كتب المحرر السياسي
خيّبت طرابلس أمل رئيس الحكومة نواف سلام، بعدما تجاهلت بأهلها وناسها زيارته التي حملت في الشكل طابعا إنمائيا بينما هدفت في المضمون الى تحقيق غاية سياسية لم يدركها سلام الذي يفتش عن حاضنة أو رافعة سنية ما تزال مفقودة، ولم تقدمها له مدينة العلم والعلماء.
على المستوى الانمائي بالغ سلام في إظهار الاهتمام، حيث لم يكن حفل تسلم وتسليم بين مجلس إدارة جديد ومجلس سابق في معرض رشيد كرامي الدولي يحتاج الى مشاركة رئيس مجلس الوزراء، خصوصا أنه لم يحمل أي مشروع أو قرار بالنسبة للمعرض يساهم في تطويره، كما أن الجولة في المرفأ لم تحمل جديدا بل على العكس فقد إستمع سلام من مدير المرفأ أحمد تامر عن المشاريع التي أقرتها الحكومة السابقة وتشمل تطوير البنى التحتية وتجهيز الأرصفة والمستودعات وتوسيع قدرات الاستيعاب، بما يعزز موقع المرفأ التنافسي على خريطة المرافئ العالمية، كذلك فقد إستمع سلام من رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة توفيق دبوسي الى تفاصيل المنظومة الاقتصادية المتكاملة التي تحتاج الى إقرار في مجلس الوزراء لكي تلعب طرابلس دورها المحوري في المنطقة.
الرئيس سلام الذي زار طرابلس بتاريخ 25 آذار الفائت بعد نيل حكومته الثقة للإطلاع على أوضاعها وإعداد الخطط اللازمة لإنمائها، عاد يوم أمس إليها خالي الوفاض، معتبرا أن تعيين مجالس إدارة للمعرض ولاحقا للمرفأ والمنطقة الاقتصادية الخاصة يكفي لنزع صفة الحرمان عن المدينة، متناسيا أن هذه المرافق تحتاج الى تمويل والى مشاريع والى مراسيم غير موجودة، وبالتالي ليس بمجالس الادارات تنتعش المدن، في حين أن كلامه عن مطار القليعات جاء عموميا حيث ربط إستكمال العمل بإدخال تعديلات على قانون الخصخصة والشراكة، ولم يأت على ذكر مشاريع البنى التحتية وشبكة الطرق المحيطة بالمطار.
بدا واضحا أن الهدف الأساسي من زيارة سلام الى طرابلس كان سياسيا وقد أراد رئيس الحكومة وضعه ضمن قالب إنمائي، خصوصا أنه سبق زيارته تسريبات إعلامية حول أن الفيحاء تستعد لإستقبال جماهيري كبير للرئيس سلام لتؤكد إحتضانها له سنيا، ولتعلن دعمها ووقوفها الى جانبه في القرارات التي تتخذها حكومته.
ولوحظ أن مقربين من سلام هم من عملوا على نشر هذه التسريبات على أوسع نطاق فضلا عن إرسال عدد كبيرا من الرسائل التحفيزية، على أن يكون الاستقبال عفويا في الشكل للايحاء بأن سلام ينطلق من قاعدة شعبية وازنة تبدأ في طرابلس وتمتد الى سائر المدن والمناطق السنية، إلا أن المفاجأة لم تكن سارة بالنسبة لـ”دولة الرئيس” الذي لم يجد أحدا في إستقباله وإقتصر الأمر على من يعنيهم الأمر في المعرض الذي خلت قاعة مؤتمراته الواسعة من أي حضور باستثناء عدد من نواب المدينة ومن المعنيين، وكذلك الأمر في الغرفة وفي المرفأ.
تشير مصادر مواكبة لـ”” الى أن طرابلس لم يعد من الممكن التعاطي معها كخزان بشري يمكن إستغلاله والاستفادة منه عندما تدعو الحاجة لتحقيق مآرب سياسية، وبالتالي فإن المدينة تخرج لملاقاة من تدرك أنه يحبها فعلا ومن تحبه، والنماذج على ذلك كثيرة جدا، أما الاعتماد على الزيارات المصطنعة بشعارات رنانة للترويج السياسي والطائفي، فإن مصيرها حتما سيكون الفشل.
The post سلام يواجه تجاهلا شعبيا في طرابلس.. appeared first on .