تستضيف مصر اليوم قمة دولية في مدينة شرم الشيخ، بمشاركة عشرين من قادة وزعماء العالم تم تأكيد حضورهم فيما يغيب التمثيل الاسرائيلي وتمثيل حركة حماس المعنيين المباشرين باتفاق وقف النار في حين تضاربت المعلومات حول مشاركة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لتتأكد عدم مشاركة ايران في القمة فيما لم تتم دعوة لبنان وسوريا.
القمة التي دعت اليها اميركا ومصر تهدف لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق شامل لإنهاء الحرب في قطاع غزة وإطلاق المرحلة التالية من خطة السلام بما يشمل التوصل لاتفاق نهائي لوقف إطلاق النار، ووضع ترتيبات ما بعد الحرب في القطاع، لا سيما ما يتعلق بالحكم والأمن وإعادة الإعمار مع تعزيز جهود الامن والسلام في الشرق الاوسط، إطلاق الأسرى، إعادة تفعيل المساعدات الإنسانية، فتح المعابر.
حضور على هذا المستوى الرفيع من المتوقع ان ينعكس زخماً دولياً يضمن المساهمة الفعالة في تحقيق اهداف القمة كمخطط اميركي للتوصل إلى وقف دائم لاطلاق النار بمواجهة تحديات كبيرة من قبل اسرائيل وحماس في الوقت نفسه، اذ هناك بعض الإشكاليات حول شروط الانسحاب، الانتقال الأمني، وضمانات أمنية طويلة المدى لإسرائيل، في حين هناك تحفظات من جانب حركة حماس حول شروط التنازل، خصوصاً ما يتعلق بإخلاء السلاح، التخلي الكامل عن السلطة العسكرية، أو فقدان القدرة على حماية النفس أو المقاومة ما يهدد بانتكاسة لوقف اطلاق النار واحتمال القيام بعمليات فردية أو ردود فعل عسكرية، أو أن يستغل طرف ما الوضع.
قمة شرم الشيخ تمثل لحظة مفصلية في الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي وما سيصدر عنها من توصيات وقرارات ستعكس صورة المرحلة المقبلة اذ في حال تم ربط الهدنة بإطار سياسي واضح، يشمل الدولة الفلسطينية، حقوق الإنسان، وضمانات دولية، لن تكون عندها القمة من اجل وقف النار بل بداية لمرحلة سياسية انتقالية، تترافق مع عدم اقتصار الدعم الدولي على المال، بل يشمل الضغوط الدبلوماسية والسعي لاعتراف واسع بالدولة الفلسطينية، ووقف التوسع الاستيطاني، وضمان الحقوق الأساسية وبالتالي لن تكون القمة للتوقيع والصورة بل انتصاراً للمبادرة السياسية والضغط الدولي والا ستكون محطة جديدة من محطات المأساة المستمرة.
موقع سفير الشمال الإلكتروني