في زمن السرعة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت الإشاعة أقوى من الحقيقة أحياناً، يكفي أن تُكتب جملة على صفحة مجهولة المصدر، أو أن يُتداول خبر من دون تدقيق، حتى تتحوّل إلى “واقع” في نظر كثيرين، وتبدأ سلسلة التفاعل التي قد تسيء إلى أشخاص أو مؤسسات، وتزرع الشكوك في المجتمع.
هذا ما حصل مؤخراً مع بلدية أرده قضاء زغرتا في ما خص ازالة حاجز التبرعات التابع لجهاز الطوارئ والاغاثة، إذ اكتسح الخبر منصات التواصل الاجتماعي بمعلومات مغلوطة ما أثار بلبلة بين الأهالي، ودفع البعض إلى التساؤل عن خلفيات الموضوع الذي كاد ان يأخذ منحى طائفياً بفعل الكثير من الاشاعات والتحليلات ومنصات التواصل التي تنطحت لتضخيم الحادثة التي تبين انها محض ادارية وان البلدية فوجئت بهذا التضخيم لاسيما ان من يعرف رئيس بلدية ارده العميد المتقاعد ميلاد صليبا وسنوات خدماته العسكرية يعلم ان هذا التصرف ليس من شيمه وان كل ما في الامر ان الحاجز اقيم من دون اذن رسمي اسوة باي نشاط ميداني على الطرقات العامة ومن دون اعلام البلدية بإقامته.
رئيس بلدية ارده الذي فوجىء بكم الاشاعات اكد انه يحترم الاعلام الموضوعي ونقل الحقيقة كاملة ولكن استغلال بعض المنصات للامر وتصويره كأنه اعتداء على الانسانية وتمييز بين ابناء المنطقة محاولات بائسة لتشويه صورة البلدة واهلها السباقين في دعم كل مبادرة انسانية لا يجوز ولا يمكن تقبله.
واكد العميد صليبا ان دور البلدية خدمة الناس لا التورط في ما قد يثير حساسيات “لاسيما اننا نحترم كل جمعية او مؤسسة تعمل لخدمة الانسان”، داعياً الى عدم الانجرار وراء الاشاعات التي تسيء لسمعة البلدية والبلدة واهلها الذين يشكلون رأس حربة في التضامن والتكافل الانساني انما تحت سقف القانون والنظام.
هذه الحادثة تعكس حجم الخطر الذي قد تسببه الإشاعة في مجتمع صغير ومتداخل فهي لا تكتفي بتشويه صورة مؤسسة عامة كبلدية أرده، بل تهدد الثقة المتبادلة بين أبناء البلدة والبلدات المجاورة ما يهدد السلم الاهلي.
من هنا، يمكن القول إن حادثة “حاجز التبرعات” في أرده ليست سوى مثال حي على ضرورة التثبت من أي خبر قبل نشره وتداوله لان الإشاعات ابواق فتنة، ولا يمكن مواجهتها الا بالوعي والصدق كي لا تتحول إلى سيف مسلط على الرقاب.
موقع سفير الشمال الإلكتروني