بانتظار أن تنجز اللجنة الوزراية الخماسية، التي تشكلت برئاسة نائب رئيس الحكومة طارق متري، تقريرها حول قانون الإنتخابات وترفعه إلى الحكومة للنّظر فيه في جلسة يوم الخميس المقبل، كما جرى تحديد الموعد للجنة في جلسة الحكومة الأسبوع الفائت، يسود الترقب مختلف الأوساط السياسية لمعرفة المخاض الذي سيسفر عنه تقرير اللجنة والخلاصة التي ستصدر عنها.
ففي هذا الإطار شدّدت وزارتا الداخلية والخارجية إثر اجتماع عقده الوزيران أحمد الحجّار ويوسف رجّي وفريق عملهما، هو الثاني لهما لهذه الغاية، على أنّه “بمعزل عن النقاشات والإقتراحات القائمة على صعيد مجلسي النواب والوزراء المتعلقة بقانون الإنتخاب، والتزاماً بالإجراءات والمهل التي يفرضها القانون النافذ حالياً، باشرت اللجنة المشتركة بين وزارتيّ الداخلية والخارجية إجتماعاتها، على أن تقوم بدراسة المواد المتعلقة باقتراع اللبنانيين غير المقيمين والإطلاع على التقرير المعدّ سابقاً في العام 2021، على أن ترفع اللجنة تقريراً بنتيجة أعمالها”.
غير أنّه في حين يتم النّظر إلى هذه الإجراءات واللقاءات التحضيرية على أنّها ذات طابع تقني ولوجستي، ولا تعالج المشكلة الأساسية ألا وهي الخلاف القائم حول اقتراع المغتربين، وهل سيكون للنواب الـ128 أم لستّة نواب فقط يمثلون اللبنانيين في بلاد الإغتراب، الأمر الذي جعل البعض يتعامل مع عمل اللجنة الخماسية واللقاءات التحضيرية بين وزارتيّ الداخلية والخارجية وكأنها ملء للوقت الضائع بانتظار “كلمة الفصل”، وهي التوصل إلى تسوية تقرب وجهات النظر وتردم الهوة وترضي طرفي الخلاف حول اقتراع المغتربين.
وإذا كان صمت وترقب كبيرين ساد مختلف الأوساط منذ يوم الخميس الماضي حتى نهاية الأسبوع الماضي يوم أمس، فإنّه يتوقع أن يحفل الأسبوع الطالع إبتداءً من اليوم وصولاً حتى يوم الخميس المقبل بالكثير من المواقف والتطوّرات والتسريبات حول عمل اللجنة والنتائج التي ستصدر عنها، مع عدم إستبعاد ممارسة البعض ضغوطات في هذا الإتجاه أو ذاك، وحصول تراشق كلامي يصبّ في هذه الخانة.
في هذه الأثناء، وفي حين يلزم مختلف الأحزاب والقوى والتيّارات السّياسية العمل بهدوء بعيداً عن الضوضاء تحضيراً للإنتخابات النيابية المقبلة، يُغرّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وحده خارج السرب، إذ يكاد لا يمرّ أسبوع إلا ويلتقي فيه كوادره وأعضاء ماكينته الإنتخابية في خلوات تعقد لهذه الغاية في مقرّ القوّات بمعراب، إنطلاقاً من أنّ القوّات ورئيسها أكدوا مراراً بأنّهم ينظرون إلى الإستحاق الإنتخابي على أنّه معركة وجود ومصير بالنسبة لهم.
يوم أمس كشف جعجع عن جانب من هذه الرؤية وعن جانب من الأهداف البعيدة التي يعمل وحزبه عليها، عندما قال بوضوح “إنّنا نخوض إنتخاباتنا بهذه الجديّة، وبهذا الكم من التحضير والإحترافيّة، ليس لكسب المقاعد النيابيّة، وإنّما من أجل تعزيز حضورنا في مجلس النوّاب، وبالتالي تعزيز حضور القوى السّياديّة، وتوسيع قاعدة تمثيلها بما يضمن لها دوراً أكبر في صنع القرار الوطنيّ، وفي دفع مسار الأمور في الإتجاه الذي تريده الأغلبيّة الشعبيّة”.
موقع سفير الشمال الإلكتروني