يبدو أن فرنسا بدأت تعير القوى السياسية المعارضة التي برزت خلال انتفاضة 17 تشرين اهتماما خاصاً. فزيارة وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، لن تقتصر على زيارة المسؤولين السياسيين، بل ستشمل "القوى السياسية البديلة" في لبنان. وقد وجهت السفارة الفرنسية في بيروت دعوات لمجموعات ناشطة في 17 تشرين للقاء لودريان، وهي الدعوة الأولى من نوعها التي تشمل مجموعات تسمى في لبنان "مجموعات الأرض"، أو الناشطة في الساحات، والتي لها حضور في انتفاضة 17 تشرين، وليس لأفراد ناشطين في المجتمع المدني.
ووفق معلومات "المدن"، أبلغت السفارة المدعوين أن اللقاء ليس للمجتمع المدني، بل للقوى سياسية بديلة، ولمجموعات سياسية لها حضور وتنظيم. وأن وزير الخارجية يريد الوقوف عند رأيها وقراءتها للواقع الحالي للبنان ورؤيتها للحل.
وستتطرق المجموعات لنقاش الاستحقاقات الأساسية في البلد، لعرض رؤيتها حول السبل الكفيلة في كيفية مساعدة فرنسا للبنان، لتأمين انتقال سلمي للسلطة في لبنان، وحول استحقاق الانتخابات النيابية والقضايا المالية والابتزاز الحالي الذي تقوم به قوى السلطة للمجتمع الدولي.
وفيما لم يعرف العدد النهائي للمجموعات المدعوة، والتي ربما يصل عددها إلى نحو 14 مجموعة، لأن بعض المجموعات لم تصلها الدعوات بعد (ما زالت تصل الدعوات تباعاً)، فإن المجموعات التي أكدت لـ"المدن" المشاركة في اللقاء هي حزب تقدم وبيروت مدينتي وتحالف وطني ومنتشرين (ستأخذ القرار النهائي اليوم).
وشملت الدعوات مجموعات مثل لحقي والمرصد الشعبي لمحاربة الفساد وشبكة مدى الشبابية ومجموعات أخرى.
وبدأت المجموعات نقاشات داخلية لحسم القرار في المشاركة من عدمه. فمجموعتا لحقي والمرصد ما زالتا تناقشان المشاركة من عدمها، ولم تحسم خياراتها بعد، كما أكدت لـ"المدن". أما شبكة مدى فحسمت عدم المشاركة لأسباب داخلية، وليس رفضاً لعرض موقفها أمام الضيف الفرنسي. وفيما سرت شائعات عن توجيه السفارة دعوة إلى الكتلة الوطنية، وأن الأخيرة تناقش المشاركة من عدمها، أكدت مصادر الأخيرة أنها لحظة تسلم الدعوة ستبدي فوراً رغبتها بالمشاركة، وستعرض رؤيتها للحل في لبنان، وكيف يمكن لفرنسا مساعدة اللبنانيين في الخلاص من الطبقة السياسية. فالوقت ليس للمراهقة السياسية، ورفض مثل هكذا دعوات، خصوصاً أن لودريان كان حاضراً لقاء مجموعة السبعة الدولية وربما يحمل حلاً دولياً مشتركاً.
هذا اللقاء سيقتصر على القوى السياسية البديلة. لكن ربما يعقد لودريان اجتماعاً خاصاً مع حزب الكتائب اللبنانية ورئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، ومع ممثلين عن "جبهة المعارضة اللبنانية"، التي يفترض أن تطلق قريباً في لبنان، والتي تضم إلى الكتائب ومعوض مجموعات ناشطة بعد انتفاضة 17 تشرين.