طغى العدوان الاسرائيلي المفتوح منذ قرابة السنة، بعد اتفاق وقف النار على ما عداه مع تسجيل خروقات سياسية تتصل بشدّ الحبال الدائر بين الرئيس نبيه بري وخلفه كتلتي «التحرير والتنمية» التي يرأسها و «الوفاء للمقاومة» التي يرأسها النائب محمد رعد مع قلة من النواب الحلفاء، بشأن صيغة قانون الانتخاب المعمول به أو الذي ستدخل عليه تعديلات تطالب بها المعارضة، وتقضي بالسماح للبنانيين المنتشرين بالاقتراع لـ 128 نائباً، وليس لستة نواب فقط، وهو «الأمر المتعذّر» لهذه الدورة لصعوبات تقنية وفنية، لا قدرة لوزارة الداخلية في التعامل معها.
ولئن كانت اسرائيل تعلن اختتام المناورة التي أجرتها الفرقة 91 (أو فرقة الجليل) بالتعاون مع سلاحي الجو والبحرية والشرطة بهدف رفع الجاهزية العملياتية في الدفاع والهجوم على الحدود اللبنانية بحراً وجواً وبراً، فإن الإشارات التي تأتي من وراء الحدود لا تطمئن بصرف النظر عن تقديرات حزب االله، الذي يتعاطى ببرودة لافتة مع التهديدات بالحرب، ويرى قيادي بارز في «الثنائي الشيعي» أن ما يجري ليس أكثر من عملية تهويل ممنهجة تهدف إلى الضغط على لبنان لجره إلى طاولة مفاوضات مباشرة تحت تأثير التخويف من الحرب ، ومن دون أن يسقط من الحسبان إمكانية انزلاق الامور في أية لحظة نحو مواجهة شاملة.
وبين الكلام السياسي الداخلي من أن لبنان بات متروكاً لمصيره إذا لم يأخذ بالطلبات الاميركية والغربية لجهة التفاوض المباشر مع اسرائيل، والمعلومات عن تأجيل أي تصعيد عسكري إلى ما بعد زيارة البابا الاول الرابع عشر أواخر الشهر المقبل، تحدثت «معلومات موثوق بها لـ «اللواء» ان جهات اوروبية وعربية اعتبرت التصعيد الاسرائيلي مترافقا مع كلام براك غير مسبوق وينذر بالأسوا، ما دفع الى تحرك دبلوماسي على أكثر من خطّ، حيث نشطت الاتصالات والوساطات العربية والأوروبية والدولية لمنع انزلاق الأمور إلى حرب شاملة، خصوصاً بعدما تلقت الدوائر الرسمية اللبنانية،وفقا للمعلومات ذاتها، خلال الثماني والاربعين الساعة الماضية تهديدات صريحة باستهداف العاصمة والمطار وعدد من المقار الرسمية.
وعليه ،استمر التوتر السياسي والامني قائما ً في ظل تسجيل المواقف منقانون الانتخاب وانتخاب المغتربين، وغياب المعالجات للتصعيد الاسرائيلي في الجنوب الذي اوقع بين ليل امس الاول ونهار امس اربعة شهداء وعدداً من الجرحى واضرارا مادية كبيرة. عداما سقط في العدوان الجوي العنيف على البقاع، فيما صدرت تحذيرات اوروبية من ان توجيه ضربة اسرائيلية كبيرة للبنان باتت «مسألة وقت»، كما ذكر مصدر امني اسرايلي:»إما تنزع الدولة اللبنانية سلاح الحزب أو نقوم نحن بذلك».
وقالت مصادر رسمية لـ «اللواء»:ان للتصعيد الاسرائيلي غايات معروفة تتمثل في رفع مستوى الضغط العسكري على لبنان بالتوازي مع الضغط السياسي والاقتصادي، ما يعني انه ستكوت له مفاعيل متعددة على كل الصعد. واشارت المصادر الى اتصالات يقوم بها رئيس الجمهورية مع الجهات الدولية لا سيما الاميركية والفرنسية بهدف استشفاف توجهات ومدى التصعيد.في ما بدا انها حالة لا حرب ولا سلم بل ترقب وتصعيد متقطع، وقرار الحرب ليس بيد لبنان بل بيد اسرائيل.
سلام في روما
في هذه الاثناء انتقل رئيس الحكومة نواف سلام الى روما حيث من المقرر حسب معلومات «اللواء» ان يلتقي البابا لاوون الرابع عشر. وهوالتقى امس لدى وصوله بطريرك روفائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان، كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك في المعهد الحبري الأرمني في روما.وهنأه بتطويب القديس اغناطيوس(اسمه بالولادة شكر االله) مالويان.
عيسى: صبر المجتمع الدولي ليس بلاحدود
وعشية مجيئه إلى بيروت كسفير معتمد من قبل الاجارة الاميركية، قال السفير عيسى أمام الجالية اللبنانية أن السلطة الشرعية الوحيدة التي تمثل جميع المواطنين، وأن الجيش اللبناني والمؤسسات الرسمية يجب أن تحترم وتدعم وتعمل من دون أي تدخل..
أضاف: صبر المجتمع الدولي «ليس بلا حدود» والولايات المتحدة لن تسامح مع أي واقع يجعل لبنان يسمح لجماعات تهدد السلام أو تعادي الشعب الاميركي، كاشفاً أن واشنطن وشركاءها على استعداد لمساعدة لبنان، ولكن المساعدة يجب أن تُبنى على وحدة وطنية.
يشار إلى أن الرئيس الاميركي كشف عن دور لإدارة جو بايدن في عملية تفجيرات «البايجرز». وكشف لمجلة «التايم» البريطانية بأنه كان يعلن مبتسماً بتفجيرات «البيجر» منوهاً باحترام تل أبيب الولايات المتحدة والتنسيق معها في كل خطوة كانت تقوم بها.
ووضع بنهاية زيارته اكليلاً من الزهر باسم الشعب اللبناني على ضريح الجنود الذين استشهدوا أثناء أداء مهامهم في لبنان.
السجل الانتخابي
وفي الاطار الانتخابي قال الرئيس بري: إذا كانوا لا يحسنون تسديد الكرة، فليس لي أن اوسع لهم المرمى، معلناً على عدم موافقته على إلغاء الدائرة الـ 16.
وقال: لدينا قانون نافذ يجب أن يطبق، وكما يريدون تصويت الانتشار إلى فريق أريده، وهو ما ينص عليه قانون الانتخاب من يريد من الانتشار التصويت للمقاعد الستة يستطيع أن يقترع لها في الخارج، ومن يريد التصويت للمقاعد الـ 128 يأتي إلى لبنان ويصوت منه، وبذلك يصلون إلى ما يريدون.
وفي اعقاب مواقف رئيس مجلس النواب الذي استقبل امس وزير العدل عادل نصار، سجبت موجة ردات فعل نيابية على بري ، فتوجّه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل إلى بري كاتبًا على «إكس» دولة الرئيس، بأي قاموسٍ تُعتبر ممارسة مئات آلاف اللبنانيين المغتربين، من كل الطوائف والمناطق، ودون أي تمييز، حقَّهم الدستوري في تقرير مصير بلدهم “عزل طائفة”؟وقال: «من يحاول عزل الطائفة عن بقيّة اللبنانيين هو من يرفض منطق الدولة والمساواة، ويتمسّك بسلاحه وبارتباطه الأيديولوجي بإيران، رغم تخلّيها عنه في أصعب الأوقات.»وأضاف: «بكل الأحوال، رأيُك لا يمنحك الحق في منع المجلس من حسم هذا النقاش بجلسة عامة. فالمجلس، هو الذي يُمثّل جميع اللبنانيين، وهو من يملك القرار.»
وصدر عن الدائرة الإعلامية في حزب «القوات اللبنانية»، بيان استغرب «اعتبار تصويت المغتربين شكلاً من أشكال العزل، فيما غير المقيمين ينتمون إلى كل الطوائف دون استثناء. أما حرمانهم من التصويت في دوائر نفوسهم لجميع نواب الأمة، كما يفعل الرئيس بري، فهو العزل بعينه» . واستهجن «وصف الممارسة الدستورية التي بدأت تشقّ طريقها للمرة الأولى بأنّها «عزل لطائفة»، فيما الانقلاب المتكرر على هذه الممارسة هو الذي عزل الدولة وطوائفها وشعبها على مدى خمسةٍ وثلاثين عامًا.
كما ردت الدائرة الإعلامية في حزب «القوات اللبنانية» على بري ببيان مما قالت فيه:من المستغرب اعتبار تصويت من التصويت في دوائر نفوسهم لجميع نواب الأمة، كما يفعل الرئيس بري، فهو العزل بعينه. ومن المستهجن المغتربين شكلاً من أشكال العزل (للشيعة)، فيما غير المقيمين ينتمون إلى كل الطوائف دون استثناء. أما حرمانهم وصف الممارسة الدستورية التي بدأت تشقّ طريقها للمرة الأولى بأنّها «عزل لطائفة»، فيما الانقلاب المتكرر على هذه الممارسة هو الذي عزل الدولة وطوائفها وشعبها على مدى خمسةٍ وثلاثين عامًا.
اضافت: إن إشارة الرئيس بري إلى «وفد نيابي آخر بوجهة نظر مختلفة سيزور المسؤولين قريبًا» تذكّر بأساليب نظام الاحتلال السوري حين أنشأ «اللقاء التشاوري» لمواجهة «لقاء قرنة شهوان».. فالمسألة ليست وفدًا في وجه وفد، بل استمرارًا في رفض وضع اقتراح القانون المعجّل المكرّر لإلغاء المادة 112 على جدول الهيئة العامة لتقرِّر الإلغاء من عدمه، ومع الأخذ في الاعتبار ان الوفد النيابي لقوى المعارضة يمثِّل الأكثرية في مجلس النواب.
– ورأت القوات ان قوله إن «الحكومة إذا أرسلت تعديلات على القانون النافذ تُطرح بعد مناقشة القوانين الثمانية الموجودة، فباطل من أساسه، إذ لا وحدة موضوع بين مشروع الحكومة المعدِّل للقانون النافذ وبين اقتراحات القوانين الجديدة. لا رابط بين الأمرين، وكلامه لا يستقيم لا قانونا ولا دستوراً».
واوضحت «أن الحكومة التي تتقدّم بمشاريع قوانين، تتقدّم بالتعديلات المطلوبة، .من واجبات الحكومة الأساسية أن تقترح تعديلات على القوانين النافذة متى اقتضت الحاجة.
وفي الاطار الانتخابي، عرض الرئيس عون مع وزير الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار، التحضيرات الجارية في مختلف وحدات الوزارة لاجراء الانتخابات النيابية في موعدها في شهر أيار المقبل. وأوضح الوزير الحجار ان جهوزية وزارة الداخلية كاملة لانجاز هذا الاستحقاق في افضل الظروف في حيادية وشفافية مطلقين.
وعلى الارض، بدأت بوادر لائحة ثالثة تضمّ مستقلين تتبلور في دائرة المتن الشمالي، ونواتها حتى اللحظة الدكتور فؤاد ابو ناضر والاعلامي سيمون أبو فاضل والمهندس هاني صليبا، حيث جمعهما لقاء تنسيقي في إحدى مطاعم أنطلياس قبل أيام.
مخزومي: لماذا الاعتراض على الميغاسنتر؟
وفي المواقف، لاحظ النائب فؤاد مخزومي أن وقف النار في 27 ت2 2024 لم يكن برغبة اسرائيل بل جاء بطلب من حزب الله وبضغط دولي عليها.
وشدد على انتخاب 128 نائباً من قبل المغتربين، وتساءل: لماذا الاعتراض على الميغاسنتر.
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية لم تترك «بحياتها» لبنان، والامير يزيد في زيارته شدد على أنه إلى جانب لبنان.
«طوافة» رجي فوق الخط الأزرق
وسجل أمس زيارة بالطوافة من الناقورة إلى الخط الازرق والنقاط الخمس المحتلة من اسرائيل عند حدود القرى الامامية لوزير الخارجية يوسف رجي، مهنئاً اليونيفيل لمناسبة مرور 80 سنة على قيام الامم المتحدة، ومشيراً بدور الطوارئ في حفظ الامن والاستقرار معرباً عن تقديره لدورها بالتنسيق مع الجيش اللبناني.
وقال: «شملت الزيارة تحليقاً جوياً على الحدود وتفقداً للقرى المتضررة والدمار الهائل الذي سببته الاعتداءات الاسرائيلية والنقاط الخمس العسكرية الإسرائيلية، وما شاهدته يزيدنا تصميماً على ضرورة تحرير الأراضي اللبنانية ودعم الجيش اللبناني في جهوده لبسط سيادة الدولة وتطبيق قرار 1701، وتنفيذ قرار الحكومة بحصر السلاح في يد الدولة واستعادة قرار الحرب والسلم.
وأكد رجي أنه كما يقال: «الحكي مش متل الشوف».
بلاسخارت لا عودة إلى الوراء
وفي الاطار، أعلنت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جينين هينس بلاسخارت لمناسبة 80 عاماً على قيام الامم المتحدة أن لبنان «يمر بحالة من عدم اليقين.. وما يزال الجنوب اللبناني يعاني من دمار واسع في ظلّ نقصٍ حاد في التمويل واستمرار حالة عدم اليقين بشأن ملامح المرحلة المقبلة، الأمر الذي يخلق سياقًا يتعذّر معه مطالبة اللبنانيين بمواصلة التحلّي بالصبر». وتابعت: «لقد خلّف التاريخ آثارًا لا تُمحى، ورغم أن الطريق لا يزال طويلاً ويتطلّب عملاً دؤوبًا على المستويين الداخلي والإقليمي، فقد أكّد لبنان بوضوح أنه لا عودة إلى الوراء عن مسار التقدّم الذي اختاره.
الجنوب: 4 شهداء وخطر الحرب
ميدانياً في الجنوب: وبعد العدوان الغادر ليل امس الاول على حي سكني في بلدة عرب صاليم ادى الى ارتقاء شهيدين مدنيين وعدد من الجرحى، نفذت مسيرة اسرائيلية معادية ظهر اسم، غارة بصاروخ موجه على سيارة «هوندا سي ار في»على طريق بلدة تول قرب محلات حسيب عواضة. ما ادى الى ارتقاء شهيدين واصابة اثنين من المواطنين المارين بجروح،حسبما اعلن مركز طوارىء وزارة الصحة. وقد اندلعت النيران بالسيارة المستهدفة وعمل الدفاع المدني على اخمادها.
وافيد ان احد الشهيدين هو حسين العبد حمدان من ميس الجبل في الاستهداف الإسرائيلي وكان أصيب بانفجار أجهزة البيجر العام الماضي.
اما المتحدث بإسم جيش الاحتلال فقال: أن «الجيش هاجم في منطقة النبطية في جنوب لبنان وقضى على المدعو عباس حسن كركي مسؤول الشؤون اللوجستية في قيادة جبهة الجنوب في حزب االله».
وزعم ان «عباس كركي قاد في الفترة الأخيرة وأشرف على عمليات اعادة اعمار قدرات القتال في حزب الله وساهم في المحاولات لاعادة اعمار بنى تحتية جنوب نهر الليطاني والتي تم تدميرها خلال الحرب وخاصة خلال عملية سهام الشمال. كما شغل منصب مسؤول اعمار بناء القوة في حزب الله وأدار عمليات لنقل وتخزين وسائل قتالية في جنوب لبنان..
وألقت مسيّرة معادية قنابل صوتية مرتين على جرافة في الحي الغربي في مدينة الخيام، من دون وقوع اصابات. ولكن اندلع حريق في الحفارة المستهدفة في الخيام، وعملت عناصر من الدفاع المدني على إطفائها وسط تحليق مسيّرة معادية على علو منخفض. هذا و سجل تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي فوق بعلبك.
كما ألقت محلّقة إسرائيلية بعد الظهر قنبلة صوتية على بلدة الضهيرة في جنوب لبنان.واستهدفت غارة إسرائيلية محيط منزل مدمر في ميس الجبل من دون وقوع إصابات. ومساء، القت مسيرة اسرائيلية ألقت قنبلة صوتية على منطقة وادي العصافير عند أطراف مدينة الخيام، ثم استهدفت غارة معادية سيارة في زوطر الغربية محلة خلة العين على طريق القعقعية.نتج عنها ارتقاء شهيد.
وليل أمس، استهدفت مسيّرة اسرائيلية سيارة في بلدة زوطر الغربية مما أدى الى سقوط شهيد وإصابة مواطن آخر بجروح.
تحذيرات
وفي سياق اجواء التوتر التي تلف الوضع الجنوبي، حذرت مصادر أوروبية من أن حصول هجوم واسع لجيش العدو الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية بات “مسألة وقت”، في ظل تصاعد التوتر على الجبهة الشمالية وتكثيف الضربات الجوية ضد مواقع تابعة لحزب الله في البقاع.
ونقلت قناة “سكاي نيوز عربية” عن مسؤولين أوروبيين قولهم: إن إسرائيل نفذت، خلال اليومين الماضيين، سلسلة غارات استهدفت معسكرات تدريب ومنشآت عسكرية لحزب الله في منطقة البقاع، فيما يؤكد الحزب أنه سيردّ على أي توغل بري إسرائيلي بشكل مباشر.
اضافت: التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن حزب الله راكم قدرات عسكرية ودفاعية متطورة منذ المواجهات الأخيرة على الحدود الشمالية عام 2024، الأمر الذي يجعل أي عملية عسكرية مقبلة أكثر تعقيدًا وكلفة. وأنه من «غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستتعامل مع الدولة اللبنانية كطرف متواطئ أو فاشل».
كمانقلت القناة عن مصادر لبنانية، إن الأجواء في الجنوب والبقاع تشهد توترًا متزايدًا مع استعدادات ميدانية من الجانبين، وسط تحذيرات من أن المنطقة تقف على أعتاب تصعيد كبير قد يفتح جبهة جديدة في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة.
التوقيت الشتوي
عملاً بقرار مجلس الوزراء بشأن التوقيت الشتوي تؤخر الساعة ساعة واحدة بدءاً من منتصف ليل السبت – الاحد (25 – 26 ت1 2025).