2025- 10 - 07   |   بحث في الموقع  
logo الطوفان الذي غيَّر العالم!.. بقلم: د. عاصم عبد الرحمن logo عامان على طوفان الأقصى.. وأهداف نتنياهو بعيدة المنال!.. ديانا غسطين logo في وزارة الدفاع.. هذا ما حصل مع فضل شاكر اليوم logo فيديو عن السيد نصرالله.. روايات الأيام والساعات الأخيرة من حياته logo بالصورة: جادة نواف سلام؟ logo عبد المسيح يعلن دعم الدفاع المدني لمكافحة حرائق الكورة logo عن فضل شاكر.. معلومات جديدة تُكشف logo بالفيديو: احتفال بزفاف يتحوّل إلى حجز السيارات وتسطير محاضر ضبط
الطوفان الذي غيَّر العالم!.. بقلم: د. عاصم عبد الرحمن
2025-10-07 03:24:23

عامان مرَّا على اندلاع “طوفان الأقصى”، العملية التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول 2023، فهزّت الكيان الإسرائيلي وأشعلت حربًا مدمرة على غزة لم يشهد الشرق الأوسط مثلها منذ عقود. لكن بعد كل هذا الدمار والدماء، لم تستطع إسرائيل أن تحقق ما وعدت به: القضاء على حماس واستعادة الرهائن. وها هي اليوم تجد نفسها أمام خطة أميركية لوقف الحرب، ترتكز على موافقة حماس لا على استسلامها، وتربط إنهاء العمليات العسكرية بإعادة الأسرى وبدء إعادة الإعمار.


 


فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها، فيما انتصرت المقاومة بمعادلة البقاء والصمود. والطوفان لم يغيّر غزة وحدها، بل غيّر العالم من حولها: أسقط نظامًا، وكشف تناقضات، وأعاد تشكيل وعي عالمي جديد، وأنهى أسطورة “المظلومية الإسرائيلية” التي كانت السلاح الأخطر في يد تل أبيب.


 


فشل الحسم… وانتصار الصمود


 


في بداية الحرب، أعلن نتنياهو هدفه بوضوح: القضاء الكامل على حماس. لكن بعد عامين من القتال البري، والقصف الجوي، والعمليات الخاصة، ظلت الحركة قائمة، تحتفظ بالأسرى، وتفاوض من موقع الندية، وتفرض شروطها في أي اتفاق محتمل.


 


لم تعد إسرائيل قادرة على الاستمرار في حرب استنزاف طويلة، والجيش الأكثر تسليحًا في المنطقة بات عالقًا في مواجهة غير محسومة، فيما تتآكل الثقة بالقيادة السياسية داخل إسرائيل نفسها.


 


في المقابل، صمدت المقاومة تحت حصار خانق وقصف متواصل، ونجحت في الحفاظ على بنيتها القتالية والسياسية. وعندما تصبح موافقتها شرطًا لوقف الحرب، فذلك اعتراف عملي بوجودها ووزنها، حتى من خصومها. فالانتصار الحقيقي للمقاومة ليس إسقاط تل أبيب، بل إسقاط وهم الحسم العسكري الإسرائيلي.


 


وقف النار… مصلحة إسرائيلية لا إنسانية


 


تسوّق إسرائيل والإدارة الأميركية وقف إطلاق النار كخيار “إنساني”، لكن الحقيقة أنه مطلب إسرائيلي أولًا. فقد تآكلت قدرة الجيش على التقدّم، وارتفعت كلفة الحرب البشرية والاقتصادية، وتراجع الدعم الدولي تحت ضغط الشارع والرأي العام العالمي، وتصاعدت التحقيقات والاتهامات بالإبادة في المحاكم الدولية.


 


إنها هدنة اضطرارية لإنقاذ إسرائيل من مستنقع حربٍ لا أفق لها، وليست “سلامًا” يُمنح لغزة والفلسطينيين.


 


من “إرهابية” إلى “شريك تفاوضي”


 


يصرّ ترامب في خطته الجديدة على ضرورة موافقة حماس، ملوّحًا بالتصعيد إذا رفضت. لكن مجرد الإصرار على إشراكها في القرار يعني أن الولايات المتحدة تدرك أن الحل لا يُفرض بالقوة، وأن حماس أصبحت رقمًا سياسيًا صعبًا لا يمكن تجاوزه.


 


هذا المشهد يُعيد إلى الأذهان أوسلو وياسر عرفات: من زعيم وُصف بالإرهاب إلى شريكٍ يُوقّع اتفاق أوسلو في البيت الأبيض. فالتاريخ يعيد نفسه، والشرعية في الشرق الأوسط لا تُمنح بالكلمات، بل تُنتزع بالصمود والدم.


 


الطوفان العالمي… سقوط المظلومية الإسرائيلية


 


منذ قيامها، نجحت إسرائيل في تسويق نفسها كـ”ضحية” دائمة. لكن صور المجازر في غزة، والجثث تحت الأنقاض، والأطفال بلا مأوى، ونثر فتات الطعام جوًا، غيّرت الرواية جذريًا. مئات التظاهرات، آلاف الاعتصامات، مواقف جامعات ومنظمات وشخصيات عالمية، وحملات مقاطعة انتشرت في أنحاء العالم، الذي بدأ يرى الحقيقة: إسرائيل ليست الضحية… بل الجلاد.


 


انقلبت المعادلة الأخلاقية، وظهرت مظلومية الشعب الفلسطيني كحقيقة لا يمكن طمسها، حتى في قلب العواصم الغربية التي كانت تردّد دوماً خطاب الدفاع عن إسرائيل.


 


ولأول مرة منذ عقود، تواجه تل أبيب اتهامات بالإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، ويُفتح ملفها الحقوقي علنًا في الأمم المتحدة. لقد تغيّر الوعي العالمي، وصورة إسرائيل لم تعد كما كانت.


 


ارتدادات الطوفان الإقليمية


 


لم تتوقف آثار الحرب عند حدود غزة. فالطوفان فتح ملفات معلقة في الإقليم، وأسقط أقنعة عن أنظمة ومحاور طالما اختبأت وراء شعارات المقاومة:


 


1.سقوط نظام الأسد


 


النظام السوري الذي تاجر لعقود بورقة “الممانعة”، وجد نفسه خارج المشهد تمامًا. الدمار الاقتصادي، والعزلة السياسية، وفقدان السيطرة على القرار السيادي، جعلته الحلقة الأضعف، ليسقط في اليوم الحادي عشر من عملية “ردع العدوان” التي قادها الرئيس الحالي أحمد الشرع.


 


2.الحزب واستحقاق السلاح


 


على الجبهة اللبنانية، أدرك حزب الله أن الحرب في غزة غيّرت القواعد. الاشتباكات على الحدود لم تُكسبه شيئًا، والعالم اليوم يضغط بقوة لفرض نزع سلاحه أو دمجه في الجيش اللبناني، تمهيدًا لإعادة ترتيب البيت اللبناني، وهكذا وضع “طوفان الأقصى” سلاح الحزب على طاولة المساومات الدولية.


 


إيران… تناقض الخطاب والموقف


 


رغم شعاراتها الصاخبة بدعم المقاومة، امتنعت إيران عن التصويت لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة. موقفٌ كشف التناقض بين خطابها الأيديولوجي ومصالحها السياسية، وأظهر أن القضية الفلسطينية بالنسبة لطهران أداة تفاوض أكثر منها مبدأً ثابتًا.


 


مشهد جديد يتشكّل


 


بين فشل الحسم العسكري، وصمود المقاومة، وتغيّر المزاج العالمي، بدأت ملامح شرق أوسط جديد تتكوّن:


 


إسرائيل تخرج من الحرب مثقلة بالتهم والشكوك،


المقاومة الفلسطينية تكتسب شرعية دولية وشعبية غير مسبوقة،


أنظمة كانت تعيش على شعارات “الممانعة” تنهار،


والوعي العالمي يكتشف حقيقة الصراع بعيدًا عن الدعاية القديمة.


ربما لم تنتصر المقاومة الفلسطينية بالحسم العسكري التقليدي، لكنها انتصرت بمعنى التاريخ: صمدت، وفضحت، وغيّرت، وأجبرت العالم على النظر من جديد. أما إسرائيل، فتخرج من الحرب وهي تبحث عن وقف إطلاق نار بأي ثمن، تحت ضغط الداخل، والرأي العام العالمي، والمساءلة القانونية.


 


لقد بدأ عصر جديد، فيه تحوّلت غزة من مدينة محاصرة إلى بوصلة التغيير العالمي، وفيه اكتشف العالم أن من يُقصف اليوم، قد يفرض شروط الغد.


 



Related Posts

  1. عامان على طوفان الأقصى.. وأهداف نتنياهو بعيدة المنال!.. ديانا غسطين
  2. في وزارة الدفاع.. هذا ما حصل مع فضل شاكر اليوم
  3. فيديو عن السيد نصرالله.. روايات الأيام والساعات الأخيرة من حياته


 


The post الطوفان الذي غيَّر العالم!.. بقلم: د. عاصم عبد الرحمن appeared first on .




موقع سفير الشمال الإلكتروني



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBAANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top