خسرت قوات النظام والمليشيات الموالية لها عدداً من عناصرها خلال عملية تسلل نفذها مقاتلان من هيئة تحرير الشام على مواقعها في محور الرويحة في أطراف منطقة جبل الزاوية جنوب شرقي إدلب.
المقاتلان اللذان نفذا العملية هما سلفيان من الجنسية الأوزبكستانية، ويتبعان لكتيبة الأوزبك في تحرير الشام، واستهدفا في هجومهما نقطة عسكرية متقدمة يتجمع فيها عدد من عناصر قوات النظام والفرقة 25 مهام خاصة "قوات النمر"، واشتبك المهاجمون مع العناصر المتواجدين في المقر العسكري وقتلوا عدداً منهم قبل أن يُقتلا.
وقال مصدر عسكري في جبهات جبل الزاوية ل"المدن"، إن "العملية أسفرت عن مقتل 8 عناصر وجرح 5 آخرين من قوات النظام، كما قُتل المهاجمان خلال الاشتباك مع قوات النظام داخل مقرهم العسكري".
ولم تعترف تحرير الشام بعملية التسلل، ولم تورد المواقع الإعلامية التابعة لها أي خبر عن الهجوم الذي استهدف قوات النظام، وبدا تجاهلها مقصوداً، كما تجاهل النظام الهجوم الذي استهدف مواقعه ولم يعترف بالخسائر، لكن قواته والمليشيات الموالية لها كثفت من قصفها بعد العملية على مناطق سيطرة المعارضة في جبل الزاوية واستهدفت بالمدفعية والصواريخ أكثر من 10 قرى ومواقع قريبة من خطوط التماس.
وشهدت محاور على الجانب الغربي للطريق الدولي إم-5 الممتدة بين معرة النعمان جنوباً وسراقب شمالاً اشتباكات متقطعة وقصفاً متبادلاً بين قوات النظام والفصائل المعارضة، وكانت المواجهات الأعنف على محور جوباس القريبة من محور الرويحة الذي استهدفته عملية التسلل. ويُعتبر محور جوباس نقطة تمركز رئيسية لمجموعات "الفرقة 11 مدرعة".
وقال سلفيون من تنظيم "حراس الدين" إن "الهجوم الذي نفذه عنصران تابعان لكتيبة الأوزبك في تحرير الشام لم يكن بعلم قيادتهم، لأن تحرير الشام تمنع أي هجوم على مواقع قوات النظام إطاعة للأوامر التركية التي تعتبر طرفاً في اتفاق وقف إطلاق النار".
ويعتبر محور قرية الرويحة في جبهات جبل الزاوية من أكثر المحاور نشاطاً عسكرياً، وتكررت من خلاله محاولات التقدم من جانب قوات النظام والمليشيات، ويمكن لنيران الفصائل المتمركزة في بلدة الرويحة أن تصل بسهولة إلى الطريق الدولي إم-5، وسبق للفصائل أن أسقطت في شباط/فبراير، في المحور ذاته طائرة استطلاع روسية الصنع تستخدمها "قوات النمر" و"الفيلق الخامس".
وقال مصدر عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير ل"المدن"، إن "بلدة خان السبل الواقعة على الطريق الدولي والمقابلة لمحور الرويحة تُعتبر مركزاً لقيادة عمليات الفيلق الخامس ولقيادة القوات السهلية الروسية التي تشرف على انتشار وتوزيع قوات النظام والمليشيات في قطاع جبهات جبل الزاوية، وينتشر في القرى القريبة منها في القاهرة والجرادة والدانا وكفر بطيخ العدد الأكبر من قواعد المدفعية وراجمات الصواريخ الروسية التي تنفذ بشكل شبه يومي حملات قصف على مناطق جبل الزاوية وجنوبي الطريق إم-4".