نظمت رعية إهدن– زغرتا لقاء أخويا بعنوان: “الوحدة والتضامن: طريقنا نحو مجتمع إهدني قوي”، في قاعة كنيسة مار شربل – إهدن، لمناسبة إطلاق “الاتحاد المسيحي الإهدني”، بمشاركة فاعليات سياسية ودينية من رهبان وراهبات تجمع الإكليروس الإهدني، إلى جانب ممثلين عن الجمعيات والحركات الرسولية والأخويات وحشد من المؤمنين.
وافتتح اللقاء بالصلاة مع مرافقة موسيقية أدتها ماريان بشارة، وتلاه النشيد الوطني ونشيد رعية إهدن– زغرتا، ثم كلمة ترحيبية ألقتها الإعلامية ماريان دحدح.
يهدف الاتحاد المسيحي الإهدني إلى توسيع دائرة أعضائه لتشمل الكهنة والرهبان والعلمانيين المؤهلين لخدمة الكنيسة والمجتمع، ويعمل على: تعزيز التعارف والتواصل بين أبناء إهدن في لبنانوالانتشار. دعم المؤسسات التربوية والصحية والاجتماعية، بخاصة المستشفيات والمستوصفات الخيرية. تشجيع الدعوات الكهنوتية والرهبانية. حماية البيئة والأرض كـ”بيت مشترك”. تعزيز السياحة الدينية وصون التراث الإهدني وتوثيقه، وتنظيم مؤتمرات ولقاءات دورية لتقوية روابط المحبة والانتماء.
نفاع
وألقى المطران جوزيف نفاع كلمة بعنوان: “رعية إهدن–زغرتا نموذج في التعاون بين المكرسين والعلمانيين في نشر رسالة الإنجيل ورسالة المحبة”. وأكد أن “انطلاقة الاتحاد المسيحي الإهدني تشكل امتدادا لاتحاد الإكليروس الإهدني الذي خدم إهدن وزغرتا لسنوات طويلة، وهي دعوة إلى شراكة حقيقية بين المكرسين والعلمانيين”. وقال: “الكنيسة ليست حجارة صامتة، بل جماعة المؤمنين المجتمعين على قلب واحد. فلا أسقف من دون شعب، ولا إنجاز من دون مشاركة جماعية”.
وشدد على “أهمية دور العلمانيين في ثلاثة مجالات أساسية: نقل الإيمان إلى الأجيال عبر التربية والرعية بما يرسخ علاقة حية مع المسيح. تجسيد الإيمان بالمحبة العملية من خلال خدمة المحتاجين كما يظهر في مؤسسات الرعية، مستشفى سيدة زغرتا الجامعي وكاريتاس. المشاركة في اتخاذ القرار ومواجهة تحديات العصر وفرصه، إذ لا تقع المسؤولية على المكرّسين وحدهم.
وختم مؤكداً أن “الاتحاد المسيحي الإهدني هو واحة للتفكير والعمل المشترك، يقرأ علامات الأزمنة ليبقى الصليب مشعا في القلوب وحيا في حياة الأجيال، وتبقى إهدن–زغرتا أرض إيمان ومنبت قديسين وكنزا ثمينا ورثناه من الأجداد، علينا أن نصونه وننميه”.
دويهي
ثم ألقى رئيس بلدية زغرتا – إهدن بيار دويهي كلمة بعنوان: “ضرورة التضامن والتعاون في تطوير الحياة الاجتماعية والبيئية والصحية”.شدد في مستهلها على أن “إطلاق الاتحاد المسيحي الإهدني يعد محطة مفصلية في تاريخ إهدن، تقوم على قيمة أساسية هي التضامن من أجل نهضتها حاضرا ومستقبلا”. وأوضح أن أبناء إهدن عرفوا عبر التاريخ بكرمهم وضيافتهم، إلا أن التحديات اليوم كبيرة في ظل غياب الدولة وتقصير مؤسساتها، ما يفرض على الأهالي المبادرة وسد الثغرات بالعمل والمسؤولية المشتركة.
وأشار إلى أن “التضامن لا يقتصر على المال، بل يشمل الوقت والخبرة وكل جهد يسهم في بناء المجتمع وصون الأرض”، كما أشاد بدور الإكليروس الإهدني من كهنة وراهبات ومكرسين الذين خدموا الناس بإيمان وحافظوا على تماسك العائلات والمجتمع، مؤكدا أن “تأسيس الاتحاد يكمل هذا الدور من خلال إشراك العلمانيين، لتبقى الكنيسة صمّام الأمان ومركز اللقاء بين مكوّنات المجتم”.
وختم بالقول: “ما نملكه اليوم هو ثمرة تضحيات الأجداد، ومسؤوليتنا أن نكون أوفياء لهم ونكمل المسيرة معا. فخدمة إهدن شرف، والحفاظ عليها أمانة، والنهوض بها رسالة دائمة”.
يمين
وتلت ذلك كلمة الأديب محسن إدمون يمين الذي تناول الدور الكهنوتي للمكرسين والمكرسات في رعية إهدن– زغرتا، مشيرا إلى أن “الحديث عن هذا الدور يتطلب وقفة تأمل عميقة، إذ إنهم كرسوا حياتهم لله وساهموا بجهودهم الروحية والزمنية في تعزيز الإيمان وتنمية الحياة المجتمعية، فكانوا على الدوام حافزا للصلاة والعمل والخدمة”.
وأكد أن “هذه الجهود المتنوعة تستحق كل التقدير، مع رفع الدعاء بالرحمة لراحة أنفس الراحلين منهم، وبالصحة والتوفيق لمن ما زال يواصل رسالته في خدمة الكنيسة والمجتمع”.
وسلط إدمون الضوء على مساهماتهم في مجالات متعددة منها: بناء المدارس والمراكز الاجتماعية والصحية، إطلاق الفرق الموسيقية والثقافية، تطوير البنى التحتية للمؤسسات الدينية والمجتمعية، رعاية الشباب وتعليم الدين، تنظيم النشاطات الثقافية والاجتماعية، إلى جانب دعم الكنيسة المحلية والكنائس في الانتشار وتعزيز روح الجماعة بين المؤمنين. كما تناول دور الراهبات في تأسيس المدارس والمراكز التربوية والاجتماعية، ونشر الثقافة والقيم الدينية، والمساهمة في تطوير المجتمع وتعليم الفتيات.
دحدح
بعد ذلك، ألقى جايمس دحدح كلمة باسم جمعية “بطل لبنان يوسف بك كرم الزغرتاوية في سيدني”، فأكد أن “الاتحاد المسيحي الإهدني يقوي عظام وطننا في لبنان والانتشار”، مستعرضا نشاطات الجمعية في أستراليا: لقاءات للجالية، حفلات ونزهات، قداديس، عشاءات خيرية، ومنشورات تعنى بسيرة البطل يوسف بك كرم والبطريرك الدويهي”.
وأوضح أن الجمعية تولي اهتماماً خاصاً بالشباب للحفاظ على صلتهم بوطنهم الأم. كما جدد دعم الجمعية الكامل لرؤية الاتحاد وأهدافه السامية، موجها الشكر للجهود المبذولة في إطار الاحتفال بتطويب البطريرك اسطفان الدويهي، ومعربا عن الأمل بأن يأتي اليوم الذي يعلن فيه البطريرك قديسا، والبطل يوسف بك كرم مكرماً.
فرنجية
وأكد المونسنيور اسطفان فرنجية “التزام الاتحاد المسيحي الإهدني بدعم قضية تطويب البطريرك الدويهي عبر النشاطات والاحتفالات”، مهنئا في الوقت نفسه جورج معراوي بتعيينه مديرا عاما في وزارة المالية، ومرحبا بسفيرة لبنان في فنزويلا نسرين كرم وعائلتها”، معبرا عن “اعتزازه بكل من يرفع اسم المنطقة عاليا في مجالات الخدمة العامة”.
وختم بالقول: “نعلن أن حضور المسيح هو مصدر قوتنا ورجائنا، وأن الاتحاد المسيحي في إهدن ليس مجرد إطار تنظيمي، بل هو مسيرة حياة تقوم على العطاء والوحدة، وعلامة رجاء لأهلنا في الوطن والانتشار”.
تخلل اللقاء عرض وثائقيات حول تطويب البطريرك الدويهي وتأسيس مؤسسة “يوسف بك كرم”، إضافة إلى إشادات بجهود باحثين ونواد ومؤسسات ثقافية ورياضية وإعلامية. واختتم الحفل بمأدبة غذاء عبّرت عن روح الضيافة الإهدنية الأصيلة.
وشكل اللقاء خطوة جديدة نحو تعزيز الوحدة بين أبناء إهدن – زغرتا في الوطن والانتشار، والتأكيد على أن “التضامن والعمل المشترك هما السبيل للحفاظ على الإرث الروحي والاجتماعي والتاريخي وتنميته للأجيال القادمة“.