وجّه حزب الله امس الاحد رسائل متعددة الاتجاهات من خلال التجمّع الكشفي الكبير “أجيال السيد” الذي أقيم في المدينة الرياضية في بيروت، بمشاركة أكثر من 74 ألف كشفي وكشفية، إحياءً لذكرى استشهاد السيد السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، واحتفالًا بالعيد الأربعين لتأسيس جمعية كشافة الإمام المهدي.
وقالت مصادر مطلعة إن «حزب الله أراد ومن خلال هذا التجمع الكبير جدا وغير المسبوق توجيه رسالة للداخل والخارج بأنه لا يمكن القفز فوق إرادة هذه البيئة وهذه الجماهير الغفيرة وأن حزب الله رغم كل النكسات التي تعرضت لها لا يزال قويا وقادرا على استعادة زمام الأمور اليوم أو غدا».
وكتبت” الاخبار”: حمل ما جرى أمس، رسالة واضحة إلى مَن يعنيهم الأمر، حول واقع حزب الله وجمهور المقاومة في لبنان. وأبرز ما في هذه الرسالة:
– إنّ مَن يظنّ أنّ الحزب انهار، عليه أن يعيد النظر في تقديراته، فمَن ينظّم احتفالاً بهذا الحجم وبالحشود القادمة من مختلف المناطق اللبنانية، لا يمكن أن يكون حزباً منهكاً أو مفكّكاً، كما أنّ عليه التدقيق جيداً في قدرة الحزب على التعبئة والتنظيم والإدارة الميدانية الدقيقة، ما أدّى إلى تنظيم الفاعلية بسلاسة ومن دون أي حوادث أو إشكالات، فيما كان التنسيق مع المؤسّسات الرسمية المعنيّة على أعلى المستويات.
ثانياً: أنّ مَن يظنّ أنّ حزب الله، بات محشوراً أو عاجزاً عن التعبير عن مواقفه في الشارع، كان مخطئاً تماماً. فقد تبيّن أنّ الحزب، متى قرّر النزول إلى الساحات دفاعاً عن سلاحه أو رفضاً لقرارات قرارات فتنوية كالتي تتّخذها الحكومة، قادر على ملء شوارع المدن وساحاتها في كل لبنان. وهو إن فعل ذلك في سياق ردّه على العدوان عليه، فلن يقوم بما من شأنه استفزاز أحد. وهو ما حصل أمس، إذ لم يخرج أبداً من أبناء المنطقة القريبة من المدينة الرياضية أو الطرقات المؤدّية إليها، أي احتجاج يمكن وضعه في خانة أنّ هناك مَن استفزّه الحدث.
ثالثاً، وهو الأهمّ، أنّ حزب الله الذي قدّم نحو خمسة آلاف شهيد في الحرب الأخيرة على لبنان وعليه، قدّم أمس، صورة حيّة عن جيلين جديدين يقتربان سريعاً من مرحلة الانخراط الكامل في أنشطة الحزب، السياسية والعسكرية على حدّ سواء، ما يطرح تساؤلات حول كيفية تفكير خصوم الحزب في الداخل قبل أعدائه في الخارج.
ومن يريد أن يقنع نفسه بأنّ الحزب انتهى، كان عليه أمس، مراجعة أسباب عجز كل حملته الإعلامية وضغطه السياسي واستفزازه وحصاره عن زحزحة الحزب أو جمهوره عن موقعهما قيد أنملة.
بالأمس، أرسلت المقاومة إشارة إضافية ليس لخصومها العاديين، بل لعدوّها الرئيسي في الجنوب: مفادها أنّ مرحلة التعافي التي يمرّ بها الحزب على مستوى بنية العمل المدني والسياسي والعسكري، قطعت شوطاً مهمّاً. علماً أنّ الجميع يعلم بأنّ أحداً من العموم أو حتى من أهل الاختصاص، لا يعرف شيئاً عن برامج عمل الحزب الأمنيّة والعسكريةـ وسط سيل من التحليلات والتقديرات والتأويلات. وهذا لا يلغي أنّ العدو يعمل بكل طاقته لمواصلة الإحاطة المباشرة والإطباق الاستخباراتي ليبقى قارئاً لحركة المقاومة بكل أجنحتها.
والمؤكّد أنّ ما جرى أمس، كان رسالة صارخة الوضوح موجّهة إلى «أصحاب الرؤوس الحامية» في لبنان، من مسؤولين في مراكز السلطة إلى سياسيين يستعدّون للانتخابات، وإلى أبواقٍ إعلامية تنتشر كالفطر على الشاشات وصفحات التواصل الاجتماعي، تدعوهم إلى النظر بموضوعية وواقعية إلى الوقائع والأحجام والأدوار في الساحة اللبنانية. ليس بالضرورة لإجبارهم على إعادة حساباتهم، بل على الأقلّ لتحسين سلوكهم إذا أصرّوا على المضيّ في معركة محاصرة الحزب داخلياً خدمةً لمصالح قوى الوصاية الأميركية والسعودية، وأعوانهما في لبنان.
كلمة الشيخ نعيم قاسم
وكان خلال التجمّع الكشفي الكبير “أجيال السيد”، كلمة للشيخ نعيم قاسم ،أكد فيها ان “كشافة الإمام المهدي هي الكشافة التي تعمل من أجل تربية الأجيال، فالكشافة تربية وانضباط، والتربية على الإسلام المحمدي الأصيل كمنهج أسمى”.
أضاف: “إن الكشافة هي انضباط، والانضباط في الحياة يكون شكلًا ومضمونًا، وهي نور هداية الشباب”.
ولفت الى أن “تسمية المهدي كانت لأن الإمام المهدي هو الهدف المرتجى لنكون جندًا في مسيرة العدل باستقامة الدين”. وقال :””نجتمع من القادة والقائدات في مشهد من أطهر المشاهد الذي يبين إرداة الحياة العزيزة”.
وتوجه للكشفيين: “أنتم تحملون الراية التي تحدد طريقكم وخياركم في الحياة ونريدكم أن تشبهوا النموذج الطهر على وجه الأرض وهو نتاج التعاليم السماوية وعندما ندعوكم بالاقتداء بالإمامين الحسن والحسين لأنهما نالا الرتبة الأعلى”.
أضاف: “أنتم المستقبل المشرق ورواد الاستقامة والعدالة . أنتم أجيال السيد على خط الولاية بقيادة الإمام السيد علي الخامنئي”.
وأكد قاسم أن “السيد هو سيد شهداء الأمة، الذي كان يرعاكم من أجلكم أنتم لبناء العهد والعزم والأمل من أجل مستقبلكم لتتعرفوا على طريق الله طريق الحياة العزيزة والمجاهدين والشهداء وطريق السعادة في الدنيا والآخرة فتفوزوا فوزًا عظيمًا”.
وشدد قاسم على وجوب ان “يبقى الأمل الموعود والصادق بالمستقبل الأفضل ولو أحاطت بكم الزلازل والمصاعب من كل حدب وصوب، أنتم الثابتون على طاعة الله”.
وتابع : “أنتم على خيار المقاومة، ونحن نقصد بالمقاومة الأشمل والأوسع، فهي خيار تربوي ثقافي أخلاقي سياسي . المقاومة هي جهاد النفس والعدو وقوة إيمان وإرادة وموقف وصمود وعز واستقلال”.
ولفت الى أن “المقاومة خيار الشباب والشابات والرجال والنساء، وهي تربية على الأصالة وحب الوطن والدفاع عن الأهل والأحبة”، وقال: ”نرى فيكم الأنوار والعطاءات والتضحيات وخدمة المجتمع ونمو الشباب على قاعدة الاستقامة”.
وأوصى قاسم الكشفيين “بالإيمان الخالص لله وبر الوالدين والتحصيل الديني والعلمي وأن تكونوا من جند الإمام المهدي”، وقال :” لي الفخر أن أكون بينكم، أحبكم وأتمنى أن نكون معًا بانتظار إمامنا المهدي” .
Related Posts
القوى السّياسية تستعد للإنتخابات النّيابية وكأنّها حاصلة غداً!.. عبدالكافي الصمد
حصاد “″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الأحد
ضبط شحنة صواريخ "كورنيت" في القصير
غموض وحزن.. كيف استشهد الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي؟
هل ستصل أسعار الذهب إلى 10 آلاف دولار؟
The post وفاء للسيدين نصرالله وصفي الدين.. أضخم تجمع كشفي في المدينة الرياضية: “إنا على العهد” appeared first on .