لن يعود الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى منصة "فايسبوك" بعدما صوتت لجنة الإشراف شبه المستقلة على الشبكة الاجتماعية بحظر حسابه بشكل دائم بعد تعليقه منذ أربعة أشهر لتحريضه على العنف.
وكانت المنصة علقت العمل بالحساب، في كانون الثاني/يناير الماضي، بعد نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز فيها جو بايدن، وبالتحديد، بعد أعمال الشغب في مبنى الكابيتول بتاريخ 6 كانون الثاني/يناير، فيما يسلط صدور القرار مزيداً من الضوء على الطريقة التي تتعامل بها "فايسبوك"، ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، مع منشورات المسؤولين السياسين.والسؤال الذي طرحته قضية ترامب هي المعاملة الخاصة التي تمنحها كبرى شركات التواصل الاجتماعي للشخصيات السياسة، مقارنة بالأفراد العاديين، وإلى أي مدى يمكن أن تتغير تلك المعاملة أو مدى اختلافها من بلد إلى بلد آخر.ورأت وكالة "أسوشييتد برس" أن القرار لا يترك أثره على ترامب فقط، بل على شركات التكنولوجيا وقادة العالم والأشخاص من مختلف الأطياف السياسية، والعديد منهم لديهم آراء متضاربة بشدة حول الدور المناسب لشركات التكنولوجيا عندما يتعلق الأمر بتنظيم الكلام عبر الإنترنت وحماية الناس من سوء المعاملة والمعلومات المضللة.وتعطي منصتا "فايسبوك" و"تويتر" حالياً مميزات خاصة وحريات أكبر للمسؤولين السياسيين المنتخبين، وقادة دول العالم، والمرشحين الانتخابيين، وممثلي الأحزاب السياسية وقادتها. وتنطبق معايير تويتر للحسابات العامة، على حسابات السياسيين والمسؤولين، التي تحظى بأكثر من 100 ألف متابع.وبدأت "تويتر" الشهر الماضي، بإضافة تعليقات تحذيرية، والحد من انتشار بعض التغريدات لبعض قادة دول العالم، بسبب محتواها. في حين تتعرض التغريدات ذات المحتوى المماثل للحذف، ان صدرت عن حسابات لأشخاص لا يشغلون منصباً عاماً. وتشير المنصة نفسها إلى أنها تقوم بتعليق التغريدات، إن احتوت تشجيعاً للإرهاب، أو معلومات شخصية. أما "فايسبوك" فيستثني حسابات السياسيين من خدمة "تقصي الحقائق" المعتادة، كما يستثني منها الإعلانات، بحسب وكالة "رويترز".وهنا، ترى "تويتر" أن إبقاء التغريدات المثيرة للجدل، قد يساعد في توثيق أقوال المسؤولين ومحاسبتهم، فيما ترى "فايسبوك" أنها تحتوي على "قيمة خبرية"، فيما تبرز أسئلة ملحة عندما يتعلق الأمر بدول العالم الأخرى. حيث حظرت "فايسبوك" عدداً من حسابات مسؤولين سياسيين خلال السنوات الماضية، في عدد من الدول منها الهند وميانمار، بسبب "الدعوة للعنف". لكن المنصة، لم تمنع أو تحضر في السابق أبداً، حساب أي رئيس أو رئيس وزراء، أثناء وجوده في المنصب.وسبب عدد من قادة دول العالم جدلاً بسبب منشوراتهم على منصات التواصل الاجتماعي، منهم المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، الذي نشر في "تويتر"، تغريدات يدعو فيها لمحو إسرائيل. وأيضا الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو، الذي قال في تغريدة أن السكان الأصليين في البرازيل "يتطورون" بحيث أصبحوا أقرب إلى البشر. أما حساب الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو في "فايسبوك" فتعرض للتجميد لشهر كامل، بسبب "نشر الشائعات" حول فيروس كورونا.منصة ترامب الخاصةوقبل ساعات، استبق ترامب إصدار الحكم، بإطلاقه موقعاً إلكترونياً جديداً "للتواصل"، يقول إنه سينشر فيه محتوى "مباشرة من مكتب" الرئيس الأميركي السابق الذي ييصدر عنه منذ حظره في أكبر مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك "تويتر"، تصريحات عبر بيانات صحافية، فقط. وسينشر الموقع الإلكتروني الجديد من الآن وصاعداً البيانات الجديدة.وسيتمكن المستخدمون من إبداء الإعجاب بالمنشورات، وكذلك مشاركتها على حسابات "تويتر" و"فايسبوك"، علماً أن شركة "كامبين نيوكليس" (Campaign Nucleus) أنشأت الموقع الإلكتروني الجديد، وهي شركة خدمات رقمية أنشأها براد بارسكالي، مدير حملة ترامب الانتخابية السابق، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".وكان جيسون ميللر، كبير مستشاري ترامب، قال في وقت سابق أنه سيتم إطلاق منصة جديدة للتواصل الاجتماعي. وقال في آذار/مارس "هذه المنصة الجديدة ستكون كبيرة"، لكنه غرد الثلاثاء بأن الموقع الجديد لم يكن منصة التواصل الاجتماعي التي كان يروّج لها من قبل. وقال: "ستكون لدينا معلومات إضافية جديدة على تلك الواجهة في المستقبل القريب جداً".ونُشرت في الموقع الجديد منشورات عديدة كررت الادعاءات الكاذبة بأن الانتخابات الرئاسية العام الماضي كانت مزورة.يذكر أن موقع "يوتيوب" قال في السابق أنه سيعيد تنشيط حساب ترامب عندما يقل خطر "عنف العالم الحقيقي". أما موقع "تويتر"، حيث كان لترامب 88 مليون متابع، فحسابه محظور بشكل دائم.