أثارت تسريبات متداولة في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية، حول إقالة رنا الساحلي من موقعها كمنسقة في وحدة العلاقات الإعلامية في "حزب الله"، موجة واسعة من الاسئلة حول أسباب هذه الخطوة، في وقت لم يصدر أي بيان رسمي عن الوحدة يؤكد أو ينفي هذه التسريبات.
واكدت مصادر مطلعة، أن الساحلي تم إعفاؤها من مهامها كمنسقة مع الإعلام، وليس إقالتها من العلاقات الإعلامية التي تعمل فيها منذ نحو عشرين عاماً. كما تحدثت المصادر عن إعفاء اخرين من مواقعهم في المكتب ضمن خطة إعادة ترتيب العمل وإعادة هيكلة المهام، وهو ما تم اثباته بتوزيع أرقام هواتف جديدة للتواصل مع العلاقات الإعلامية، من بينها رقم مخصص للتنسيق مع الإعلام العربي وآخر للتنسيق مع الإعلام الأجنبي.
وبرز اسم الساحلي خلال السنوات الماضية من خلال علاقتها مع الإعلام، وانطلاقاً من تنسيقها معهم. وارتبط اسمها باسم مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف. ويرى جمهور الحزب، أنها من الشخصيات التي ضحت وعملت خلال الحرب الماضية تحت القصف والنار.
وأدت التسريبات إلى تباين في المواقف داخل الوسط الإعلامي، وانسحب الجدل أيضاً على الإعلاميين والناشطين المحسوبين على "حزب الله". فبينما عبر عدد منهم عن تضامنهم مع الساحلي، برز فريق آخر رفض انتقاد القرار، معتبراً أن ما يجري يمثل تدخلاً غير مقبول في الشؤون الداخلية للحزب.
هذا الفريق شدد على أن قرارات التعيين أو الإعفاء هي شأن تنظيمي بحت، وأنها تصدر عن القيادة انطلاقاً من تقديرها لمصلحة الحزب وخياراته، وبالتالي لا تحتاج إلى تبرير أو شرح للرأي العام. وأكد هؤلاء أن المطلوب هو الالتزام بهذه القرارات باعتبارها تعبر عن حكمة القيادة ومصلحتها العليا.
وبحسب هذه المصادر ، فإن وحدة العلاقات الإعلامية تشهد حالياً ترتيبات تنظيمية داخلية، حيث باشر مسؤول الوحدة الدكتور يوسف الزين إدخال تعديلات على الهيكلية. وأشارت المعلومات إلى أن هذه الخطوات شملت إعفاء الساحلي من مهامها الحالية على أن تكلف بمهام أخرى، ربما يعلن عنها تبعاً لخصوصية الموقع، سواء في إطار وحدة العلاقات الإعلامية أو في وحدات وملفات أخرى داخل "حزب الله"، وذلك تبعاً لاختصاصها وخبراتها.
كما تضمنت الإجراءات اعتماد آلية جديدة للتواصل، عبر إنشاء "call center" يضم ثلاثة أرقام هاتفية وعنوان بريد إلكتروني تعمل على مدار الساعة، بما يتيح للصحافيين والجهات السياسية التواصل مباشرة مع الوحدة، في إطار تطوير العمل المؤسسي وتخفيف الضغط عن شخص واحد، حسبما قالت المصادر المواكبة للتحولات الجديدة.
وفي آذار/مارس الماضي، كرمت الساحلي خلال إفطار تكريمي حضره نائب رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" الوزير السابق محمود قماطي، إلى جانب شخصيات إعلامية ونقابية، حيث جرى التوقف عند دورها في خدمة "الإعلام المقاوم" ووقوفها إلى جانب الصحافيين في محطات صعبة.
ووجهت الساحلي عقب انتشار التسريبات والتفاعلات رسالة إلى الإعلاميين، شكرت فيها كل من عبر عن دعمه، مؤكدة التزامها بخطها الإعلامي وبالعمل في خدمة المقاومة من أي موقع كانت فيه.
ومن الواضح، وبحسب ما نشرت الساحلي من رسالة، أن تفكيك مضمونها وقراءتها يشير إلى أنها أعفيت فعلاً من المهام التي كانت تتابعها سابقاً، لكنها شددت في الوقت نفسه على أنها ما زالت ضمن جسم "حزب الله" وأنها جاهزة للبقاء في خدمة الحزب. وهو ما يعزز ما ورد في التسريبات وما أفادت به مصادر "المدن" حول إعفائها من مهامها السابقة وتكليفها بمهام أخرى.