بالاجماع، جدد مجلس الامن الدولي ولاية قوات حفظ الطوارئ الدولية حتى نهاية العام ٢٠٢٦، على ان تنسحب القوات من لبنان بعد ذلك. وقد جاء القرار في لحظة تُعد مفصلية كون الشرق الأوسط بأكمله يغلي على صفيح ساخن من جراء الاحداث والتطورات السياسية والعسكرية.
غير ان القرار الاممي وان لاقى ترحيباً داخلياً على مختلف الأصعدة، الا انه شرّع الباب امام أسئلة عديدة أهمها، ماذا بعد إتمام قوات اليونيفيل انسحابها واي مصير سيكون للجنوب اللبناني؟
في السياق، يذكّر الخبير في القانون الدولي الدكتور حسن جوني، أنه بالطبيعة القانونية لليونيفيل والتي تعتبر هيئة فرعية تابعة لمجلس الامن انشئت على أساس المادة ٢٩ من الميثاق والتي تسمح له بإنشاء هيئات فرعية.
وقد جاءت اليونيفيل في الاساس بعد حرب ال ١٩٧٢ ولم تكن قوات رادعة وكان دورها يقتصر على المراقبة وعمليا الدفاع عن نفسها.
واذ يشير جوني الى اننا “نعيش ظروفاً صعبة جداً ولا يكفي ان تبقى مهمة اليونيفيل كما كانت، اي ان تبقى قوات مراقبة تعد وتسجل الانتهاكات الاسرائيلية للقرارات الاممية والتي فاق عددها ٣٥ ألف خرق منذ اعلان القرار ١٧٠١”، يرى ان “لبنان وان اعتبر منتهكاً للقرار بفعل عمليات المقاومة، الا ان هذه المقاومة مشرعة في القانون الدولي، وفي اتفاقية جنيف الثالثة، وهناك عدوان اسرائيلي واضح على الارض اللبنانية”.
ويضيف: “المقاومة في لبنان تتميز عن باقي المقاومات بأنها لا تقوم فقط بتحرير الارض انما ايضا بالدفاع عن هذه الارض”.
ويعتبر جوني ان “التمديد لليونيفيل امر ايجابي كون تقاريرها عن الانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية تساهم في ادانة اسرائيل امام مختلف هيئات الامم المتحدة رغم الفيتو الاميركي، مؤكدا ان اليونيفيل باتت تشكل عبئاً على اسرائيل التي لا تريد اي شاهد على ما تقترفه من جرائم وفظائع”.
في سياق متصل، لا يرى الخبير في القانون الدولي ان “سيناريو انسحاب اليونيفيل حقيقة” ويعتبر ان ذلك “سيسجل على العالم عملية خطيرة جدا في حال اجتاحت اسرائيل لبنان”.
واذ يعيد التذكير بما حصل مع القوات المتعددة الجنسيات التي جاءت الى لبنان عام ١٩٨٢، ووقعت مجزرة صبرا وشاتيلا غداة انسحابها من بيروت، ما طرح علامات استفهام كبيرة جدا عن العلاقة بين انسحاب هذه القوات ووقوع المجزرة واحتلال بيروت لا زال صداها يتردد الى الآن.
ويتابع الدكتور جوني: “وجود قوات اليونيفيل هو لمصلحة لبنان لكونها رقيب وشاهد على العدوان الاسرائيلي، وان كانت لا تستطيع منع العدوان او فرض السلام في المنطقة، غير ان انسحابها سيكون خطراً على لبنان “.
اذاً، جاء التمديد لقوات اليونيفيل لصالح لبنان وان كان لفترة محدودة، ما يعني ان الدولة باتت امام تحدّ جديد هو تسليح الجيش اللبناني وتمكينه من اجل ان يصبح قادراً على ملء الفراغ الذي ستخلفه قوات اليونيفيل وحماية الجنوب واهله. فهل ستكون على قدر التحدي ام ان اسرائيل ستنجح في اجتياح الجنوب؟..
The post تجديد ولاية اليونيفيل يضع الحكومة أمام تحدٍ كبير!.. ديانا غسطين appeared first on .