من الجنوب، أعلن رئيس الجمهورية جوزاف عون بدء مرحلة “تجديد الاستقلال”، مؤكداً أنّ “كلّ استقلال يبدأ من مواجهة الحقيقة”، وأنّ حضور الدولة وسيادتها يشكّلان الأساس في “تحرير كل شبر من أرض لبنان”. وأشار إلى أنّها الذكرى الأولى التي يخاطب فيها اللبنانيين كرئيس في عيد الاستقلال، مشدّدًا على أن المصارحة أصبحت ضرورة “بعد سنوات من الفراغ لن نسمح بتكرارها”.

وأكد عون أنّ لبنان نشأ من نضال طويل لأجل الحرية رغم غياب الإجماع لحظة ولادته، قبل أن تتكوّن “أكثرية كيانية ميثاقية” تمسّكت بلبنان كيانًا نهائيًا. واعتبر أنّ اللبنانيين أخطأوا في إدارة استقلالهم، لافتًا إلى الحروب والوصايات والصراعات الإقليمية التي مرّ بها البلد، ومؤكدًا أنّ المرحلة الحالية شبيهة بمرحلة الاستقلالين الأول والثاني، ما يستدعي “تجديد الاستقلال”.

وقال عون إنّ “الزمن تغيّر” وإنّ لبنان “تعب من اللادولة”، مشدّدًا على ضرورة حصر السلاح وقرار السلم والحرب بالدولة، وحصر ولاء اللبنانيين لوطنهم، وإعادة ثقافة الدولة في كل مفاصل الحياة. واعتبر أنّ تجاوزات الحق العام والمال العام والملك العام لم تعد مقبولة “من دون استثناءات ولا ذرائع”.

ورفض عون التعامل مع أي مكوّن لبناني وكأنه “زال أو اختفى”، مؤكداً أنّ جميع اللبنانيين “أبناء الأرض” باقون في وطنهم، داعيًا إلى العودة “تحت سقف الدولة الحصري الذي لا سقف سواه”.

وشدد عون على صوابية خيار بناء الدولة “لا الدويلة”، لافتًا إلى أنّ اتفاق غزة، وتطور العلاقات مع “سوريا الجديدة”، وأداء القوى المسلحة في الجنوب، كلها تؤكد هذا الخيار. كما أشار إلى التزام لبنان الكامل باتفاق وقف الاعتداءات، وإلى تعافي الاقتصاد “بدليل الأرقام”.

وأعلن عون أنّ استقبال البابا لاوون الرابع عشر خلال أيام سيكون حدثًا وطنيًا تحت عنوان “طوبى لفاعلي السلام”، مؤكدًا استعداد لبنان للشراكة في مسار السلام القائم على الحقوق والعدالة، وخصوصًا “سلام فلسطين”.

وأكد أنّ إدارة الشأن اللبناني من بيروت حتى الحدود “قرار لبناني ذاتي مستقل”، مشددًا على ضرورة انسحاب إسرائيل من كل الأراضي اللبنانية وعودة الأسرى وترتيبات حدودية نهائية. أما ما يتجاوز الحدود، فربطه بالموقف العربي الجامع، معتبرًا أن القمة الأميركية–السعودية الأخيرة تحمل “مؤشرات مشجعة”.

ومن الجنوب، قدّم عون خمسة عناصر لمبادرة لبنانية شاملة حول الحدود، أبرزها:

1. جهوزية الجيش لتسلّم النقاط المحتلة فورًا وفق جدول زمني واضح.





2. استعداد القوى المسلحة لتسلّم النقاط بعد وقف الاعتداءات وانسحاب الجيش الإسرائيلي.





3. تكليف اللجنة الخماسية بالتأكد من بسط سلطة القوى المسلحة اللبنانية جنوب الليطاني.





4. استعداد الدولة للتفاوض برعاية دولية على وقف نهائي للاعتداءات.





5. دعوة الدول الشقيقة والصديقة لرعاية مسار دعم الجيش وإعادة الإعمار، بما يسرّع تحقيق الهدف النهائي بحصر السلاح بيد الدولة على كامل الأراضي اللبنانية.

وختم عون مؤكداً أنّ المبادرة “برسم كل العالم” وأنّ لبنان “جاهز وملتزم”.

The post من الجنوب.. الرئيس عون يعلن مرحلة "تجديد الاستقلال" appeared first on Lebtalks.