العالم اليوم لم يعد قرية صغيرة، وإنما بناء واحد بطبقات متعددة. الكل يتابع، والكل يحلل، والكثيرون يتخذون موقفا.
أحداث العالم متزاحمة ومتنوعه، وأكثر مشاهدها حزينة تدمي القلب ويضيق لها الصدر، وفي زحمة التنافس بين وسائل الإعلام في نقل الأخبار وذكر التفاصيل، يبقى سؤال يطرحه الجمهور المتلقي والمتابع:
إلى أي مدى يمكن الوثوق بهذه الأخبار من حيث صحتها ودقتها ووضوحها، والأمانة في نقلها للاحداث؟
لم يعد الامر سهلا، ومع الثورة الإعلامية والتكنولوجية يزداد الإنسان حيرة في تمييز الصادق من الكاذب، والدقيق من المحرف، والموضوعي من المتحيز.
فلا غرابة إذن ان يتم إعداد تطبيقات إلكترونية للتدقيق في الأخبار، والتمحيص في التفاصيل، ولكن السؤال: إلى أي مدى يحرص كل فرد على اللجوء إليها ليبني وعيا ذاتيا ومعرفيا صادقا يحكم به على الأحداث وعلى المواقف؟.
ان بناء الوعي عند كل فرد يتوقف على مدى حرصه في استقاء المعلومات الصحيحة للبناء عليها.
ومن أسف شديد ان الدراسات العلمية التي أشرفت عليها على مستوى الدكتوراه أو الماجستير تؤكد تماما ان درجة الثقة بوسائل الإعلام أو ما تبثه السوشيال ميديا لا يحظى بالثقة بأكثر من 40% في الحد الأقصى، وهذه مشكلة تراكمت وترسخت في النفوس. وخطورة المسألة ان الخبر الكاذب والرأي المضلل سيشكل غسيلا للعقول، ويساق اصحابه نحو ردود فعل قد تكون مقصودة بحد ذاتها من قبل السياسات الإعلامية التي تسير وفق توجيهات مسبقة، وأهداف مرسومة.
الأمر يستحق وقفة طويلة ونقاشا عميقا، وحذراشديدا، والجميع في دائرة الاستهداف…
ـ الكاتب: الأستاذ الدكتور أسامة ظافر كبارة
Related Posts
الرئاسة المصرية: سنظل داعمين لحق الشعب الفلسطيني في العيش في دولة مستقلة جنب إسرائيل
بريطانيا تستضيف محادثات لإعادة إعمار غزة
لبنان يدخل مرحلة القلق من تصعيد إسرائيلي
The post الكلمة الطيبة.. ثرثرات على الصفحات!.. بقلم: د. أسامة كبارة appeared first on .