كتبَ رئيس دائرة الإعلام الداخلي وعضو المجلس المركزي في القوّات اللبنانيّة مارون مارون: ما قالته الإعلامية ماغي فرح ليس زلّة لسان، ولا اجتهاداً فكرياً، ولا حتى استفزازاً عابراً. ما قالته هو انتهاك فاضح للمقدّس، وتشويه متعمّد للمسيحية، ومحاولة خسيسة لتقديس العنف عبر تشبيه حسن نصر الله بالسيد يسوع المسيح واعتباره "المسيحي الأول.
هذا الكلام ليس صادماً فقط، بل مقزّز أخلاقياً، كاذب تاريخياً، ومرفوض دينياً.
السيد يسوع المسيح لم يقُد ميليشيا، لم يغزُ مدينة، لم يضع متفجرات، لم يشرّع القتل، ولم يرسل الشباب إلى حروب الآخرين في رحلات موت مجانيّة. المسيح لم يحتل بيروت، ولم يدمّر الدولة، ولم يزجّ لبنان في محرقة إقليمية.
المسيح اختار الصليب، لا السلاح. اختار التضحية، لا الهيمنة. اختار الحياة، لا الموت.
أما حسن نصر الله، فهو رأس تنظيم مسلح ارتبط اسمه بسلسلة طويلة من الحروب، وسقوط الأبرياء في لبنان وسوريا، وتحويل الوطن إلى ساحة مفتوحة للدمار، وضرب مفهوم الدولة، وإلغاء السيادة، وإخضاع اللبنانيين لمنطق القوة والوصاية.
فأي عقل مختلّ، وأي وعي مقلوب، وأي سقوط قيمي يسمح بوضع القاتل في موقع المخلّص؟
إن تشبيه نصر الله بالمسيح ليس رأياً شخصياً يُحترم، بل افتراء فجّ، وتزوير للرموز، وتدنيس لمعنى الإيمان المسيحي. وهو يشكّل اعتداءً مباشراً على كل مسيحي يرى في يسوع رسالة خلاص، لا أداة تبرير للدم والخراب.
الأخطر أن هذا الكلام يصدر عن شخصية إعلامية، ما يحوّله من هرطقة فكرية إلى خطاب تضليل وتطبيع مع العنف، ومحاولة واعية لخلط المقدّس بالدموي، والإيمان بالميليشيا، والمسيح بالبندقية.
من هنا، فإن المسؤولية لم تعد فردية.
وندعو المراجع الكنسية والروحية المختصة إلى تحمّل مسؤولياتها ودورها التاريخي والأخلاقي، ووضع حدّ لهذا الانحدار، عبر موقف علني واضح لا لبس فيه، يرفض هذا التشبيه المشين والمُهين، ويؤكد أن المسيحية بريئة من كل مشروع قتل أو سلاح أو تقديس للعنف.
فالمسيح ليس شعاراً، ولا استعارة، ولا أداة في خدمة أي محور.
وكل مَن يُحاول اختطاف صورته لتلميع مشروع دموي، إنما يعلن قطيعة صريحة مع جوهر الإيمان الذي يدّعي تمثيله.
هذا ليس خلافاً سياسياً.
هذا دفاع عن الحقيقة، وعن المسيح، وعن ما تبقّى من كرامة الكلمة والإنسان والإلتزام... والسلام