يستمر وباء كورونا بالانحسار، وعادت المستشفيات لتتنفس الصعداء. لكن تبعات الانهيار المالي بدأت تظهر من بوابة هذا الوباء. فقد أكد مدير عام مستشفى الحريري، فراس أبيض، أن يوم أمس الثلاثاء، شهد قسمان في مستشفى رفيق الحريري الجامعي ازدحاماً بالمواطنين: مركزا لقاح كورونا، الذي يؤشر إلى ارتفاع توافر اللقاحات، وقسم الطوارئ لغير مرضى كورونا، الذي يعكس تراجع قدرة المرضى على تحمل تكاليف الرعاية الصحية في المستشفيات الخاصة. فالأخيرة تحمل المرضى مبالغ إضافية كفرق طبابة، بشكل كبير، ما دفع المرضى الذين يعانون من فقر متزايد إلى المستشفيات الحكومية، التي لا تحصل على مستحقاتها من وزارة الصحة، إلا بعد عام من تقديم فواتيرها. وفي المقابل، هي ملزمة بدفع الرواتب ومستحقات الموردين شهريًا. أما الأزمة الأخرى، فتتعلق بالمستشفيات الخاصة، التي تواجه تراجع أعداد المرضى القادرين على تحمل تكاليفها. وفي الوقت نفسه، تتزايد نفقاتها أيضًا، ويغادر اطباؤها وعاملوها بحثًا عن فرص أفضل في أماكن أخرى. وهذا وجه من أوجه الأزمات العديدة التي يواجهها لبنان.مؤشرات كورونا
وفي جديد مؤشرات كورونا، سجل لبنان 22 وفاة و1012 إصابة جديدة، بعد إجراء نحو 14 ألف فحص. كما أن نسبة الفحوص التراكمية الموجبة واصلت الانخفاض ووصلت إلى 9.5 في المئة فقط، وفق تقرير وزارة الصحة، اليوم الأربعاء 5 أيار، وبات عدد الإصابات الكلية 530217، والوفيات 7390، منذ اندلاع الأزمة في شباط العام 2020.
وفيما سجل القطاع الصحي إصابة جديدة، انخفض عدد المرضى في المستشفيات إلى 1028 مريضاً، بينهم 494 في قسم العناية الفائقة، ويحتاج 160 منهم إلى أجهزة تنفس اصطناعي. أما على مستوى حملة التلقيح، فتلقى 7947 شخصاً الجرعة الأولى، رفعت العدد التراكمي للملقحين إلى نحو 313 ألفاً، وتلقى 6072 شخصاً الجرعة الثانية، وبات عدد الملقّحين بجرعتين نحو 181 ألفاً. وعليه، باتت نسبة تغطية اللبنانيين، من عمر 18 عاماً وما فوق، بالجرعة الأولى 6.6 في المئة، فيما نسبة التغطية بجرعتين وصلت إلى 3.8 في المئة.منصة التلقيحوعلى مستوى عدد المسجلين على المنصة لتلقي اللقاح، وصل العدد الكلي إلى نحو مليون و279 ألف شخص، منذ إطلاق الحملة، منهم نحو 107 آلاف عامل في القطاع الصحي، ونحو 128 ألف شخص يفوق عمرهم 75 عاماً، ونحو 161 ألف شخص بين 65 و75 عاماً. وعلى مستوى حملة التلقيح، حسب الفئات العمرية، وصل عدد الأشخاص فوق 75 عاماً، الذين تلقوا اللقاح نحو 202 ألف شخص، ونحو 290 ألفاً تحت سن 75 عاماً. وبلغ عدد الجرعات المنفذة حتى اليوم، نحو 493 ألف جرعة، منها نحو 430 ألف جرعة فايزر، ونحو 38 ألف جرعة إسترازينيكا، ونحو 24 ألف جرعة سبوتنيك، ونحو ألف سينوفارم.انحسار الوباءوأكد رئيس اللجنة الوطنية لإدارة لقاح كورونا، عبد الرحمن البزري، أن لبنان يشهد مؤشرات جيدة وانحسار تدريجي للوباء، سواء لناحية الإصابات الجديدة أو نسبة الوفيات، أو نسب الفحوص الموجبة. وبالإمكان السيطرة على الوباء إلى حد كبير من خلال التقيد بالإرشادات الصحية، ومنع التجمعات والازدحام، وتوسيع عملية التلقيح، وقيام الدولة بواجبها لاسيما بالتزام التوجيهات العلمية، وعدم السعي لتجاوز توصيات الخبراء. لكنه رأى أن العودة للحياة الطبيعية في لبنان يجب أن تكون تدريجية.وأشار البزري خلال "ملتقى حوار وعطاء بلا حدود"، إلى أن لبنان سيحصل على كميات كبيرة جداً من اللقاحات في شهر حزيران، قد تفوق المليون جرعة. وهذا يستدعي من الوزارة والهيئات الأخرى وضع خطة لاستيعاب هذا العدد الكبير، ورفع عدد مراكز التلقيح للوصول إلى مناطق ما زال التلقيح فيها بطيئاً. لكن شهر أيار فسيكون مستقراً نسبياً لجهة عملية التلقيح.
وأكد أنه من المفترض وصول 200 ألف جرعة من لقاح سبوتنيك لوزارة الصحة، سيخصص منها 150 ألفاً للجيش و50 ألفاً ستوزع في السوق اللبناني عبر مؤسسات تنسق مع وزارة الصحة لمصلحة القطاع الخاص، موضحاً أن دخول لقاح سبوتنيك-لايت إلى الأسواق جاء "بصورة إدارية وليس علمية، لأن اللجان العلمية لم توافق عليه طالما أنه قيد التجربة والدراسات".بدوره طالب مستشار رئاسة الجمهورية للشؤون الصحية، وليد خوري، بتكثيف حملة التلقيح كاشفاً أن هناك 535000 ألف شخص يعانون من أمراض مزمنة، ومن ذوي الاحتياجات الخاصة مسجلين ويشتكون من بطء وصول دورهم.
وعن لقاح استرازينيكا قال: "نحن ملتزمون بإعطاء اللقاح للفئة العمرية بين 55 و60 عاماً، لكن هناك وفرة آتية من هذا اللقاح، ما جعل اللجنة تفكر بتأمين اللقاح لمن هم بين 30 و55 عاماً".