نظم قطاع المرأة في تيار العزم ندوة تفاعليّة بعنوان : (البطولات الوهميّة ، من منظور سياسيّ وإجتماعيّ) بحضور النائب السابق دكتور علي درويش و رؤساء جمعيّات اجتماعيّة وكشفيّة وتربويّة ، وإعلاميين وهيئات وناشطي المجتمع المدني .
شارك فيها الباحثان السياسيان : الدكتور غسان وهبة ، والدكتور باسم عساف وذلك في مقر القطاع في طرابلس .
بداية رحبَت رئيسة قطاع المرأة جنان مبيّض سكاف بالحضور وتطرقَت للبطولات الزائفة لتتمنى من المحاضرين الغوص في سمات هذه البطولات من تضخم للذات والهروب من المسؤوليّة أو التضليل و ربما الإضاءة على أمثلة محليّة ودوليّة من البطولات الوهميّة في حياتنا الاجتماعيّة والسياسيّة . وشدّدَت كم من بطولات وهميّة نسجت في الخطاب السياسيّ وبمعظمها سرديات او روايات روّجت لتلميع صورة وتسوّق لانجازات بينما هي تخفي فشلاً او تواطؤا . هذه البطولة الوهميّة تصبح خطرة عندما تُستخدم لإلهاء الناس عن الفشل، أو لإدامة سلطة غير شرعيّة.
ثمّ تحدث الإعلاميّ والباحث السياسيّ د. عساف حيث بيَّن تزايد الحالة النفسيّة التي تعكس بتطبع بعض الناس وإبراز أنفسهم على أنّهم قادة العمل السياسيّ أو الإجتماعيّ دون أي قاعدة من هذه أو تلك يستند عليها علميّاً أو معرفيّا أو حتى بالخبرة والتجربة ، إنّما يعود ذلك إلى عقد نفسيّة متراكمة منذ الصغر أو معكوسة على التربية الخاطئة مع مراحل الطفولة والشباب ، لتتجسد بحياته العامة ، حيث يجد نفسه قاصراً عن الآخرين ، ويريد التعويض بعروض مزيفة وإستخدام الكذب والمراوغة في المظهر والمضمون عبر الوسائل الزائفة أو المرتزقة ، أو صناعة الغرف السوداء التي تفبرك القادة ، وهذا يعكس عصر الكذب وزمن الرويبضة عبر التافهين والسفهاء ، الذين يتكلمون بأمور العامة ، وما أكثرهم اليوم
وتحدث بعد ذلك الباحث السياسيّ والإجتماعيّ الدكتور غسان وهبة والذي اعتبر أنّ عنوان الندوه شائكا بعد الحديث فيه متاح، وجله تمنع الأوهام السائده في مجتمعنا تناوله، فللجهل أنياب و اسياد، و الواقع تسوده خطابات غرائزيّه عدوه للعقل و المنطق، ولا تتوانى عن استعمال أسلحتها للدفاع عن جهلها و مشروعها.
و اعتبر وهبه أنّ تسويق الأوهام اسهل من تسويق الوقائع و أنّ تاريخنا و موروثنا الثقافيّ حافل بالبطولات الوهميّه، وهذا عائد لغياب الوعيّ و الاهتمام بالتوثيق
العلميّه.
وأكد وهبه أنّ البطولات الوهميّة للاسف الشديد البست لباس القداسه و اصبحت عصيه على التدقيق العلميّ المطلوب للتحقق منها.
وشدّد وهبه على أنّ الأوهام هي نتاج المجتمعات المأزومه وهي ان صح التعبير عبقرية الفشل و الهروب الى الامام في مواجهة اسئلة الواقع.
كما تطرق وهبه الى العديد من النقاط مؤكدا انّ الخلاص يكمن في تعزيز الوعيّ و الحرص على امتلاك المعرفه و انّ القراءه هي غذاء العقل وتمرده على الأوهام.
وتخلل اللّقاء حوار مفتوح بين الحاضرين و الضيوف.