2025- 11 - 12   |   بحث في الموقع  
logo النائب عبد المسيح: رحلت عرابتي المميزة الحنونة والمعطاءة logo محمد عفيف، قائد ثوري ـ إعلامي ـ سياسي، أغلق الرواية وتركها معلّقة، لأن فصولها ستكتمل بالانتصارات..(رنا الساحلي) logo الجميّل رداّ على قاسم: سلاح "الحزب" لترهيب اللبنانيين لا لحماية الجنوب logo بعد فيديو الاعتداء على شاب سوري في بيروت.. تفاصيل جديدة تكشف logo إشكال داخل مخيم عين الحلوة وإصابة أحد أبرز المطلوبين logo منسى التقى بلاسخارت: الضغط الدولي ضروري لوضع حدّ لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للسيادة اللبنانية logo "الاتحاد الماروني" يدعو إلى إشراك المنتشرين في الانتخابات اللبنانية logo "اليونيفيل": رصد 88 آلية إسرائيلية داخل منطقة العمليات في جنوب
محمد عفيف، قائد ثوري ـ إعلامي ـ سياسي، أغلق الرواية وتركها معلّقة، لأن فصولها ستكتمل بالانتصارات..(رنا الساحلي)
2025-11-11 23:17:39

أُقلّب ذاكرتي الحبلى بالأحداث، أحاول أن أعيدها كما هي. تخونني الذاكرة بعض الأحيان، فكيف لإنسان عاش في دوامات عديدة ومخاطر شتى أن يعيد كل شيء بالتفصيل الممل؟!

استعنت بما تبقى لي من تلك الحرب. هاتف مجزّأ، محطّم بهيكله، لكنه كنز من التاريخ.

ذاك التاريخ الذي لا ينسى، حيث ترك بصمته ونكهته الخاصة، لأنه لم يكن تاريخاً عابراً بل كتب على صخور لبنان التي لا تلين.

سنة مرت، وها أنا ذا أُقلّب أوراق قلبي، وكأنه كأوراق الخريف في مهب رياح تشرينية.

تعيدني الذاكرة إلى كانون الأول 2023، حيث كان لقاء بطعم المقاومة ونكهة الانتصارات التي حققتها المقاومة.

كان اللقاء قرب البحر، فاستوحيت إسم القائد منه، يومها خرج الجميع، وفي جعبته الكثير من أسرار البحر ومقاومته، وأهمية استهداف الأبراج وأجهزة التنصّت.

ربما أدركت يومها أننا في قوقعة شفّافة، يحاول الإسرائيلي أن يتحكم بكل لبنان وصولاً إلى قبرص، هو يشاهد ويسمع ويجمع كل ما باستطاعته، فالتكنولوجيا بين يديه.

هذا اللقاء لم تمحِه الذاكرة، فمن كان في اللقاء، من إعلاميين وعمداء وضباط، كتب وحلّل، وكان شاهداً على كفاءة وقدرات المقاومين.

هي لحظات من الواقع الحالي لأعود فاشتمّ رائحة البحر مجدداً في ذاكرتي، لكن هذه المرة بطريقة دراماتيكية… انتقلت إلى تموز 2024. استهداف في قلب صور شاهدته مباشرة على التلفاز. اشتعل قلبي، كما السيارة التي رأيتها، لأدرك اسم المستهدف: “القائد بحر” مجدداً يعود إلى قلوبنا “الحاج أبو نعمة”. يومها بكيت مع من كان معنا في اللقاء. خسرنا قائداً وجنرالاً متواضعاً يدرك تفاصيل الإسرائيلي وجيشه وألويته وقدراته.


هي مرحلة جديدة من المواجهة والتصعيد…

أذكر جيداً وفاة العميد أمين حطيط. كان خسارة كبيرة. عقل محلل استراتيجي خسره كل لبنان. في اليوم التالي من وفاته، أي 30 تموز 2024، كان الحاج محمد عفيف يحضّر نفسه للمشاركة في تشييعه. دخلت إلى مكتبه وسألته: “لِمَ لا يوجد إخلاءات في الضاحية، كما الجنوب والبقاع؟”.

قال لي “لا يوجد تقدير بضربة في الضاحية”. أجبته “وماذا لو فعلها الإسرائيلي؟! إنه مجنون.. وماذا لو قام بعملية نظيفة كما فعل يوم استهداف العاروري في الضاحية؟ وماذا لو كان يعلم مكان الحاج أبو الفضل أو السيد محسن؟”. صمت ساد المكان للحظات، فعاد الحاج محمد عفيف إلى طاولته البنّية وضع حقيبته على الطاولة وجلس على كرسيه المتواضع، حمل الهاتف الأسود… اتصال يعيد معه نفس السيناريو.. أغلق الحاج محمد الهاتف ليقول إنه لا يريد مغادرة الضاحية.

ساعات قليلة، إنفجار هزّ الضاحية، وتحديداً حارة حريك. شائعات هنا وهناك لندرك مجدداً أن المستهدف هو ذاك الذي كان يحدثه الحاج محمد عفيف عند الساعة الثالثة ويقول في ختام اتصاله “انتبه على حالك.. في أمان الله”…

السيد محسن شكر شهيداً.

توالت الأحداث سريعاً: اغتيال هنية في إيران، استهدافات متنقلة بين الجنوب والحدود مع سوريا.. وصولاً إلى الجريمة التاريخية الكبرى التي لم يعرفها البشر: جريمة تفجير الـ”بيجر”، أي جهاز النداء، والتي استهدفت المدنيين قبل العسكر.

كاتبة هذه السطور انفجر جهاز النداء الخاص بها، وأنا لا أعرف كيف يحمل السلاح! سلاحي قلمي وفكري وقلبي، بينما فقد أطفال ونساء أعينهم وأطرافهم…

كطاحونة الهواء تناثرت الأفكار والمشاعر المتتالية. بين عقل وقلب، تتوه شخصيتك للحظات.. ربما بينك وبين نفسك تنهار، تبكي، تتألم، تتوجع… لكن أمام المسؤوليات لا بد أن تقف، لتستمر بالمواجهة، لتكتب قصص المقاومين وملاحمهم…

كل شيئ يسير كقطار يحبس الأنفاس وهو يسير بنفق مظلم. لا تدري أين محط القافلة… أضواء متسارعة، وضربات متتالية هدت كتف جبل عامل..

كان اليوم الـ23 يوماً متواصلاً في الضربات، حيث أُفرغت الضاحية من ساكنيها إلى حد كبير…..

انتقل الكثير إلى مناطق قريبة حرصاً على الأطفال والنساء.

كنت أنا منهم.. وكنت كل يوم انتقل إلى العمل بحافلة متوسطة تنقلني إلى قلب الضاحية… أشتم فيها عطر الصمود والكبرياء… رغم رائحة البارود…

إنه اليوم الـ 27 من أيلول. لم أعد أتذكر تفاصيله الصباحية… لكن كان يوماً مليئاً بالاتصالات والأخبار والمتابعات….

كنا قد قلّصنا الأعداد في المكتب. لا حاجة أن يكون العدد كبيراً.

كان الحاج محمد والحاج موسى حيدر وأحد الاخوة في مكتب التحرير وأنا.

أصبحت الساعة السادسة مساء…

صوت أقدام آتية باتجاه مكتبي… إنه الحاج محمد يحمل شنطته الصغيرة السوداء… رأى مكتبي مفتوحاً فاقترب إلى الباب “ألا زلت هنا؟!”. استغرب. “إنها السادسة، لقد بدأت تغيب الشمس”…

فابتسمت له “وهل أبقى مع الأطفال والنساء في المنازل؟!”.

ابتسمت بسخرية، ووكأنني اقول له بصوت خافت في نفسي “لست إمراة تخاف النزال… لست إمراة تخاف الموت… لست إمراة تهاب الصواريخ…”.

ابتسم الحاج وقال “صحيح هنالك رجال نساء لاذت بنفسها… فيما الرجال (قصد هنا المواقف) تعمل ولم تتوقف”.

لملمت حاجياتي الضرورية، أقفلت باب المكتب…


دقائق معدودة على انطلاقي من المكتب، عصف صوت مرعب، واهتزاز السيارات، وكأن زلزالاً هز الكرة الارضية.

أصوات الانفجارات المتتالية دخلت أعماقي قبل أن أعلم السبب…

وحدها أحرف كسرت صمتنا… “السيد”… “إنها ضربة للسيد”…

“لا تقولي هذا”، قالت مرافقتي….

أجبتها “هذه ضربة كبيرة جداً… لا يمكن إلا أن يكون هو”.

سرى الخوف في شراييني لأول مرة كما يسير الدم…

بت أشعر بدقات القلب المتسارعة… أحاول الاتصال بالحاج محمد عفيف… عبثاً، لا شبكة… حسناً ها هو الحاج يتصل…

“ما الذي حصل؟ هل من الممكن…؟”!

ربما لم نستطع أن ننطقها كما هي… العقل يدرك أن شيئاً خطيراً يحدث.. لكن القلب يأبى أن يصدّق أي شيء….

غيمة رمادية تتوهج حضنت قلب حارة حريك…. أتراها تحتضن أرواحنا؟ أم تراها وقفت هنيهة لتشتمّ عبق عطر من الجنة…

وحدها كلمات الحاج المتقطعة… “الله يستر… الله ي سس ت ر…”!

لم يكن الليل ساكناً كعادته، بل اتصالات مُكثفة يخرقها عطر البارود المنتشر في الضاحية الجنوبية. لم يخمد سحاب الدخان وكأنه ينذر أن “النبأ عظيم”..

سيد الحب والحرب، ملك القلوب والساحات، الرجل الأمة الذي أرعب الإسرائيلي وهز كيانه تبحث عنه العيون صوتاً وعطراً وشوقاً.

لم تنم العيون تلك الليلة تنتظر خبراً… لا أحد يريد أن يصدق….

أدركنا أنه هناك… لكن هل يمكن للغيم أن يحمل بشرى؟ هل يمكن للشمس أن تتحول قمراً؟ هل يمكن للأرض أن تصبح جمراً؟!

انها الساعة الثالثة فجراً، لا زال الهاتف يبكي بين أناملي منتظراً الخبر.. وجدت الحاج محمد مستيقظاً سألته بكلمتين “أنت أمان؟”.

رد عليي وكأن الأطنان نزلت على قلبه “لشو الامان؟ الموت أهون… عشر ساعات ولا خبر”…

نتمنى ولكننا على يقين أن أرواحنا باتت تخنق ما تبقى منا… غصة تخترق عنق الحاج محمد. أدركت من صوته أن كل الآمال باتت هباء..

ربما كانت أرض عاشوراء تُستحضر أمامنا “ألسنا على الحق؟ إذاً لا نبالي…”.

اتصل الحاج محمد “تجهزي.. فالنبأ العظيم قد أقبل”. ربما لم يستطع أن ينطقها كما هي… فقط كلمة “راح”…

نعم راح ذاك الأمان الذي كنا نتظلّل به… راح ذاك الحب الذي يحضننا برموش عينيه… ذاك الذي رفع الراية كرمى لأطفال فلسطين وساند المستضعفين والإنسان.

باتت كل الخلايا مبعثرة. أنبكي أنفسنا، أم نرثي حالنا وقائد المسيرة قد ارتحل؟! طير الجنوب قد أسرع في قافلة أيلول… من سيقود بحار العشق بعده؟!

“تجهّزي… سأرسل لك البيان، لكن انتظري الإشارة”.

آه لو توقف الزمن يا حاج محمد. ليتنا استطعنا أن نضعه في عيوننا، أن يكون في قلوبنا، أن نسرق المزيد من الأوقات لنشبع من كلماته… قل غيرها يا حاج محمد…

حشرجات حنجرته توحي أن روحه باتت توّاقة للحاق به باستعجال، وكأن الزمن كان يلاحق شوق الأرواح.

إنه العبد الصالح قد ارتقى وسارع إلى لقاء ربه… لحظات بعد أن أرسل البيان، وكأن الدنيا قد انقلبت… وكأن العالم بات في زلزال حقيقي. صرخات، تكبيرات، نواح، وعويل… يا سيد.. لم نكن ندري أن حبك مزروع في ذاكرتنا الموجعة. لم نكن ندري أن عشقك وصال. لم نكن ندري أن أرواحنا باتت هَرِمة أمام هول الخبر.

يا سيد.. لم نكن ندري أن حياتنا من دونك باتت مظلمة، وأن لا معنى للحياة من دون سيدها… من بعدك يا سيد لا طعم للحياة.

هنا أدركت أن الحب ليس إمرأة ورجل، بل حب قضية وإنسانية، حب إخلاص ودروب نضال… هنا ابتدأت آخر فصول حب لتلاقي الأرواح…

“هل أنت خائفة؟”. بهذه الكلمات أعاد الحاج محمد بوصلتنا، لأن قيادة السفينة تحتاج قبطانها وإلا ستقودها الرياح الهوجاء حيث تريد…

“بتّ أقوي يا حاج محمد، وبعد السيد ألن نكمل؟”. “بكل تأكيد فمن قدم نفسه للوطن لن تكون أرواحنا أغلى”. ابتسم الحاج محمد وقال لي “اتكلي على الله”…

هنا بدأ التحدي أكبر، فالمقاومة تحتاج إلى صوتها وصداها، إلى من يدخل انتصاراتها وانجازاتها في كل البيوت.

القيادة السياسية عادت وكأن طيف السيد موجود معها… كلنا ها هنا أبناء هذه الأرض، لن نتركها، هي أرضنا، بلدنا، ترابنا، سنحيا ونموت فيها، كما قال سيد المقاومة السيد حسن نصر الله “لا بديل عنها”.

استرجاع زمام الأمور بدأ مجدداً. لملمنا أوجاعنا وتركنا الحزن جانباً لأنفسنا، لكن الآن هي مرحلة المواجهة والتحدي والثبات والصمود.

بدأنا بالتحرك الإعلامي، بدءاً من وزارة الاعلام والنقابات وغيرها، وبدأ الحاج باطلالاته في المؤتمرات التي بدأناها من قلب ركام المباني المدنية لنظهر للعالم وحشية الاسرائيلي، ونثبت أننا من قلب الدمار ثبتنا ووقفنا وتحدينا، وأن كل الدروب مقاومة، من بيروت إلى الجنوب والبقاع والشمال. لتكون محطتنا الثانية عند أضرحة الشهداء، وذلك للدلالة على أنهم منارة الطريق المعبدة بدمائهم…

أذكر جيدا تلك الرائحة رائحة القاني ممزوجة ببارود قذائف الحقد الإسرائيلي.


رائحة التراب هناك امتزجت بالكرامة وجبلت بالدموع.

حاول الإسرائيلي إخافتنا وتفريق جمعنا. أنذر المبنى المقابل ليقصفه ويروع الناس مجدداً… استكمل الحاج محمد بيانه ولم يهتز كيانه… سنعيدها ونكررها.. استهداف نتنياهو …

“يوم الشهيد” آخر فصول الرواية. مناسبة 11 تشرين الثاني في مجمع سيد الشهداء، أليس هو منبر السيد؟ ومن كان أب الشهداء وروحهم بات شهيداً يترافق معهم …

هي غصّة العمر يا أصدقائي. كانت خروج الروح من الأجساد، بل اقتلاعها،

كانت حزناً سرمدياً لا تستطيع أن تكتبه بسطور لأنك لن تعرف معنى ولادة الأرواح من الوجع.

كانت الأحرف الانسيابية كنهر عذب يتلوها الحاج محمد وهو يقف تحت منبر السيد يبحث عنه في كل زوايا المجمع، ينظر إلى اللامكان لعله يلمح طيفه. كان ينظر إليّ والدمعة تتصارع في المآقي. يختنق بكل ما في السيد من جمال أبدي وإلهي. يبتلع الغصة تلو الغصة وكأن الرواية شارفت على نهايتها…

لم تكن رواية من نسج الخيال، بل أسطورة تاريخية حقيقية سيعرفها كل من سيولد على مر التاريخ، إن كان مهتماً بالتاريخ الحقيقي ومقاومته في هذه البلاد…

هناك كان الحاج محمد يحلق في سماء المجمع. كانت روحه تبحث عن طيف السيد، حدث الشهداء جميعاً …ربما كان يراه ويراهم. كانت عيناه تنظران الى البعيد الجميل…

صانع الرواية أكمل أسطره عن حكاية كربلاء النموذج. فبعد حامل الراية استشهد حسين عصرنا لحكمة نجهلها. هي حكاية أمة لم تيأس ولم تقل إنني لن أناصر أحداً، بل وقفت إلى جانب المستضعفين في الأرض. قاومت وقدمت وضحت.

كل الأهداف الرئيسية تحدث عنها في مؤتمره الأخير، وكأنه كان يعلم أن الشوق سيسارع به نحو الحب الأبدي. تحدّث عن المقاومين وبسالتهم، عن تصديهم في الخيام وكل القرى، فالحرب بالرجال الذين صمدوا حتى نالت الأرض شرفاً وارتوت من كل ما فيهم من عبق. هناك تركوا آثارهم فيها ذابوا عشقاً وشوقاً.

تحدث عن ثلاثية “الشعب والجيش والمقاومة”، هي ثوابت لن نحيد عنها.

أكمل سطوره الأخيرة. كان ينظر إلى الجميع نظرة الوداع.

تشبه الشهداء يا حاج…

ابتسم.. كأنه كان يعلم أن الرحيل اقترب، وكأن صانع الرواية استل سيفه المعمّد بالأحرف المقاومة التي تنطق صدقاً كسيد المقاومة.

ابتسم للجميع، أعطاهم بعضاً من روحه الثائرة، حلّق كالنسر بعيداً، يريد اللحاق بصديق دربه وروحه التي بين جنبيه…

عذراً طويلاً، فإن حزننا مؤجل ولو أن القلوب ضاقت في الصدور …

يقال في علوم الفيزياء إن بعض الأشكال المعدّلة بفعل الزمن، تعود إلى شكلها الحقيقي عندما تتعرض للحرارة. كذلك مقاومة الشعوب المضطهدة، ستعود إلى قوتها وشكلها الحقيقي لأنها تعرضت للكثير من المحن.

محمد عفيف، قائد ثوري ـ إعلامي ـ سياسي، *أغلق الرواية وتركها معلّقة، لأن فصولها ستكتمل بالانتصارات الآتية*…




ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBAANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top