2025- 12 - 06   |   بحث في الموقع  
logo سلام يحصل على دعم جديد من نظيره القطري ووجّه دعوة الى بيل غيتس لزيارة لبنان logo رفض المفاوضات خيارًا وطنيًا في زمن التفوّق الأميركي ـ الإسرائيلي؟!.. كتب أكرم بزي logo طاولة مستديرة لبحث هيكلة المصارف في لبنان logo بالفيديو-السفير الإسرائيلي الى اللبنانيين: يمكننا بناء مستقبل بلا "الحزب" logo طرابلس.. افتتاح حديقة طينال للأولاد برعاية رئيس البلدية logo بالصورة: في طرابلس.. مرقة الدجاج مهربة logo البعريني شارك في ندوة حوارية في طرابلس logo من البرازيل إلى لبنان.. شبكة عقارات وهميّة وملايين منهوبة
المطران عودة: الغنى الحقيقي ليس في المال ولا في المكانة
2025-12-06 12:53:49


ترأّس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة قداس عيد القديس نيقولاوس العجائبي في كنيسة القديس نيقولاوس، بحضور حشد من المؤمنين. وبعد الإنجيل، ألقى عظة قال فيها:"نقف اليوم أمام نعمة الله المعلنة في شخص القديس نيقولاوس العجائبي، الراعي الذي صار إنجيلاً حيًّا تجلّت فيه التطويبات التي نطق بها الرب يسوع، والتي قبلها قديسنا كمنهج حياة، فسار في إثر المعلّم بقلبه وسيرته وصبره، وصار مثالًا للرعاة والمؤمنين معًا. وحين ننظر إلى القديس نيقولاوس، لا نراه شخصية تاريخية محاطة بالأساطير، بل نعاين وجهًا إنجيليًا صافيًا. هذا الأسقف الوديع حمل في قلبه روح المساكين بالروح، لأنه أدرك أن الغنى الحقيقي ليس في المال ولا في المكانة، بل في الدخول إلى فقر المسيح الذي به صار كثيرون أغنياء. كان يعطي بلا حساب، ويخدم دون أن ينتظر مكافأة أرضية. تماهى مع الباكين والمتألمين، واحتمل اضطهادات وجروحًا من أجل البرّ. لم يتردّد في مساعدة كل إنسان بائس، حتى صار اسمه مرادفًا للرحمة، ولم يتوانَ عن الدفاع عن الإيمان في وجه الهرطقات".





أضاف: "المجمع النيقاوي، الذي أحيينا ذكرى مرور 1700 عام عليه منذ أيام، والذي حضره القديس نيقولاوس، يشهد على غيرته على الإيمان القويم. لم يرضَ أن يُدنَّس مجد الابن الوحيد بأقوال آريوس، لأن قلبه كان مفعمًا بمحبة المسيح. هذه الغيرة يبرزها نص الرسالة حين يدعو المؤمنين إلى الثقة بمرشديهم "الذين يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سيعطون حسابًا". فالرعاة الحقيقيون هم الذين يحملون في أعماقهم نور الحق، لا طمعًا بمجد باطل، بل غيرة على خلاص الإنسان. هكذا كان قديسنا راعيًا يسهر على شعبه، لا كموظف في منصب، بل كأب روحي يرى في كل نفس صورة المسيح. ويخبرنا التقليد الكنسي أن القديس نيقولاوس كان يقوم ليلًا ليصلّي لأجل شعبه، وكان يشعر بآلام الفقراء والخطأة كأنها آلامه الشخصية. لم يسهر لأجل إدارة شؤون خارجية، بل لأجل شفاء النفوس وتقوية القلوب المتعثّرة، لكي تجد كل نفس طريقها إلى النور. وهذه دعوة واضحة لنكون شركاء في هذه المسيرة، مطيعين الرعاة الذين انتقاهم الروح القدس، وفاعلين في حياة الكنيسة، لأن الكنيسة ليست ملجأ نلقي فيه همومنا وحسب، بل جسد حيّ يطلب تفاعلنا وجهدنا وتوبتنا".





وتابع: "يُظهر لنا إنجيل اليوم أن التطويبات حقيقة تُعاش واقعياً. فكل من يعيش في عالم اليوم يشعر بثقل الألم والخوف والظلم والتحديات الأخلاقية والروحية والحياتية. كثيرون يبكون من الفقر أو الظلم، ويجوعون إلى العدالة والحق، ويشعرون بأنهم منبوذون بسبب تمسّكهم بقيم الإنجيل. إلى هؤلاء جميعًا يتوجّه المسيح قائلاً: «طوبى لكم»، ليس لأن الألم بحدّ ذاته حميد، بل لأن الله حاضر في عمق الألم، ويحوّل الجراح إلى نعمة. هذا ما عاشه القديس نيقولاوس، إذ صار للمساكين معزّيًا، وللخطأة رجاءً، وللمظلومين نصيرًا، حتى ارتبط اسمه بالعجائب لأن محبته سمت فوق حدود الطبيعة. تعلّمنا سيرته أن الإنسان المسيحي لا يكتفي بإيمان نظري، فالقديس كان رجل صلاة وعمل معًا. لم يكن كاهنًا ينطق بكلمات عظيمة ثم يترك الفقراء لقدرهم، بل كان يدخل إلى عمق حاجة الإنسان ويساعده دون أن يعلم أحد، كما في قصة الفتيات الثلاث اللواتي وهبهن المال سرًّا لينقذهن من السوء. كان قلبه هيكلاً حيًّا، وذبيحته كانت الرحمة".





وقال: "وإذ يطلب الرسول بولس من المؤمنين أن يصلّوا من أجله ومن أجل الإخوة، نسمع صدى طلبه في حياة القديس نيقولاوس الذي كان يرفع الجميع في صلاته. فنفهم أن الكنيسة لا تقوم على فردية روحية، بل على شركة في المحبة والصلاة والخدمة. واليوم يحتاج المسيحي إلى استعادة هذا الحسّ الكنسي العميق، أي أن يكون جزءًا من الجسد الواحد، يشعر مع الآخرين، ويصلّي من أجلهم، ويخدمهم بفرح. ويذكّرنا الرسول بولس بأن إله السلام يُكمّلنا في كل عمل صالح. وهذه العبارة تكاد تكون شرحًا روحيًا لحياة القديس نيقولاوس، إذ لم يكن يعتمد على قوته ولا على حكمته، بل على الله الذي يُكمّل. لذلك يستطيع المؤمن، وسط عالم ضاغط، أن يجد العزاء في الله، عالمًا أنه ليس وحده في جهاده، بل الله يعمل فيه، والقديسون يتشفعون به، والكنيسة تسنده. ومن هنا يقول لنا الرب: «افرَحوا وتهلّلوا»، لا بفرح سطحي يتجاهل الألم، بل بفرح مبني على الرجاء بأن المسيح حاضر، وأن ملكوته يقترب، وأن الصليب ليس النهاية".





وسأل: "كيف يمكننا أن نتشبّه بالقديس نيقولاوس اليوم؟ لعل الخطوة الأولى أن نسمح للإنجيل أن يدخل إلى واقع حياتنا، فلا نهرب من دعوة التطويبات، بل نعيشها قدر المستطاع، بأن نكون بسطاء، ودعاء، وصادقين في إيماننا، وقريبين من الجائعين والمتألمين، وشاهدين للمسيح في عملنا وعائلاتنا ومجتمعنا. وأن ننفتح على حياة الكنيسة، مطيعين توجيهات مرشديها، ومساهمين في رسالتها، وواعين أن خلاصنا ليس مشروعًا فرديًا بل مسيرة جماعية. لنتشبّه بالقديس نيقولاوس، ولو قليلًا، لنصبح مثله أيقونات للمسيح في العالم".





وختم: "ألا منحنا الرب قلبًا رحيمًا كقلبه، وإيمانًا ثابتًا كإيمانه، ومحبة عاملة كمحبته، لننال نحن أيضًا نصيبًا من التطويبات، ونصبح أبناء الملكوت، نشهد للنور وسط دهر مظلم".





وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBAANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top