تعهّدت شركة "فايسبوك" بدفع 5 ملايين دولار سنوياً لدفع رواتب الصحافيين المحليين كجزء من منصة النشر الجديدة الخاصة بها لمساعدة الكتّاب المستقلين على جذب الجمهور وكسب المال من خلال شبكة التواصل الاجتماعي.
وقالت الشركة إن هذه الخطوة هي جزء من استجابة الموقع الأزرق للترند الأخير المتمثل في الرسائل الإخبارية عبر البريد الإلكتروني، بقيادة منصات مثل Substack، لأنها تركز على المراسلين "الذين غالباً ما يكونون الصوت الوحيد الذي يغطي مجتمعاً معيناً".
ويُقبل عدد متزايد من الصحافيين على هذه الخطوة لاستقطاب قراء في مقابل بدل مالي عن منشوراتهم. وكانت الرسائل الإخبارية موجودة منذ ما قبل الإنترنت، بنسق مجاني أو مدفوع. غير أن هذه الموجة الجديدة تعود إلى ظهور أدوات رقمية جديدة، لكن خصوصاً لانتشار ممارسات جديدة.وتتزايد اشتراكات الناس في خدمات شتى ويظهرون انفتاحاً على فكرة "الاشتراكات المصغرة" في مقابل بضعة دولارات لتوفير دعم مالي لمدونة صوتية مثلاً أو قراءة رسالة إخبارية.
ويقترح البعض حتى توفير خدمات إخبارية للقراء بواسطة الرسائل النصية، وهي خاصية تقدمها منصة "سابتكست". كما أن أزمة الصحافة التي تجلت خصوصاً من خلال ازدياد عمليات الاندماج وزوال وسائل إعلامية وعمليات طرد واسعة، تدفع بالصحافيين إلى استكشاف نماذج بديلة.
سيتم دمج منصة النشر التي أعلن عنها فايسبوك، الشهر الماضي، مع صفحات فايسبوك وستتضمن أداة مجانية للنشر الذاتي للصحافيين لإرسال رسائل إخبارية أو إنشاء مواقعهم الخاصة في الإنترنت.
ويمكن للصحافيين المستقلين في الولايات المتحدة التقدم إلى البرنامج بدءاً من اليوم الخميس، وستعطى الأولوية للصحافيين الذين "يخططون لتغطية قضايا السود أو السكان الأصليين أو اللاتينيين أو الآسيويين أو غيرهم من الجماهير الملونة"، وذلك في المواقع التي تفتقر إلى مصدر إخباري حالي.
وأضافت الشركة أن الصحافيين سيكونون قادرين على كسب أموال إضافية من نشر القصص باستخدام أدوات فايسبوك، بدءاً من الاشتراكات، ويمكن لكل كاتب تحديد سعره الخاص.
وأدى نمو النشرات الإخبارية المدفوعة إلى زعزعة عالم وسائل الإعلام الإخبارية، إذ غلدر صحافيون بارزون، وسائل إعلام معروفة، بما في ذلك "نيويورك تايمز" و"Vox Media"، للانطلاق بمفردهم عبر منصات مثل Substack وPatreon، حيث أغرتهم التقديمات النقدية. وأعلنت شركة Substack عن برنامج "Substack Local" هذا الشهر، وهو برنامج قيمته مليون دولار لدفع ما يصل إلى 30 مراسلاً محلياً لبناء أعمالهم التجارية المدعومة بالاشتراك. من أبرز الامتيازات المتاحة لهؤلاء الصحافيين هو الحصول على تمويل مباشر، بعد اقتطاع "سابستاك" عمولة بنسبة 10%.
وقال فايسبوك إنه سيشارك مع المركز الدولي للصحافيين ومقره واشنطن، والرابطة الوطنية للصحافيين من أصل إسباني، لتقييم الطلبات، وسيُمكّن الصحافيين المختارين الوصول إلى الخبراء والخدمات لمساعدتهم على بناء أعمال إخبارية.
وفي ظل إدراكها حجم المخاطر الحالية، تعتمد "سابستاك" استراتيجية التعاقد مع أسماء لامعة، في عقود تصل قيمتها إلى مئات آلاف الدولارات، ما أثار اعتراض مؤلفين كثر ساءهم نقص الشفافية في المنصة.أما وسائل الإعلام التقليدية فليس لديها ما تخشاه من هذا النوع الجديد من الصحافة إذ تنظر إليه على أنه مكمّل لدورها أكثر من كونه منافساً لها، وفق آيزاك سول الذي يقول "هذا أمر جيد للقطاع".