ترأس متروبوليت بيروتوتوابعها المطران الياس عودة قداس عيد رفع الصليب في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت، بحضور حشد من المؤمنين.
بعد تلاوة الإنجيل، ألقى المطران عظة مطولة قال فيها: “إذ نحتفل اليوم بعيد رفع الصليب الكريم المحيي، نتأمل في سر عظيم أعلنه الرسول بولس عندما قال: “إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله”. وأوضح أن الصليب، الذي كان في نظر البشر ضعفًا وعارًا، تحوّل بالإيمان المسيحي إلى مجد وقوة وحياة.
واستشهد المطران عودة بأقوال آباء الكنيسة، مثل القديس يوحنا الذهبي الفم والقديس أثناسيوس الكبير، ليبيّن كيف أن الله حوّل أداة إعدام إلى تاج كرامة، وكيف أن المسيح قدّم نفسه على الصليب ليبطل حكم الموت ويعيد البشرية إلى عدم الفساد.
وأضاف: “ذكرى رفع الصليب هي إعلان متجدد أن الصليب لم يعد أداة موت، بل صار شجرة حياة جديدة تشع بالنور على الخليقة. الكنيسة لا تحتفل بألم وحزن، بل بانتصار وفرح”. واعتبر أن الصليب ليس شعارًا خارجيًا نعلقه على صدورنا، بل حياة نعيشها في التواضع والمحبة والغفران.
وتوقف المطران عودة عند واقع لبنان، منتقدًا “أنانية أبنائه وجشع حكامه وتفرد بعض أحزابه”، داعيًا إياهم إلى استلهام معنى الصليب في التضحية والبذل من أجل الآخرين. وختم قائلاً: “دعوتنا اليوم أن نتعلم كيف نقيس كل أمورنا بمقياس الصليب، فنرفض الكبرياء ونطلب التواضع، ونهرب من الكراهية لنحيا في المحبة، فنصير حقًا أبناء القيامة“.