منذ عام كانت الجموع تبحث عنك
تبحث عن صوت المقاومة ...
في بيروت رأس النبع ...كنتَ هناك حيث كانت الأرض على موعد مع الشهادة
حائرة كيف اجد تلك العبارات التي توفيك حقك
كيف ارمم تلك الخلايا التي بدأت تتبعثر
كيف أستجمع بعضاً من صفاتك
أأرثيك انساناً ام ارثي القائد
ام تراني انكب على ورقة صماء
اوشوشها أخبرها ان تشاركني صلاةً مكتوبةً عن صانع لرواياتنا
اطلب من القلم ان ينهار دمعه سيلاً من البنادق
تمهل يا حاج محمد ...
الن تكتب البيان الأخير؟؟
الن تكون فاتح عهد كبار الإعلاميين و المفكرين! ام تراك في كل مؤتمر كنت تسمع ترداد صدى أخبرهم يا صلاح ؟؟
كيف اكتب عنك وانت من كنت تجترح العجائب ليكون بيانك شاهداً على كلماتك الحقة وفعلاً موصوفاً مدموغاً بتعب المقاومين
اعاتبك يا حاج محمد اسرعت الرحيل ..
كيف اكتبها والغصة حشرجات ألم في الحنجرة
تخونني اناملي.. التقطها بروحي..
احاول ان اعيد ترتيب ما تبقى مني في هذا الليل
سنكمل الطريق كما قلت لي ... استجمع فُتاتي
لاعيد نسج بيانٍ يبكي في كل أحرفه
أحاول أن أكتب عنك ...
هل أرسله إليك لتراه؟؟
هل سينال اعجابك
أتريد ان تعدل بعضاً من الأوصاف التي قلتها عنك لأنك تخجل وتتواضع كعادتك
كيف ستقرأ البيان للمرة الأخيرة
أدرك سريعا انني لن اوفيك كل ما فيك ...
اتذكر تعاليمك: اكتبي بشكل مباشر بيان مقتضب واضح وصريح
سأخبر الكون كله انك قائد وفارس الكلام والإعلام
حسناً ساخبر الجمع كله انك باختصار الشهيد القائد الذي لن يتكرر
في مثل هذا اليوم منذ عام كتب بيان نعيك بالدمع الذي اقسم يومها قبل ان يتساقط على الوجنات اننا لن نستسلم لن نهادن لن نرضخ وسنكمل المسيرة لاننا أمة لا تموت
بيان صادر عن حزب الله:
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}
صَدَقَ اللهُ العليُّ العظيمُ
ننعى إلى أمة المقاومة والإعلام المقاوم، وأمة الشهداء والمجاهدين، قائدًا إعلاميًا كبيرًا وشهيدًا عظيمًا على طريق القدس، الحاج محمد عفيف النابلسي، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، والذي ارتحل إلى جوار ربه مع خيرة من إخوانه المجاهدين في غارة صهيونية إجرامية عدوانية، بعد مسيرة مشرّفة في ساحات الجهاد والعمل الإعلامي المقاوم.
لقد التحق الحاج محمد عفيف، كما تمنى، برفاق دربه وبحبيب قلبه وأبيه الذي كان يحب أن يسميه بهذا الاسم، الشهيد الأسمى سماحة السيد حسن نصرالله. كان يستمدُ من حكمته قوة، ومن توجيهاته رؤية وبصيرة ونورًا. لقد كان مثال الأخ الوفي، والعضد القوي، وأمينًا على صوت المقاومة، وركنًا أساسيًا في مسيرة حزب الله الإعلامية والسياسية والجهادية.
هو الذي لم ترهبه تهديدات العدو بالقتل، واجهها ببأسٍ شديد وبعبارته المشهورة: «لم يخفنا القصف فكيف تخيفنا التهديدات». أصر بشجاعته المعهودة على الحضور الإعلامي الجريء لمواجهة الآلة الإعلامية الإسرائيلية، ونقل صوت المقاومة وموقفها، ورسم معالم المعركة القائمة بكل وضوح من خلال إطلالاته الحية في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت.
كان يرسم بقلمه النيّر ومواقفه الشجاعة أحرف المجد والانتصارات، ويدب الرعب في نفوس العدو، يخط بأوتار صوته عزف الموت لبيتهم الواهن. بندقية كلماته كانت تقتلهم، وصوته السيف كسر جبروتهم ، كان ينقل ما يفعله الكربلائيون في الميدان، ويسطر ملاحمهم في الإعلام، فكان حقًا أسد ميدان الإعلام، وهو الذي صدح بصوتٍ عالٍ في أذان العدو وقلوبهم قائلاً: «المقاومة أمة، والأمة لا تموت».
نتقدّم بالعزاء من صاحب العصر والزمان "عجل الله تعالى فرجه الشريف" ومن سماحة ولي أمر المسلمين حفظه المولى ومن الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم حفظه الله، ومن إخوانه المجاهدين في المقاومة الإسلامية، ومن عائلته الشريفة الصابرة المحتسبة، ونسأل الله تعالى أن يمّن عليهم بالصبر الجميل وثواب الدنيا والآخرة .