2025- 11 - 03   |   بحث في الموقع  
logo بالصور: "رحلة نحو العافية" لتعزيز العناية الذاتية والصحة الشاملة في "الكسليك" logo منسى بحث مع الصرّاف في التحديات الأمنية والاقتصادية logo جابر بحث مع جمعية المصارف في قانون الفجوة المالية وحقوق المودعين logo عون يسأل: عندما لا تؤدي بنا الحرب إلى أي نتيجة ما العمل؟ logo سلام بحث مع سليمان في الأوضاع العامة.. واستقبل وفداً من وكالة التنمية الفرنسية logo جابر: حققنا بعض التقدم في توحيد النظرة لقانون الفجوة المالية logo جريمة بيئية تُرتكب في بلدة كرم المهر ماذا في التفاصيل؟ logo اختتام الدورة العاشرة للجنة العليا اللبنانية – المصرية
افتتاحية “الجمهورية”: لبنان ينتظر الردّ الأميركي والإسرائيلي… وحراك لتسوية مصرية على أربع جبهات
2025-11-03 09:10:52

يُنتظر أن ينجلي هذا الأسبوع مصير التفاوض غير المباشر بين لبنان وإسرائيل، في ضوء العرض الذي طرحه رئيس الجمهورية العماد جوزاف، والذي ينتظر رداً أميركياً وإسرائيلياً عليه، ويأمل لبنان أن يكون قبولاً وبلا شروط مسبقة، من مثل الإصرار على نزع السلاح اولاً، حسبما يتحدث المسؤولون الإسرائيليون، مهدّدين باللجوء إلى القوة لفرض نزعه، وهو ما يرفضه «حزب الله» الذي لا يعارض المفاوضات غير المباشرة في إطار لجنة «الميكانيزم» حتى ولو تمّ تطعيمها بعناصر تقنية وليس سياسية او ديبلوماسية، وهذا التطعيم تؤيّده الدولة اللبنانية ايضاً، والمتفقة مع الحزب على وجوب التزام إسرائيل وقف إطلاق النار والانسحاب إلى خلف الحدود، على أن يُعالج موضوع السلاح وفق الخطة التي وضعتها قيادة الجيش و»استراتيجية الأمن الوطني».


وقالت مصادر رسمية لـ«الجمهورية»، إنّ خيار التفاوض يتحرك على رغم من التصعيد الإسرائيلي، وإنّ الاتصالات ناشطة في شأن هذا الخيار، وإنّ المسؤولين ينتظرون رداً أميركياً ـ إسرائيليا عليه فضلاً عن ردّ من «حزب الله»، واذا جاءت الردود إيجابية سيتمّ عندها تحديد خريطة طريق للمفاوضات، ولن يمانع لبنان في هذه الحال في إضافة تقنيين فقط إلى لجنة «الميكانيزم» التي اقترح أن يكون الحوار ضمنها.


التذرّع بالتسلّح


وفي السياق، أعربت اوساط سياسية عبر «الجمهورية»، عن قلقها من تعمّد مسؤولين إسرائيليين التركيز خلال الآونة الأخيرة على اتهام «حزب الله» بإعادة التسلح، وعلى توجيه التهديدات إلى الدولة اللبنانية، لافتة إلى تصريحات عدة صدرت تباعاً في هذا الاتجاه عن كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الحرب ورئيس الأركان، إضافة إلى تسريبات تصعيدية عن مصادر إسرائيلية، ما يؤشر إلى نيات مبيتة حيال لبنان.


لكن هذه الاوساط استبعدت في المرحلة الحالية احتمال شن حرب واسعة على لبنان، مشيرة إلى انّ هناك في المقابل احتمالاً بأن تلجأ تل ابيب إلى تكثيف وتيرة اعتداءاتها وتوسيع نطاقها نحو مناطق تقع خارج دائرتي الجنوب والبقاع، بغية زيادة الضغط على السلطة السياسية حتى تقبل بالتفاوض المباشر وتتخذ إجراءات حازمة لنزع السلاح على إيقاع الأجندة الإسرائيلية.


المخارج الطارئة


وفي السياق، قالت مصادر سياسية لـ»الجمهورية»، إنّها تتوقع أن يؤدي ارتفاع مستوى التصعيد في الجنوب، والهواجس من انفجار واسع، وسط تحركات ديبلوماسية كثيفة يجريها أركان الحكم، إلى تراجع مقابل للزخم في اتجاه الانتخابات النيابية. ففي الدرجة الأولى، انحرف الاتجاه تماماً عن ملف الانتخابات تحت وطأة الخوف من تنفيذ إسرائيل تهديداتها بتوسيع الحرب على لبنان مجدداً. وبات الشغل الشاغل للمسؤولين هو إيجاد المخارج الطارئة لمنع انزلاق لبنان إلى الأسوأ. وهذه أولوية على أي ملف آخر، بما في ذلك الانتخابات.


وفي الدرجة الثانية، يبدو أنّ القوى المحلية كلها تستعد للانتخابات المقبلة وفق قاعدة الغالب والمغلوب. وفي الواقع، خصوم «حزب الله» يريدون من الانتخابات أن تكرّس استضعافه الذي بدأ في حرب العام الفائت ويستمر خلال هذه الفترة بالضغوط غير المسبوقة لنزع سلاحه. وأما الحزب نفسه فيخوض انتخابات يعتبرها مصيرية. وهو يعتبر أنّ نجاته من الضغوط العارمة التي يتعرّض لها اليوم ستعني بالتأكيد أنّه سيبقى قوياً في الانتخابات النيابية. ولذلك، الطرفان ينتظران ما سيذهب إليه ملف الحرب مع إسرائيل للتفرّغ مجدداً لملف الانتخابات، على رغم من انقضاء المهل الرسمية لهذا الاستحقاق.


تصعيد وتهديد


وكانت إسرائيل رفعت مستوى تهديداتها التي تخطت «حزب الله» إلى السلطة اللبنانية رئاسة وحكومة، إذ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي امام حكومته إنّ «حزب الله يحاول إعادة التسليح والتعافي»، مؤكّداً «أننا لن نسمح للبنان بأن يتحول مجددًا إلى جبهة ضدنا». واضاف: «سنمارس حقنا بالدفاع عن أنفسنا كما نص اتفاق وقف النار مع لبنان»، وقال: «نتوقع من حكومة لبنان أن تفعل ما التزمت به، أي تجريد «حزب الله» من سلاحه، وسنمارس حقنا في الدفاع عن النفس كما هو محدَّد بشروط وقف النار». وأكّد أنّ «المحور الإيراني ما زال موجودًا في أماكن رغم تلقّيه ضربات قاسية».


وإلى ذلك اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس «حزب الله» بـ«اللعب بالنار»، ومتهماً الحكومة اللبنانية ورئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بـ«المماطلة في تنفيذ التزاماتهم» المتعلقة بنزع سلاح الحزب وإخراجه من الجنوب. وأكّد «أنّ إسرائيل ستواصل تطبيق سياسة الحدّ الأقصى في ردودها العسكرية»، مشدّداً على أنّها «لن تسمح بأي تهديد يستهدف سكان الشمال»، داعياً السلطات اللبنانية إلى «تحمّل مسؤولياتها الكاملة لضمان الاستقرار ومنع التصعيد».


وهدّد كاتس باستهداف بيروت في حال شنّ «حزب الله» أي هجوم يطال أي بلدة في شمال إسرائيل. وقال في مقابلة مع القناة 14 القريبة من نتنياهو «إنّ إسرائيل ستتعامل مع أي تهديد»، مشيرًا إلى أنّ «المبعوثين الأميركيين أبلغوا إلى الحكومة اللبنانية بذلك». وأضاف أنّ الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً على بيروت لنزع سلاح «حزب الله»، لافتاً إلى أنّ إسرائيل تمنح ذلك فرصة، على حدّ قوله.


ومن جهته، وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قال في تغريدة عبر منصة «إكس»، إنّ «إعادة تسليح «حزب الله» في لبنان، ستكون لها تداعيات خطيرة على أمن إسرائيل ومستقبل لبنان»، لافتاً إلى «أنّ الإرهاب قد ترسّخ في لبنان وإزالته ضرورة لاستقرار المنطقة وأمنها»، وفق تعبيره.


وإلى ذلك، نقلت قناة «العربية ـ الحدث» عن مسؤول إسرائيلي حديثه عن «وجود تقديرات جدّية تفيد بأنّ «حزب الله» بدأ يستعيد قدراته، ونجح في تهريب مئات الصواريخ القصيرة من سوريا». وقال «إنّ إسرائيل أوصلت رسالة إلى الجانب اللبناني بأنّها قد تقصف الضاحية الجنوبية لبيروت مجدداً، إذا لم يُنزع سلاح حزب الله». وأضاف: «لن نسمح بإعادة بناء خط القرى اللبنانية المباشر على الحدود الشمالية». وأوضح «أنّ مصر دخلت على خط الوساطة من أجل منع التصعيد على الجبهة اللبنانية». وأعلن «أنّ القوات الإسرائيلية لن تنسحب من المناطق الخمس التي تحتلها في الجنوب اللبناني في المستقبل المنظور».


الحراك المصري


في غضون ذلك، بثت قناة «الجديد» معلومات تحدثت عن «حراك على أربع جهات تقوده مصر بين لبنان وتل ابيب وواشنطن وطهران، بهدف الوصول إلى تسوية يريدها «حزب الله» حفظاً لماء الوجه وتريدها إسرائيل مدخلاً إلى اتفاق سلام». وافادت المعلومات انّ «الوساطة المصرية وإن كانت غير مكتملة الملامح، فإنّها ترتكز على ترتيبات أمنية على غرار النموذج السوري، وتركت شكلها المباشر أو غير المباشر إلى الزمان والمكان المناسبين، لكن الأهم في نظر الوسيط المصري وهو يضع صيغته التأسيسية للتسوية، هو التعويل على الموقف الأميركي انطلاقاً من رؤية الرئيس دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، وما إذا كان لبنان ملحوظاً كجزء على الخريطة، وأنّ الجانب الأميركي إذا ما أراد، يستطيع بإشارة من إصبع سيّد البيت الأبيض ان يوقف إسرائيل عند حدّها».


وكان رئيس الحكومة نواف سلام ونظيره المصري مصطفى مدبولي بحثا في القاهرة أمس المبادرة المصرية، على ضوء زيارة مدير المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد الأخيرة للبنان، وعقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً قال سلام خلاله إنّ «لبنان يثمن عالياً دور مصر في دعم الاستقرار الاقليمي، وفي الدفاع عن القضايا العربية وفي السعي لترسيخ الحلول السلمية، مصر كانت دائماً إلى جانب لبنان».


ومن جهته مدبولي أكّد «أنّ هناك توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي لتقديم كافة أشكال الدعم للبنان خلال الفترة المقبلة، ودعم كل مشاريع إعادة الإعمار في الجنوب اللبناني»، مشدّداً على» دعم كل ما تقوم به الحكومة اللبنانية للحفاظ على أمن لبنان»، داعيًا الجيش الإسرائيليّ إلى «الانسحاب من النقاط الخمس».


والتقى سلام ايضاً وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي وتناولا في البحث العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الأوضاع في غزة والمنطقة، وخصوصاً المرحلة التي تلت اتفاق غزة وقمّة شرم الشيخ وما رافقها من جهود إقليمية ودولية لتثبيت الاستقرار. وأكّد عبد العاطي «حرص مصر على مواصلة التنسيق والتشاور مع لبنان في مختلف القضايا ذي الاهتمام المشترك». وكرّر تأكيد «موقف مصر الثابت في دعم سيادة لبنان ووحدته الوطنية، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة، مشدّدًا على ضرورة التنفيذ الكامل وغير الانتقائي للقرار 1701.


من جهته، ثمّن الرئيس سلام «الدور المصري المحوري في تثبيت اتفاق غزة ورعاية الجهود الإقليمية من أجل الاستقرار»، مؤكّدًا «أنّ لبنان يسعى إلى الاستفادة من المناخ الإقليمي الجديد لتثبيت وقف الأعمال العدائية». مشيراً إلى «أنّ الظروف الحالية تشكّل فرصة لإطلاق مرحلة جديدة من التعاون العربي والدولي لدعم الاستقرار في لبنان».


ويُشار إلى انّه خلال اجتماعات الدورة العاشرة للجنة العليا اللبنانية – المصرية برئاسة سلام ومدبولي، وقّع الجانبان 15 اتفاقية ثنائية تغطي مجالات الاقتصاد والمال والتجارة والإسكان والنقل والطيران المدني والطاقة والصحة والتأشيرات والجمارك والتعليم والحماية الاجتماعية وغيرها. وقد شدّد سلام على «انّ ما يجمع مصر ولبنان لا يـُقاس بعدد الاتفاقيات بل بالثقة والتاريخ».


موقف بريطاني


في الموقف الدولية، أكّدت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر لقناة «الحدث» أمس «دعم بريطانيا الكامل لجهود الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني»، معتبرةً إياهما «القوى الشرعية الوحيدة التي يجب أن تكون لها السلطة في البلاد». وقالت «إنّ المملكة المتحدة تساند لبنان في سعيه إلى الاستقرار والتنمية»، مشيرة إلى «أنّ الدعم البريطاني يتجاوز الكلمات ليشمل التعاون الفعلي في مجالات عدة، بما في ذلك الدعم الأمني والاقتصادي».


وفد أمني في الرياض


وفي تطور لافت، فُتح أمس خط أمني كبير ومباشر بين المملكة العربية السعودية ولبنان، إذ توجّه إلى الرياض وفد أمني ضمّ وزير الداخلية أحمد الحجار والمدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد العبدالله، وستدوم الزيارة حتى بعد غد الأربعاء على أن يلتقي الوفد خلالها الموفد السعودي إلى لبنان الامير يزيد بن فرحان ومسؤولين آخرين سياسيين وأمنيين كباراً.


قصف وأربعة شهداء


جنوباً، استفاقت مدينة النبطية وجوارها صباح امس على هول جريمة ارتكبها الجيش الإسرائيلي، وأدّت إلى استشهاد 4 من شبان المدينة وجرح 3 آخرين، عندما استهدفتهم طائرة مسيّرة ليل امس الاول عندما كانوا في سيارتهم من نوع «رانج روفر» على طريق دوحة كفررمان، في الطرف الشرقي للبلدة.


والشهداء هم: محمّد الجواد مصطفى جابر، عبد الله غالب كحيل، محمد عباس كحيل، وهادي مصطفى حامد (جريح بايجر). كما اصيب شخصان آخران بجروح كانا على دراجة نارية صودف مرورهما في المنطقة لحظة الغارة التي ادّت ايضاً إلى احتراق السيارة المستهدفة، وتحطّم زجاج عشرات المنازل في منطقة سكنية بامتياز.


واعلن المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة «إكس»، أنّ «الجيش الإسرائيلي هاجم وقضى على أربعة عناصر من قوة الرضوان في «حزب الله» ومن بينهم مسؤول الدعم اللوجستي للقوة في جنوب لبنان».


ومن جهة أخرى، ينعقد لقاء موسع غداً في مصيلح لوضع برنامج خطط لإعمار الجنوب. وسيشكّل هذا اللقاءُ المبادرةَ الأوسع في هذا الشأن منذ إعلان اتفاق وقف اطلاق النار، وهو يكتسب رمزيةً معبـّرة كونه يـُعقد قرب موقع الاستهداف الجوي الإسرائيلي الأخير لمنشآت مدنية وتحديدًا معارض الحفـّارات والجرافات في مصيلح.


 




Saada Nehme



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBAANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top