احتفل رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، بالقداس الإلهي في كاتدرائية مار ميخائيل في الزاهرية – طرابلس، لمناسبة عيد مار ميخائيل رئيس الملائكة، بمشاركة النائب العام للأبرشية الخورأسقف أنطوان ميخائيل، والنائب الاسقفي الخاص المونسنيور جوزيف غبش، والأب سيمون ديب، الى جانب حشد من المؤمنين.
وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، شدد المطران سويف على “وجوب نشر سلام المسيح إلى جميع الناس، فبهذه الطريقة يحافظ لبنان على رسالته المقدسة”، مؤكدا أن البابا لاوون الرابع عشر يأتي في زيارته المرتقبة إلى لبنان ليبقى هذا الوطن “قضية السلام والمحبة واللقاء بين الناس والحوار بين الأديان”، وقال موجها كلامه إلى الحاضرين: “أيها الإخوة والأخوات في الرب، نتمنى أن يكون هذا العيد مباركا عليكم جميعا.
نحن اليوم نحتفل بعيد مار ميخائيل رئيس الملائكة في كاتدرائيتنا. أشكر الرب على حضوركم، وأنا سعيد جدا بكم، وأشكر جهود كهنة الرعية، وأحيي محبتكم للكاتدرائية، سواء كنتم من أبناء طرابلس أو من رعايا محيطة بها.
إن حضوركم يعكس التزاما وتعلقا بالمدينة وبالكاتدرائية وكنائسها، كي تبقى أجراسها تقرع دائما، أجراس المحبة والإيمان والتلاقي، لنعبد ربنا عبادة حقيقية بالروح القدس والحق، بالحقيقة، بالمحبة، والسلام.
وأضاف: “نحن في هذا الأحد نحتفل أيضا بمطلع السنة الطقسية: الأحد الماضي كان لتقديس البيعة، واليوم لتجديد البيعة. والبيعة هي نحن، هي الكنيسة. الكنيسة تتقدس وتتجدد بقدر ما يترسخ إيمانها بمؤسسها يسوع المسيح، الذي هو سبب وجودها. الكنيسة هي جسد المسيح السري، والمؤمنون هم أعضاء هذا الجسد، المرتبطون بالرأس الذي هو المسيح، وبقدر ما نبقى متحدين بالرأس، بقدر ما تتجدد قلوبنا وحياتنا وأفكارنا، لأن مصدر التجديد الحقيقي هو يسوع المسيح ابن الله”.
وتابع: “إن التساؤل المطروح اليوم في الإنجيل، والذي اعتبره اليهود تجديفا، كان سببا لقيادة المسيح إلى الموت، ولكن من خلال هذا الموت تم خلاص البشرية”.
واردف: “لقد قال المسيح عن نفسه إنه ابن الله، وإنه مع الآب منذ الأزل. والكلمة، كلمة الله، التي كانت مع الآب منذ الأزل، تجسدت، وهذا هو إيماننا. الكلمة صار جسدا وحل فينا، وبحلوله في إنسانيتنا، قدسها وجددها، لأنها كانت غارقة في الخطيئة والموت والظلمة، وهذا ما نختبره كلما ابتعدنا عن الرب، نكتشف أننا في العتمة والضياع، ومن يجددنا؟ هو يسوع، الذي جددنا بموته وقيامته، ولذلك، في مطلع السنة الطقسية، علينا أن نجدد إيماننا، أفكارنا، علاقتنا بالمسيح وببعضنا البعض، لننطلق في هذه السنة الكنسية المقدسة، نتأمل بسر محبة يسوع غير الموصوفة، ونفتح قلوبنا كي يلامس حياتنا ويشفينا من جراحنا” .
وتابع سويف: “نشكر الرب على الخلاص الذي حققه يسوع، وعلى حضوره الحي الذي يرافقنا في مسيرة حياتنا، ونشكره على وطننا الذي يستعد لاستقبال قداسة البابا لاوون الرابع عشر، ما أعظم هذه النعمة! البابا يختار لبنان ليكون أول محطة رسولية له خارج إيطاليا، وهذا لأنه يعرف معنى لبنان، ويهتم بأن يبقى لبنان قضية السلام والمحبة والحوار بين الأديان. عنوان الزيارة هو: (طوبى لفاعلي السلام)، وهذا هو عنوان حياتنا كمسحيين، وهذا هو معنى وجودنا واستمراريتنا في طرابلس. أهنئكم وأشجعكم، وأحيي كل الذين لا يزالون يسكنون في قلب المدينة، وكل الذين يأتون إليها باستمرار للاحتفالات والنشاطات الروحية والثقافية والرعوية، هذا أمر جوهري، لا يتعلق فقط بالمسيحيين بل بكل أبناء المدينة. ونحن نعمل على لقاء يضم أبناء طرابلس المقيمين والمنتشرين خارجها، ليكبر هذا اللقاء تدريجيا، لأن رسالتنا ليست الانغلاق أو الراحة، بل أن نكون ملح الأرض وخميرة وسط العجين، ننشر محبة الرب وسلام المسيح، وبذلك يحافظ لبنان على رسالته المقدسة”.
وختم سويف: “الملاك ميخائيل يعود ليذكرنا بمعنى اسمه: من مثل الله؟ هذا يدعونا إلى التواضع، وإلى الروحانية العميقة، وإلى الأخوة والسلام، ونسأل الله أن يعود هذا العيد عليكم بالنعمة، وأن يجدد قلوبكم وحياتكم، وكل عام وأنتم بخير. هذا عيد الكاتدرائية، وهو أهم عيد بالنسبة الينا كأبرشية، لذلك نريد أن نبني عليه بحضوركم ومشاركتكم، وبالعمل المشترك مع الآباء والأصدقاء، لتكوين حركة (أصدقاء الكاتدرائية)، كي تكون الكاتدرائية محطة ثقافية وإنسانية واجتماعية، وشهادة حية ليسوع المسيح، له المجد إلى الأبد، آمين” .
بعد القداس، تقبل المطران سويف ومعاونيه في القداس التهاني بالعيد من المؤمنين في صالون الكنيسة.
أبي المنى يستقبل وفداً من طرابلس ويؤكد أهمية توسيع الحوار الوطني
لقاء وطني واجتماعي وتربوي بين أساقفة طرابلس وقيادة الجيش
نزيف صامت.. عشاء حركة الارض السنوي يُطلق النداء: ارضي مش للبيع!.. حسناء سعادة
The post سويف ترأس قداسا بمناسبة عيد مار ميخائيل في الزاهرية- طرابلس appeared first on .