنظمة أطباء بلا حدود في سوريا تيريزا غراسيفا إن "الأمراض المنقولة بالمياه زادت بنسبة 47 في المئة في المنطقة بين شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو 2021، وهي الفترة التي توقفت فيها بعض هذه الأنشطة".وتابعت: "لاحظت فرقنا في تموز/يوليو 2021 ارتفاعاً في حالات الإسهال في أكثر من 30 مخيماً في محافظة إدلب، كما رُصدت حالات الجرب المتكررة وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه خلال استشاراتهم في مخيمات النزوح".وأفاد مركز للرعاية الصحيّة الأوليّة تدعمه منظمة أطباء بلا حدود في الرقة أن عدد حالات الإسهال في أيار/مايو 2021 كان أعلى بنسبة 50 في المئة مما كان عليه في أيار/مايو 2020.وبحسب المنظمة يواجه مليون شخص في الحسكة صعوبة في الوصول إلى المياه منذ نحو عامين، بسبب الانقطاعات المتكررة والمستمرة في توفير المياه من محطة مياه علوك، الخاضعة لسيطرة السلطات التركية. بالإضافة إلى ذلك، يتأثر سكان شمال شرق سوريا بالانخفاض الحاد في حجم المياه المتدفقة في نهر الفرات، وهو أهم مصدر للمياه في المنطقة.