حمل يوم الخامس والعشرين من تموز 2025 خبر تحرير المناضل الأممي جورج عبد اللّٰه وعودته إلى وطنه لبنان مكللًا بالعنفوان ووسام الوطنية الحقّة، بعد واحد وأربعين عامًا من محاولات إخضاع إرادة المقاومة لديه، دون أن ينجح السجّان ومن معه من دول استعمارية، في قهر إرادته وتحطيم جبروت المقاومة في نفسه.
إن السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي تعبّر عن سعادة كبيرة بعودة البطل المحرر من السجون الفرنسية إلى وطنه عزيزًا مرفوع الرأس، ثابت الموقف والعقيدة التحرّرية، "من كل قوى الهيمنة والإستعمار والإمبريالية" كما كان يردد دائمًا في محاكمته أمام سجانيه، وأن عودته تؤكد أن لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة اللبنانية العابرة لكل الطوائف والمذاهب، حتى تحقيق العدالة والتحرير لأرضنا المحتلة من العدو الإسرائيلي النازي.
إن السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي ترى في عودة المناضل جورج عبد اللّٰه بشارة أمل وتحرر لبناني لا بد آتٍ مهما طال الزمن، وخصوصًا مع انقلاب المفاهيم، وتناغم بعض الداخل مع أهداف الاحتلال بوجه بندقية المقاومة، فضلًا عن تنكر هؤلاء لإنجازات المقاومة في تحرير لبنان من احتلال دام 18 عامًا، ومن انتصار كبير في 2006، وصمود أسطوري عام 2024 بوجه آلة قتل وإبادة مدعومة من أميركا.
إن الحفاوة والاستقبال الشعبي للمناضل العائد إلى وطنه، هما أصدق تعبير عن تقدير اللبنانيّين الوطنيين، لتضحيات المقاومين بكل أطيافهم السياسية والحزبية، وأن لا خيار مع الاحتلال سوى التمسك بالمقاومة والصمود سبيلاً لحفظ كرامة الإنسان في وطننا العزيز، حتى استعادة كل أراضيه وثرواته المحتلة.
إن السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي ترفع آيات التقدير والشكر الكبير للمقاوم جورج عبد اللّٰه على كل تضحياته، وهو مثال صارخ للمواطن الحر الذي قدّم جل عمره، ليحيا لبنان عزيزًا وشامخًا رغم المحن، ولتكون حريته المؤجلة عقودًا من الزمن تأكيدًا لانتصار الإرادة على الظلم والقمع والاضطهاد السياسي.