مقدمة تلفزيون “أن بي أن”
تطايرت التقارير والتوقعات والتسريبات ضاربة خبط عشواء في فضاء الرد الإسرائيلي على بنود الورقة الأميركية التي أقرتها الحكومة اللبنانية. بعضها تحدث عن انفتاح إسرائيلي على الورقة وبعضها الآخر عن موافقة على بعض البنود ورفضٍ لأخرى وبعضها الثالث عن عدم تقديم ردّ أصلاً. ورغم عِلم الجميع بمناورات العدو الإسرائيلي ومراوغاته ومماطلاته فإنه “عند جهينة الخبر اليقين”. وجهينة في هذه الحال يتقمَّصُها الأميركيان توم براك ومورغان أورتيغوس اللذان يفترض أن يحسما هذا التضارب خلال زيارتهما بيروت الأسبوع المقبل.
ومن باب المناورات والمراوغات كان الإتهام الإسرائيلي في مضمونه وتوقيته لضابط في الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله بإخفاء حادثة قتل جندي إيرلندي في العاقبية عام 2022. لكن سرعان ما صدر دحضٌ لبناني وأممي لهذه المزاعم التي ساقها جيش الإحتلال إذ نفتها قيادة الجيش اللبناني وأكدت أن الضابط المذكور أدى دوراً مهماً في التنسيق مع القوة الدولية وكشف ملابسات الحادثة. كذلك أكدت اليونيفيل أن ليس لديها أي معلومة تتعلق بالتقرير الإسرائيلي مشيرة إلى أنها قدمت دعمها الكامل للسلطات في لبنان وإيرلندا في إجراءاتهما القضائية الخاصة بمقتل الجندي شون روني.
في شأنٍ آخر يتصل بمصير اليونيفيل أظهرت وقائع الساعات الأخيرة مراوحة التمديد لهذه القوات بين مدٍ وجَزْر على مستوى أعضاء مجلس الأمن الدولي. وتسبَّب استمرار التجاذبات الدولية في إرجاء جلسة المجلس التي كانت مقررة الإثنين المقبل إلى الأربعاء أو الجمعة فهل تنجح المشاورات في تذليل العقبات فتمهد الطريق أمام التصويت؟ّ.
****************
مقدمة تلفزيون “أم تي في”
في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة واربعين عاماً، انتُخب بشير الجميل لا مجرّدَ رئيسٍ للجمهورية، بل كمشروعٍ لنقل البلاد من دولة المزرعة الى الوطن الواحد المستقر. واليوم، وبعد 43 عاماً، تبدو الدولة اللبنانية أمام فرصة تاريخية لتخطو خطوة فعلية في هذا الاتجاه، حيث حصرية السلاح بيدها، وقرار الحرب والسلم بيدها، وسلوك مسار التعافي واستعادة الثقتين المحلية والدولية بها، بيدها أيضاً. فهل ستترجِم الآمال والتطلعات واقعاً؟ وهل تَبْلُغ الدولة ولو متأخّرة سن الرشد لتضمن ديمومة استقرارها وسيادتها والمستقبل الأفضل لجميع أبنائها؟
في هذا الوقت، يقترب عداد الأيام من نهاية آب، وهو الموعد الذي حدده مجلس الوزراء للجيش اللبناني لتقديم خطّته العملية لحصرية السلاح. وهنا أيضاً سؤال : هل سيتم احترام المهل على هذا الصعيد؟ وكيف ووفق أي خريطة طريق وتداعيات؟
الإجابةُ طبعاً رهن ما ستحمله الأيام المقبلة على وقع عودة الموفد الأميركي توم برّاك مع مورغان أورتاغوس، ومعهما الرد الاسرائيلي المنتظر على الورقة الأميركية، في إطار سياسة الخطوة مقابل خطوة بين بيروت وتل أبيب. وقد سبقت ذلك حركة مستمرة للموفدين الرئاسيين في اتجاه حزب الله وعين التينة لتهيئة الأجواء للآليات التطبيقية.
ملف آخر متداخل مع الحراك السياسي والدبلوماسي الدائر هو مصير اليونيفيل. وبينما كان من المرتقب انعقاد جلسة مجلس الأمن مطلع الأسبوع المقبل، جاء الإرجاء الى موعد لاحق ليؤشّر الى أن الملف لا يزال يحتاج الى مزيد من النقاشات في الكواليس، قبل طرحه على طاولة البت.
****************
مقدمة تلفزيون “المنار”
على قارعةِ الانتظارِ تقفَ جوقةُ “برّاك” اللبنانية، على املِ ان يعودَ الموفدُ الاميركيُ ومرافقوهُ ولو بفُتاتِ موقفٍ صهيوني، ليَبنُوا عليه موائدَ انتصاراتِ التَرسانةِ الدبلوماسية، التي تواصلُ بادائها اليوميِّ القضاءَ على السيادةِ اللبنانية..
ومع افلاسِ اوراقِهم وحججِهم ومنطقِهم بوجهِ اهلِ بلدِهم الذين يُقَتَّلُونَ كلَ يومٍ بالعدوانيةِ الصهيونيةِ الاميركية، بدأت اقلامُهم تكتبُ على اوراقِهم الباليةِ اُمنيّاتِهم على شكلِ معلومات، بان يتعهدَ نتنياهو ولو بتخفيفِ اعتداءاتِه – وليس توقيفَها – او ان يُزَحْزِحَ آلياتِه من بعضِ النقاطِ التي يحتلُها في لبنانَ لكي يترجموها هم كبدايةِ انسحاب، فيقدِّمُوها خطوةً ايجابيةً من تل ابيب، فيزحفوا للتهليلِ ثُم التسويقِ لمزيدٍ من الخطواتِ الانبطاحيةِ أكثرَ من ورقةِ الاملاءاتِ الاميركية..
وعلى كلِ حالٍ فانَ الصهيونيَ الى الآنَ يرفضُ اعطاءَهم حتى هذه الخطوةَ الشكلية، ويشكلُ باعتداءاتِه اليوميةِ دليلاً صارخاً على جموحِ عدوانيتِه وعدمِ الاكتراثِ لكلِّ اصحابِ النوايا الطيبةِ تِجاهَه ، اصحابِ الاستراتيجياتِ الدفاعيةِ المبنيةِ على البكاءِ والدبلوماسيةِ الاستسلامية..
وفيما اهلُ الحقِ لا يستسلمون، ويبعثون بواضحِ الرسائلِ للقريبِ والبعيدِ انهم ماضون بحفظِ الكرامةِ الوطنيةِ والدفاعِ عنها بكلِ ما اُوتوا من عزيمةٍ وقوةٍ مشروعة، فانهم يُشَيِّعُون شهداءَهم كلَ يومٍ ويعالجون جرحاهُم ويعضُّونَ على الجرحِ البليغِ الذي يتسببُ به تحريضُ وابتزازُ وخيانةُ الادواتِ الاميركيةِ وتوابعِها من اعلاميةٍ وسياسيةٍ وغيرِها، وما غَيّروا موقفَهم القائمَ على الحكمةِ والصبرِ حفاظاً على الاستقرار، لكنَ للصبرِ حدودا..
فوقَ حدودِ الصبرِ هو حالُ اهلِ غزةَ الثابتينَ بامعائِهم الخاويةِ بوجهِ حربِ التجويعِ والابادةِ الصهيونية الاميركية، ولا من يتحركُ على مساحةِ العالمِ بشيءٍ لاستنقاذِ شعبٍ من أكبرِ جريمةِ حربٍ في التاريخِ الحديث، اللهمَ الا مواقفَ شعوبٍ من العالمِ غيرِ العربيِّ تتظاهرُ نصرةً للانسانيةِ التي تُقتلُ في غزة، ومواقفَ ومَسيراتٍ ومُسَيَّراتٍ وصواريخَ من الشعبِ اليمنيِّ المناصرِ للحقِ الفلسطينيِّ باسمِ الواجبِ القومي والانساني والاسلامي، فوقَ كلِ حساباتِ الخنوع العربي.
**************
مقدمة تلفزيون “أو تي في”
بين هزْلية التعاطي اللاسيادي في ملف سلاح حزب الله، ومسرحية “بيك آب” السلاح الفلسطيني غير الكوميدية في المخيمات، تدور الحياة السياسية في لبنان اليوم.
فمن جهة انتظار لعودة توم براك ومورغان اورتاغوس الى بيروت، حاملين (2) الجواب الاسرائيلي على اسئلة ما بعد قرار الحكومة اللبنانية في شأن السلاح، ومن جهة اخرى صمت رسمي يلامس الخجل ازاء ما جرى قبل يومين في مخيم برج البراجنة، وسارع البعض او تسرع، في وصفه بما يتجاوز الحقيقة.
اما افرقاء حكومة التحالف الرباعي الجديد، فإما متشددون في المواقف، بعيدون حتى اللحظة عن اتخاذ موقف تاريخي مسؤول ومطلوب من اللبنانيين قبل الآخرين، وإما شعبويون مزايدون مدّعو انتصارات في معارك لم يخوضوها، لا بل كانوا احيانا كثيرة على الجانب الآخر من الجبهة.
وبعيدا مما يرتبط بالسلاح اللبناني وغير اللبناني، فشل كامل في معالجة سائر الملفات: اموال المودعين على حالها من الاحتجاز، النهوض الاقتصادي مؤجل، الكهرباء مقطوعة وكل ما يجري العمل عليه راهنا هو تسول كميات من المازوت من بعض الدول لرفع التغذية ساعة او ساعتين ثم “تربيح الناس جميلة”. اما المياه فكارثة الكوارث، ليس فقط في الشح، بل في انعدام الرؤية.
انعدام رؤية ينسحب ايضا على ملف بجسامة النزوح السوري وما يشكله من تهديد ديموغرافي واقتصادي وامني.
واليوم، رأى الرئيس العماد ميشال عون أنّه أصبح لزامًا على السلطات اللبنانية أن تنزع صفة النزوح عن السوريين، ما يجعل وجود 80% منهم غير شرعيّ، وذلك بعد التطورات الأخيرة المرتبطة بتقليص مفوضية اللاجئين في لبنان، وخفض تمويل المانحين لها، وفي موازاة برامج الترحيل التي بدأ عدد من الدول الأوروبية اعتمادها.
وكتب على اكس انّ هذه الخطوة تستدعي من الحكومة تغيير سياستها بشكل جذريّ، وعدم الاكتفاء ببرامج العودة الطوعية، والمباشرة بوضع برامج ترحيل فورية للنازحين السوريين وتنفيذها.
وأضاف: كما رفضنا قبل سنوات أي مماطلة او مقايضة أو ربط عودة النازحين بحل سياسيّ، فإننا اليوم، وبعد انتفاء سبب نزوحهم بسقوط النظام السابق، نكرّر رفضنا لأي مماطلة إضافية أو مقايضة سياسية أو انصياع لحملات ترهيب او ترغيب من أي جهة أتت.
***************
مقدمة تلفزيون “الجديد”
يتهيأ لبنان لدخول منطقةٍ من الضغط تحت عاملِ المهلحيث أطاحت زيارةُ توم براك والوفد المرافق إلى بيروت بجلسةِ مجلسِ الأمن لتحديدِ مصيرِ اليونفيل إلى الأربعاء بدلاً من الإثنينوسطَ ترجيحاتٍ بأن يتمَ التجديدُ لها لعامٍ واحد مع تقليصٍ في الموازنة وفي عديدِ الجنود وعلى الساعات الفاصلة لعودة “الأسطول” الدبلوماسي الأميركي نَشِطت حركةُ اللقاءات بين الأطراف المتباعدة بعد جلستي الخامس والسابع من آب الحكوميتين وتصدرت المصادرُ محركاتِ الحراكفتحدثت عن لقاءاتِ تضييقِ ذاتِ البين بين بعبدا وعين التينة مروراً بحارة حريك زائداً السفارة الإيرانية مربَطِ خيلِ السلاحومن خلالها سعى ممثلُ رئيس الجمهورية إلى تدوير الزوايا مع أطراف النزاع فبقي القديمُ على قدمه مع عين التينة من دون حلحلةِ العقد وسَمِعَ من حزب الله الموقفَ المعجل المكرر من أن همزة الوصل مع بعبدا لن تعود ما لم يتمَ التراجعُ عن مهلِ الحكومةِ الزمنية بحصر السلاح مع نهاية العام وبانتظار كلمةِ أمين عام حزب الله مطلع الأسبوع وكلمةِ الرئيس نبيه بري آخره وبينهما عودة براك على رأس وفدِهحاملاً الورقة الإسرائيلية الرسمية رداً على ورقتهفإن المسودة وصلت عن طريق التهريب والتسريب وزادت من تخبطِ الساحة الداخليةخصوصاً وأنها وضعت الحكومة اللبنانية في موقفٍ صعب بنسف قراراتِها بسيطرة الدولة وبقواها الذاتية على جميع الأراضي اللبنانية والانقلابِ عليها من خلال التلويح بإنشاء منطقةٍ عازلة عند الحدود خاليةٍ من أشكال الحياة ومع اتخاذ الأمور منحىً أكثر تعقيداً وعلى المسافة الفاصلة عن جلسة الحكومة المقبلة فإن قيادة الجيش فتحت مِظلةَ أمان فوق المشهد السياسي المرتبك وأكدت أنها لن تبادر إلى أي خطوة من شأنِها المس بالاستقرار الداخليولن تسمح لأي جهة باستغلال التوتر القائم لإحداث أيِ نوعٍ من الصدام وخلال تعزيتِه بشهداء زبقين أكد قائد الجيش أن الجيش هو الحصن المنيع وخطُ الدفاع الأول بالنسبة الى جميع اللبنانيين وصمودَه هو أحد أهم عوامل صمود الوطن ومن خارج المشهد اللبناني لا تزال الأنظارُ مصوبة نحو القرار التاريخي والأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط بإقرار الأمم المتحدة بشهادةِ كاملِ منظماتها بحصول مجاعةٍ في قطاع غزة وترحيبٍ عربيٍ ودولي بالقرار للحد من جحيم أهل القطاع باستثناء السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي الذي رد على القرار بالقول إن على الأمم المتحدة أن تعلنَ نفسها فاسدة وتفتقر للكفاءة وبشهادةٍ من جنرالات الحروب الإسرائيلية السابقين رأوا أن استراتيجية اليوم التالي لبنيامين نتنياهو هي الحرب ثم الحرب التي تخدمه هو ولا أحد ومن هذه الشهادة تتضح عرقلةُ نتنياهو الدائمة للمفاوضات كجزءٍ من خطة التجويع والتهجير على وعدٍ من وزير الحرب يسرائيل كاتس بتحويل مدينة غزة إلى جحيمٍ بنسخةٍ إجراميةٍ جديدة وعلى مقياس “ريختر” عالي التهديد فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو الوصيُ الشرعي الوحيد على نتنياهو في الضغط عليه لإيقاف الحرب على غزة من ضمن سلةِ الحروب التي يريد إيقافَها وربما لكثرة الضرب بقبضته على المكتب البيضاوي أصيبت يدُه بكدماتٍ وتحولت إلى “ترند بعد أذنه ” ما اضطره إلى تغطيتها بمساحيق التجميل.