أقيمت في مدينة عاليه وقفة تضامنية مع أهالي السويداء وحدادا على أرواح الشهداء، بحضور نواب المنطقة، المشايخ أبو فايز أمين مكارم، أبو داوود منير القضماني، والقاضي نعيم حسن، إضافة إلى أعضاء مجلس القيادة والمفوضين ووكلاء الداخلية في “التقدمي”، مشايخ عاليه والمنطقة وكهنة وممثلي أحزاب ووفود من العشائر العربية وشخصيات وفاعليات سياسية وحزبية وأهلية ورؤساء بلديات ومخاتير، وحشد من أبناء المدينة والمنطقة.
وسبق قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، كلمة لعضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب أكرم شهيّب، قال فيها: “بقلوب يعتصرها الأسى، وعقول يصدمها هول المأساة، نجتمع لنتلو الصلاة على أرواح شهدائنا الذين ارتقوا ولم يسقطوا، الذين هوجِموا ولم يهاجَموا، فقضى معظمهم غدرا، وهم عزل في منازلهم ومضافاتهم. وقضى الآخرون دفاعاً عن الأرض والعرض، والكرامة، فالرحمة على أرواحهم الطاهرة وليحم الله الرجال الأبطال الذين ردوا العدوان ولم يعتدوا”.
أضاف: “فيا أهلنا في السويداء مصابنا واحد، وجرحنا واحد تجمع بيننا صلات روحية وأهلية، وتراث واحد وتاريخ مشترك، وفوق كل ذلك يجمعنا انتماء حضاري واحد. تجمعنا العروبة الحضارية، فأنتم فوق في جبل العرب، ونحن هنا في جبل العروبة أهل وعائلات وعلاقات قربى ووحدة دم، فلن نتخلى عن انتمائنا وهويتنا وتراثنا وتاريخنا مهما كانت التحديات والمصاعب”.
تابع: “نحن قوم نقدس العقل ونحتكم إليه، نعطي العاطفة مداها، لكننا نغلب العقل، ونصغي إلى صوت الحكمة، فلا نقبل بأن نلقي بأنفسنا وأهلنا في مهب المخططات الدولية، والحسابات الإقليمية، والحروب الانتحارية. ولا نرضى بأن نسير في مشاريع تخالف عقيدتنا، وتناقض تاريخنا وتراثنا العربي والإسلامي”.
وأردف: “بهذا العقل وهذه الحكمة، ننصر إخوتنا في السويداء، وندعو إلى تثبيت وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، وتبادل الأسرى وفك الحصار، ولا مفر من الانخراط في مشروع الدولة التي عليها أن تكون حاضنة للجميع، وصادقة بعدالتها، فدولة القانون حاجة سورية… دولة المواطنة والمؤسسات تحت سقف وحدة الأرض والعدالة للجميع”.
ودعا إلى “محاسبة من أساؤوا إلى العمائم الطاهرة، ومن لم يرحموا الأطفال والنساء، ولم يوفروا حتى الشيوخ”، وقال: “حاسبوا من أساء إلى صوت الثوار الدروز، حاسبوا العصابات المتفلتة تحت أي اسم أو شعار، افتحوا الباب للتفاهم مع أصوات العقل في السويداء الذين يريدون وحدة سورياوينتصرون إلى وحدة الدولة والشعب”.
أضاف: “سويداء القلب، أي حبة القلب وأعمق أعماقه ومهجته، السويداء تستحق أن تكون حبة قلب العروبة، ولا يستحق أهلها القتل والتنكيل والحصار، أهلنا في سوريا مارسوا عروبتهم بالموقف والقلم ودافعوا عنها بالدم، أحفاد سلطان باشا الأطرش يستحقون الأفضل، دروز سوريا هم أول من صنع وحدة سوريا ماضيا، وهم أول من ثار على الاستعمار، وحاضرا رفضوا القهر ومارسوا الحرية، وعلا صوتهم في ساحات الكرامة ضد نظام بشار الأسد“.
وختم: “الرحمة للذين ارتقوا واقفين والسلامة والصحة للجرحى والمصابين والحرية للمعتقلين، رحمة الله للشهداء، والعمر المديد للجميع، والشكر والأجر لكل من واسانا في هذا اليوم الحزين”.