هدوء عطلة عيد الأضحى المبارك، ينتهي مع بداية الأسبوع باستئناف النشاط السياسي والحراك الدبلوماسي، حيث يستعد لبنان لاستقبال الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، وبعده الموفد الرئاسي الأميركي توماس باراك، وما بينهما زيارة مرتقبة للرئيس جوزاف عون إلى عمّان، للقاء العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
في المقابل، تصاعدت حالة الغموض والشكوك المتصلة بالوضع الميداني بين لبنان وإسرائيل في ظل تواصل التداعيات والترددات السلبية للغارات الإسرائيليةعلى الضاحية الجنوبية لبيروت عشية عيد الأضحى ، علما ان أي معطيات جديدة لم تسجل خلال الساعات الأخيرة في انتظار ما ستسفر عنه الاتصالات الديبلوماسية التي ستنطلق بعد عطلة الأضحى بين لبنان والدول المعنية باحتواء التصعيد الحاصل ولا سيما منها الولايات المتحدةالأميركية وفرنسا .
وكتبت” النهار”: مع ان عطلة الأضحى حالت دون توضيح الاتجاهات التي ستسلكها السلطة اللبنانيةفي اتصالاتها الديبلوماسية للحؤول دون مزيد من التصعيد او تكرار الغاراتالإسرائيلية خصوصا على العمق الداخلي اللبناني نظرا لما تتركه من اثار سلبية خطيرة تتهدد موسم الاصطياف الواعد ، فان المعطيات المتوافرة في هذا السياق لا توحي بنتائج واعدة بل ان المواقف والمعطيات التي أعقبت الغارات زادت من حراجة الوضع الذي وجد لبنان نفسه فيه بين كماشة الاعتداءات الإسرائيلية والغطاء الأميركي لها والعجز اللبناني عن تبديل المعادلة الميدانية فورا وبسرعة من خلال نزع السلاح بصورته التي يطالب بها معظم الدول المعنية . وسيطغى الوضع الناشئ عن الغارات على الضاحية على جدول أعمال زيارة الموفد الفرنسي الرئاسي إلى بيروت جان ايف لودريان بعد عطلة الأضحى خصوصا بعدما تصاعدت معالم التمايز والتباين بين الموقفين الأميركي والفرنسي حيال هذه الغارات التي دعمتها واشنطن ودانتها باريسبشدة . ولذا أثيرت تساؤلات عما سيكون عليه دور لجنة المراقبة لتنفيذ اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل بعد هذه التطورات خصوصا ان الجيش اللبناني لمح للمرة الأولى إلى امكان وقف تعاونه مع اللجنة.
وكان متحدث باسم الخارجية الأميركية قال امس تعليقاً على الغارات التي قامت بها إسرائيل ليل الخميس على مواقع ل”حزب الله” في الضاحية الجنوبية لبيروت أن “الولايات المتحدة تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وحماية مجتمعاتها في الشمال من حزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى التي تروج للعنف وتعارض السلام”. وأضاف المتحدث ” تُشكل البنية التحتية والأنشطة الإرهابية لحزب الله تهديداً خطيراً لسيادة لبنان وأمنه”.
وكشفت مصادر أميركية لـ “نداء الوطن” عن تململ أميركي من الخطوات البطيئة جدّاً التي يقوم بها لبنان لجهة نزع سلاح “حزب الله”، وإنجاز الإصلاحات. وأشارت إلى أن واشنطن تريد من المسؤولين اللبنانيين الكثير من الأفعال بدلاً من الأقوال، أي أنها تتطلع لأن تتحرك الحكومة اللبنانية باتجاه تذليل التحديات، وليس فقط الحديث عنها.
واستمرت الحملة الإسرائيلية على لبنان فأفادت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مصادر مطلعة بأن الحكومة اللبنانية كانت على علم ببناء حزب الله مسيّرات قبل أسبوع من الضربة الإسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية. وأشارت إلى أن الجيش اللبناني لم يتصرف ضدّ بناء حزب الله مسيرات في ضاحية بيروت الجنوبية برغم علمه بهذا النشاط.
اما في الداخل فاعلن النائب في كتلة حزب الله حسن فضل الله انه تواصل مع رئيس الحكومة نواف سلام بشأن تداعيات الغارات الإسرائيلية على الضاحية، وما ألحقته من أضرار أدت إلى تشريد مئات العائلات، وشدد على “أهمية مسارعة الهيئة العليا للاغاثة من أجل الكشف عن الأبنية المتضررة، وتأمين المساعدة المالية اللازمة لتمكين السكان من البقاء في منازلهم”. وقال: “تجاوب رئيس الحكومة مشكورا وكلّف رئيس الهيئة إجراء مسح للأضرار، وبعد تواصل النائب أمين شري مع رئيس الهيئة متمنياً الإسراع في القيام بهذه الخطوة، جرى الاتفاق على مباشرة الهيئة خطواتها العملية بعد عطلة العيد مباشرة”.