لا يزال "الانفراج النووي" مستبعداً بين الولايات المتحدة وإيران، رغم أن مسؤولي الأطراف الموقعة على الإتفاق النووي مع ايران اتفقوا، إثر اجتماع عقدوه عبر الانترنت الجمعة، على جولة تالية من المحادثات الثلاثاء في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأكدت الولايات المتحدة أنها ستحضر هذه الجولة، في حين رفضت ايران أي نتيجة مبنية على مبدأ إلغاء العقوبات خطوة مقابل خطوة، أو إجراء مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة.
وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن "مسؤولين أميركيين كباراً سيشاركون الثلاثاء في المشاورات مع الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي". ونقلت عن دبلوماسيين غربيين قولهم أن "اجتماع الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي مثّل أول جهد ملموس لإنقاذ الصفقة النووية مع إيران، منذ ان تولى الرئيس الأميركي جو بايدن مقاليد الحكم في كانون الثاني/يناير".
وتابعت مصادر الصحيفة: "سيجتمع مسؤولون بارزون من جميع الأطراف في الاتفاق ومسؤولون كبار من الولايات المتحدة في العاصمة النمساوية، لكن لن تحصل مشاورات مباشرة بين المسؤولين الأميركيين والإيرانيين".
وفي تأكيد على استمرار هذه التوترات، استبعد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس تحقيق اختراق فوري مع إيران "لأننا لا نزال في المراحل الأولى، وستكون المحادثات صعبة، لكنها خطوة مفيدة إلى الأمام". وحدد القضايا الرئيسة المقرر بحثها بأنها "تشمل الخطوات المطلوبة من إيران للعودة الى الالتزام بالاتفاق وخطوات لتخفيف العقوبات".
بدوره، صرح نائب وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي أن الإجتماع الذي سيشارك فيه الوفد الإيراني خاص باللجنة المشتركة للدول المشاركة (روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، بالإضافة إلى إيران وممثلي الاتحاد الأوروبي)؛ وهدفه النظر في إمكان عودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة بالإتفاق النووي".
ونقلت قناة "برس تي في" الرسمية الإيرانية عن مسؤول قوله إن "طهران ترفض التفاوض مع واشنطن عبر وسطاء أو من دونهم، ويجب أن يرفع الأميركيون العقوبات بالكامل من دون مفاوضات، قبل أن نعود إلى الإيفاء بالتزاماتنا في الاتفاق تمهيداً لرفع العقوبات والتحقق من ذلك، لذا يتطلب إحداث اختراق حقيقي إلغاء كل إجراءات التقييد، وتنفيذ الجميع الصفقة النووية".
ويقول مسؤولون غربيون إن "الولايات المتحدة وإيران لم تتفقا بعد على الإجتماع لإحياء الاتفاق، وتتواصلان في شكل غير مباشر عبر دول أوروبية".أما الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أغنيس فون دير مول فأوضحت أن المسؤولين يبحثون عن أشكال بديلة لإجراء المحادثات بين الطرفين، معتبرة أن "تبادل وجهات النظر أكثر من ضرورية، لأن إيران لم تقبل المشاركة في اتصالات مباشرة مع باقي الدول الموقعة على الاتفاق والولايات المتحدة، وهو أمر مهم لتسهيل المناقشات".