عامان على “السابع من اكتوبر”، ذاك اليوم الذي اصاب كيان الاحتلال الاسرائيلي في الصميم، موقعاً سكانه بين قتلى واسرى، اثر العملية العسكرية التي قامت بها حركة حماس تحت اسم “طوفان الاقصى”.
بيد ان ما اعتبر يوماً عظيماً للمقاومة الفلسطينية، عاد ليتحول في اليوم التالي الى سواد لف حياة الفلسطينيين لا سيما سكان قطاع غزة، بسبب الحرب التي شنها جيش العدو الاسرائيلي عليهم مكثفاً من غاراته الجوية وقصف الطائرات الحربية ما ادى الى استشهاد ما يفوق الخمسة وستين الف شخص وجرح اكثر من مئة وستين الفاً آخرين. هذا وذكرت الامم المتحدة بأن حوالي 90% من مباني القطاع قد دمرت بالكامل او تضررت جزئياً فيما المجاعة مستشرية بحدة بعد الحصار الذي فرضه الجيش الاسرائيلي مانعاً وصول المساعدات الغذائية والطبية الى داخل القطاع، وقد نتج عن سياسة التجويع الاسرائيلية مقتل 460 شخصاً من بينهم 154 طفلاً. ناهيك عن النزوح الذي نتج عن الحرب داخل القطاع ويقارب عدد النازحين المليوني شخصاً.
واليوم، بعد سنتين على طوفان الاقصى، والذي تجلّت من خلاله قوة صمود الفلسطينيين وعزمهم على استرجاع ارضهم مهما بلغت التضحيات والاثمان، جاء اعتراف الدول الاوروبية والغربية بدولة فلسطين، ليعيد البوصلة العالمية الى القضية الحق، لما تحمله هذه الخطوة من ثقل سياسي ورمزي، اذ ادت الى وضع فلسطين واسرائيل على قدم واحدة من المساواة قانونياً ودولياً.
على صعيد متصل، ورغم شراسة الحرب التي تعرض لها الفلسطينيون على مدار عامين، الا انه وحتى الساعة، لم يتمكن رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورغم كل الدعم الدولي الذي كان يتمتع به، من تحقيق اهدافه الا بشكل جزئي. اذ لم يستطع الجيش الاسرائيلي سوى تحرير ثمانية رهائن من اصل 251 موجودين لدى حماس، فيما افرجت الحركة عن 140 آخرين وبعض الجثث، مقابل اطلاق سراح عدد من الاسرى الفلسطينيين المحتجزين لدى تل ابيب. ولا يزال لدى حماس 47 اسرائيلياً يتوقع ان يكون 20 منهم على قيد الحياة فقط، هذا لجهة هدف استعادة الاسرى.
اما الهدفان الآخران اللذان وضعهما نتنياهو نصب عينيه وهما القضاء على حركة حماس، ومنع أي تهديد مستقبلي لإسرائيل يمكن أن يخرج من غزة، لم يتحقق منهما الكثير حتى الساعة، فحركة حماس لا تزال موجودة وهي اليوم تناقش مع الوسطاء في مصر التعديلات على بنود خطة الرئيس الاميركي دونالد ترامب لوقف الحرب، والتي كانت قد اعلنت موافقتها المبدئية عليها يوم السبت الماضي. اضف الى انه ورغم الاجرام المتنامي للاسرائيليين الا انهم لن يتمكنوا من قتل الروح المقاومة لدى الفلسطينيين ما يعني ان الخطر سيبقى يتهدد نتنياهو في كل لحظة.
اذاً، هي حرب السنتين التي ظنها بنيامين نتنياهو لعبة، فتحولت الى جحيم احرقه في الداخل الاسرائيلي مشعلاً حكومته تظاهرات كبيرة ومقسماً الرأي العام الاسرائيلي الى موال ومعارض بعد ان كان كله صفاً واحداً. كل هذا لان المعتدى عليه هو “فلسطين” قبلة العرب المسيحيين والمسلمين دائماً وابداً، كانت وستبقى حرّة، ابيّة، وعربية.
The post عامان على طوفان الأقصى.. وأهداف نتنياهو بعيدة المنال!.. ديانا غسطين appeared first on .
كلمات دلالية: الى الاسرائيلي نتنياهو الفلسطينيين حماس ان لدى الحرب |