أسدلَ الستار على بطولة الدرجة الثانية بكرة السلة، وتركَ نادي المتحد طرابلس بصمة إيجابية واضحة ستكبر مساحتها خلال الأشهر المقبلة إستعدادا لبلوغ الدرجة الأولى في الموسم المقبل، بعدما آثرت إدارة المتحد برئاسة أحمد الصفدي أن تغض الطرف عن خوض هذا الغمار الصعب خوفا من “دعسة ناقصة“ بفعل عدم القدرة على تجهيز فريق للدرجة الأولى بأجانبه ولاعبيه اللبنانيين يليق بطرابلس وأهلها في غضون أيام قليلة، خصوصا أن الادارة والمشجعين وأبناء المدينة يدركون بأن المتحد في الدرجة الأولى لا يمكن أن يكون لقمة سائغة، بل حصانا أسودا يحترم تاريخه وإنجازاته وهويته الطرابلسية التي فرضت نفسها على مدار سنوات طويلة في الملاعب.
لا شك في أن بطولة الدرجة الثانية لفتت الأنظار مجددا الى طرابلس من خلال المتحد الذي قدم بلاعبين طرابلسيين وشماليين معظمهم من خريجي أكاديميته للناشئين، آداء مميزا وأظهروا قوة وثباتا في الملعب وخبرة في إنهاء المباريات لمصلحتهم، تحت قيادة المدرب زياد مراد الذي بذل مجهودا كبيرا في إعداد فريق مؤهل بإرادته وإصراره وفنياته وتقنياته لبلوغ الدرجة الأولى، وهذا ما حصل بالفعل حيث كان المتحد قادرا على الدخول مجددا الى دوري الأضواء، وكان لديه فرصتين حقيقيتين الأولى أمام فريق البترون الذي فاز في السلسلة النهائية وبلغ الدرجة الأولى، والثانية في إمكانية اللعب “براج” مع التضامن حراجل، لكن إدارة المتحد التي رجحت العقل على العاطفة إعتذرت عن خوض السلسلة وآثرت التفرغ والاستعداد للعودة الى الدرجة الأولى في الموسم المقبل بفريق يكون على قدر المسؤولية وعلى مستوى طموحات أبناء طرابلس يستطيع مجاراة أقوى الأندية وتحقيق الانتصارات وإسعاد جمهوره الذي شكل خلال بطولة الدرجة الثانية الورقة الرابحة بمتابعته وتشجيعه سواء في ملعب المتحد أو من خلال المتابعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يضع إدارة المتحد أمام مسؤولية إضافية تتمثل في إرضاء جمهور طرابلس العريض التوّاق الى إستعادة هويته بكرة السلة.
لا شك في أن طرابلس تحتاج أكثر من أي وقت مضى الى فريقها المتحد الذي لم يتوان يوما عن رفع رأسها وكذلك عن رفع رأس لبنان في كل البطولات المحلية والعربية التي خاضها، لذلك فهي تتطلع الى أن يسير بخطى ثابتة إنطلاقا من اليوم وبإلتفاف كامل من مختلف المكونات الطرابلسية للوصول الى الهدف المنشود في الموسم المقبل لتجديد مسيرته في الدرجة الأولى، علما أن طرابلس كانت ولا تزال وستبقى ركنا أساسيا على خارطة كرة السلة اللبنانية التي تنتظر المتحد في دوري الأضواء، وهذا ما دفع رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة أكرم الحلبي الذي أبدى إعجابه الكبير بآداء لاعبي المتحد في بطولة الدرجة الثانيةالى دعوة مؤسسات طرابلس وأبنائها وأهلها الى دعمه للوصول الى الدرجة الأولى، كون ذلك يساعد في تنمية المدينة وتفعيل حضورها وحضور الداعمين حيث يمكن لكرة السلة بما تتمتع به من جماهيرية أن تقدم لهم الكثير.