في زمنٍ يتبدّل فيه كلّ شيء، وفي بلد يئن تحت وطأة الازمات تبقى الأرض الحقيقة الثابتة التي لا تعرف المساومة ولا يجب التفريط بها.

هي ليست مجرد ترابٍ نملكه، بل ذاكرةٌ نحيا فيها، وجذورٌ تحمينا. من هنا، جاء العشاء السنوي لـ حركة الأرض اللبنانية برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلاً بالمطران يوسف سويف، ليُطلق نداءً جديداً في وجه نزيف بيع الأراضي وتبدل وجه لبنان الديموغرافي.

تحوّل اللقاء إلى وقفة ضمير ومنصة جمعت رجال دين وسياسيين وأكاديميين وناشطين، واعلاميين ونقابيين من كل التيارات والاتجاهات اتفقوا جميعاً على أن بيع الأرض ليس حلاً لأزمة، بل خسارة للوطن. فالأرض، كما قال رئيس الحركة الشيخ طلال الدويهي، ليست سلعة، بل هوية ووجود، وبيعها للغريب يهدد التوازن محذراً من تفاقم البيوعات في قضاء زغرتا، كاشفاً عن بيع ٢٦١ وحدة سكنية في بلدة واحدة محملاً البلديات مسؤولية التراخي في ضبط هذا الموضوع ومؤكداً ان ما يجري يهدد الوجود الديموغرافي ويبدّل وجه لبنان.

الدكتور جيلبير نكد رئيس بلدية مجدليا ذكّر بأن كل متر يُباع هو صفحة تُطوى من تاريخنا، لافتاً الى ان بيع الاراضي ليس خلاصاً من الازمة الاقتصادية بل بداية لخسارة لا تعوض، فيما دق النقيب أنطوان عيروت ناقوس الخطر القانوني لافتاً الى ثغرات في تشريعات تملك الاجانب ما يحول الارض اللبنانية الى سلعة في يد المستثمرين الاجانب، داعياً الى ضرورة تعديل القوانين التي فتحت الباب أمام تملّك الأجانب، محذّراً من تحوّل الوطن إلى مشروع عقاري بلا روح.

وفي كلماتٍ حملت وجع الأرض وكرامة الإنسان، أكّد المطران سويف أن الأرض ليست ملكاً خاصاً، بل عهدٌ روحي وإنساني بين الإنسان وربه، وأن التفريط بها هو تفريط بالوجود نفسه، مؤكداً انه من دون الارض لا وجود لنا لا كمسيحيين ولا كمسلمين.

هكذا، ارتفعت الأصوات لتقول ان الأرض ليست استثماراً، بل رسالة حياة، من يبيعها، يبيع تاريخه ومن يحميها، يكتب مستقبل وطنه حيث اكدت الاعلامية نوال ليشع عبود الى ان حركة الارض ليست دعوة للحفاظ على الملكية بل صرخة ضمير للتجذر والتمسك بانتمائنا فيما لفتت الدكتورة ليال زخيا الدويهي الى ان الحفاظ على الهوية لا يكون بالتقوقع بل بالتنظيم والمبادرة داعية البلديات الى لعب دورها في حماية الاراضي، لتشير الاعلامية باسكال بطرس الى ان حركة الارض ليست شعاراً بل صرخة ضمير قي وجه المتاجرة بالارض.

تخلل العشاء تقديم درع تقديري للسيد جوزيف كامل وزوجته جورجينا الدويهي لبنائهما كنيسة على اسم الطوباوي البطريرك اسطفان الدويهي.

ختام اللقاء حمل رسالة للتمسك بالارض وعدم بيعها لان من يُفرّط بها يُفرّط بلبنان ودعوة لمتابعة هذا الموضوع على كافة الاصعدة لان ارقام البيوعات كبيرة جداً.