ما زالت العلاقة اللبنانية- السورية موضع اهتمام البلدين وبرعاية خليجية، وتحديداً من المملكة العربية السعودية التي تشكل المظلة لإعادة تمتين الأجواء بين بيروت ودمشق، والتي لم تصل بعد سقوط نظام بشار الأسد إلى ما كان يتوقعه البعض، لا بل تفاقمت المشاكل حول بعض النقاط لاسيما موضوع المحتجزين السوريين في السجون اللبنانية، إلى المعابر والنازحين وأمور عديدة شكلت فتوراًعلى صعيد هذه العلاقة، لكن شهدت في الآونة الأخيرة إيجابيات يمكن البناء عليها بعد التدخل السعودي المباشر وزيارة وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى إلى الرياض ولقائه بوزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان.
اللافت زيارة وفد لبناني إلى سوريا ضم ممثلين عن وزارة العدل ومسؤولين أمنيين لمتابعة موضوع المعتقلين وفق المعلومات الموثوقة، حيث تركز دمشق على هذه الناحية والتي أخذت في بعض المحطات بعداً ليس تهديدياً، إنما سلبياً، وقيل يومها ثمة حشود على الحدود اللبنانية - السورية من أجل إطلاق المعتقلين، وإن بالغ البعض في هذه المسألة.
وفي السياق عينيه، فإن مدير عام الأمن العام اللواء حسن شقير، يقوم بدور كبير بعيداً عن الأضواء والإعلام من خلال المواكبة والمتابعة للملف اللبناني- السوري، إلى المعابر حيث جرى ضبطها، والأمور تسير بخطى ثابتة بانتظار اللقاء الثاني الذي سيعقد في بيروت.
توازياً، تشير مصادر مواكبة لهذا الملف، إلى أن الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان سيبحث موضوع العلاقة اللبنانية - السورية خلال زيارته إلى بيروت، ولاسيما العنوان الأبرز وهو ترسيم الحدود البرية بين البلدين وكل الأمور العالقة، وبمعنى أوضح هناك إصرار سعودي للوصول إلى نتائج إيجابية، إذ وفق المعطيات الدبلوماسية ثمة مؤشرات حول الإسراع لتعيين سفير لبناني في سوريا، وكذلك دمشق تتجه لتعيين سفير لها في بيروت، ما يسهل كيفية التعاطي الديبلوماسي.
في إطار العلاقات الندّية بين البلدين، بحيث ثمة قائم بالأعمال في السفارة اللبنانية في سوريا يواكب ويتابع المسائل الدبلوماسية وكل ما يرتبط بالسفارة بصلة.
قالت مصادر حكومية بارزة أن رئيس الحكومة أوكل هذا الملف إلى نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري، وثمة لقاء قريب سيحصل في دمشق لبحث قضية المفقودين اللبنانيين في السجون السورية، والموقوفين السوريين في السجون اللبنانية، إلى كل ما يختص بهذه العلاقة، وأن وزير العدل عادل نصار يتابع الموضوع وشكلت لجان لهذه الغاية، من أجل الإسراع في إنجاز كل هذه الخطوات، والأمور تسير بإيجابية وضمن الأهداف المرسومة، على أن تتفاعل في الأيام القليلة المقبلة لتتابع العناوين الأخرى وتحديداً الترسيم البري الذي يحتاج إلى جهود من البلدين، وبإشراف ومواكبة ورعاية سعودية.
ويبقى أخيراً وفق المتابعين لموضوع العلاقة بين بيروت ودمشق، أن ورقة براك يجري الأخذ بها لاسيما أنها أساسية، دون إغفال أن الموفد الأميركي وخلال الزيارتين الأخيرتين إلى لبنان، وصل قادماً من دمشق حيث عرض لموضوع العلاقة بين لبنان وسوريا والورقة التي تقدم بها، وعلى هذه الخلفية فالحكومة اللبنانية تأخذ بها، وبالتالي ثمة ارتياح أميركي للدعم السعودي أو الرعاية للملف اللبناني- السوري، لذلك تعالج النقاط العالقة حالياً، خصوصاً قضية الموقوفين، لما له من بعد أمني، دون إغفال أن الترسيم البري وملكية مزارع شبعا قد تكون من النقاط العالقة والتي سيعمل عليها لاحقاً.
The post برعاية سعودية.. مؤشرات على تحريك العلاقة اللبنانية-السورية appeared first on Lebtalks.