أفاد مصدر واسع الاطلاع بأن "العاصمة التركية نجحت خلال الأسابيع الماضية في جمع مسؤول رفيع من الحكم السوري الجديد مع مسؤول بارز في حزب الله، في لقاءات عُقدت مرارًا بعيدًا من الأضواء. كذلك، استضافت أنقرة مسؤولين رفيعين من سوريا وإيران".
لكن اللافت، بحسب المصدر، أن "الاجتماعات لم تُعقد بصيغة رباعية كما أشيع، بل جاءت على شكل لقاءات ثلاثية منفصلة: اجتماع سوري – حزب الله بوساطة تركية، وآخر سوري – إيراني بوساطة تركية أيضًا. هذا الفصل في مسار اللقاءات يعكس حرص أنقرة على إدارة دقيقة للوساطة، تُمكّنها من التحكّم بالإيقاع السياسي، وإبقاء كل طرف في موقع الحاجة إلى دورها".
ويتابع المصدر أن "نتائج هذه الاجتماعات تبدو إيجابية، إذ تناولت ملفات شديدة الحساسية تتصل بمرحلة ما قبل التحوّلات المرتقبة في الحكم السوري وما بعدها، وتركّزت على إعادة ترتيب العلاقة بين دمشق وكل من طهران وحزب الله، في محاولة لإعادة ضبطها بما يراعي مصالح الأطراف الثلاثة ويمنع أي اهتزاز في التفاهمات التي يجري العمل على ترسيخها".
غير أن المعضلة الأساسية التي تثقل هذا المسار، بحسب المصدر، تكمن في أن "هذه الاجتماعات تُعقد من دون أي تنسيق أو توافق مع الدول العربية المحورية، باستثناء قطر التي تبدو مطّلعة على تفاصيله وتوفر بعض التسهيلات لانعقاد اللقاءات. هذا التفرّد التركي يثير تساؤلات جدّية حول قدرة هذا المسار على الاستمرار، وحول ردّ فعل العواصم العربية التي تبذل جهودًا منذ فترة لإعادة إدماج سوريا في الحاضنة العربية، ضمن تفاهمات واضحة لا يبدو أن أنقرة تضعها في حساباتها".