نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في وزارة الخارجية السعودية تأكيده إجراء محادثات بين المملكة وإيران. وأعرب المسؤول السعودي عن أمله في نجاح المحادثات، مضيفاً أنه من السابق لأوانه الوصول إلى أي استنتاجات محددة.
وأوضح الدبلوماسي السعودي أن المحادثات مع إيران تهدف إلى استكشاف طرق للحد من التوتر في المنطقة.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت مؤخراً عن مسؤولين عراقيين وإيرانيين قولهم إن رئيس المخابرات السعودية بدأ في نيسان/أبريل، محادثات سرية مع مسؤول أمني إيراني رفيع المستوى في بغداد. وأفادت الصحيفة الأميركية أن المحادثات جاءت لمناقشة قضايا خلافية، بما في ذلك الحرب في اليمن والمليشيات المدعومة من إيران بالعراق.
وكانت مصادر سياسية عراقية في بغداد كشفت لصحيفة "المدى" العراقية الخميس، عن لقاء سعودي-إيراني جديد على مستوى السفراء، قد يجري بعد عطلة عيد الفطر برعاية الحكومة العراقية في بغداد، وذلك بالتزامن مع صدور مؤشرات عن كلا البلدين المتقاطعين، عبر تصريحات لمسؤولين في طهران والرياض، ترحب بالحوار وإقامة علاقات جيدة بينهما.
ونقلت الصحيفة عن القيادي في "تيار الحكمة" رحيم العبودي قوله إن "عملية التقارب بين السعودية وإيران تطورت كثيراً خلال الفترة القليلة الماضية، بعدما شهدت لقاءات واجتماعات متواصلة بين أجهزة مخابراتها التي تحاول مناقشة الملفات التي ستعرض على طاولة التفاهمات في المراحل المقبلة".
لكن المحادثات السعودية-الإيرانية الجارية بعيداً عن الأضواء أثارت مخاوف إسرائيل، واستدعت وصفها لها بأنها تغيير في قواعد اللعبة في منطقة الشرق الأوسط.
ونشر مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي دراسة، أكد فيها أن المحادثات الإيرانية-السعودية تشكل تطوراً جديداً في العلاقات بين الدولتين، منذ القطيعة بينهما في العام 2016، وذلك بسبب تغيير الإدارة الأميركية في واشنطن.
وادعى المركز الإسرائيلي أن وجود إدارة أميركية جديدة في واشنطن، شجّع السعودية على إجراء تعديلات في سياستها الخارجية، بدأتها بمصالحة قطر، ثم عرض وقف إطلاق النار مع جماعة "أنصار الله" في اليمن، ومؤخراً، بدء حوار مع إيران.
وعزا المركز التابع لجامعة تل أبيب، بدء تلك المحادثات إلى إجراء الولايات المتحدة نفسها حواراً مع إيران بشأن برنامجها النووي، وهو ما يجري الآن في فيينا من مباحثات بشأن إحياء الاتفاق النووي مع إيران.
وأشارت الدراسة الإسرائيلية إلى أن التقارب السعودي-الإيراني يعني اختراق الجبهة المناهضة لإيران، والتي لطالما عمدت إسرائيل على توطيدها وتقوية أركانها.