وهكذا تضيع الأوطان بعد أن تزرع أميركا الغلمان في كل مكان!
تخوض الإمبراطورية الإرهابية الأميركية حرباً شرسة في كل بقعة أرض تصل إليها قدم دبلوماسينها، وتزرع الفتن والفساد والقتل والتعصب الطائفي إذا وجدت خيرات في بلاد غيرها، وتصبح مصلحتها هي الأساس، وتغدق بالدولار على الحمار حتى يحكم البلد، وبدورها أي أميركا تزرع من حوله أحمر منه لأجل خراب المجتمع والدولة والمواطنية والدين، وتتحكم بالإعلام وببعض رجال الدين!
ومن حروب أميركا الإرهابية القديمة الجديدة حروب " الممرات" والتي تعتبرها في عهدة لها، ومن حرب ممر باب المندب وحرب ممر هرمز، ولا نزال نعيش حرب ممر داوود إلى حرب ممر زانجزور، وهذا الأخير يشكل حالة خطيرة جداً في المنطقة، وقد يكون أخطر من ممر داوود رغم أهميته!
من المعروف أن رئيس وزراء أرمينيا باشينيان هو رجل أميركا الأول، وهذه الفعلة السيئة أغرقت أرمينيا في متاهات للأجيال المقبلة، ويعتقد باشينيان أن السيطرة الأميركية على ممر زانجزور ستمنع العدوان التركي والاذربيجاني على أرمينيا!
وستكتشف أرمينيا قريباً أن أميركا اشتغلتها واستحمرتها ولن تدافع عنها إن وقعت الحرب بينها وبين تركيا وأذربيجان، فأميركا يهمها من أرمينيا الممر، وليس حمايتها أو منع أي عدوان عليها من حلفاء أميركا، بينما الأهم لدى أميركا أذربيجان التي ستعول عليها في الحرب الإسرائيلية الأميركية بأموال الأعراب ضد إيران...أميركا تبحث عن مصالحها، ولا تكترث لحدود ومصالح غيرها!
إن تنفيذ ممر زانجزور - ممر النقل- سيمنح دولة أذربيجان حرية الوصول دون عوائق إلى جمهورية ناخجوان المتمتعة بالحكم الذاتي دون نقاط التفتيش الأرمنية، عبر مقاطعة سيونيك في أرمينيا، وبمعنى واسع، للممر الجيوسياسي الذي من شأنه أن يربط تركيا ببقية العالم التركي وبالتالي "توحيد الدول التركية"... ولم يكن هذا المفهوم جزءًا من اتفاق وقف إطلاق النار في ناغورنو قره باخ لعام 2020، ولكن قدم إلى المعجم الجيوسياسي، وقد روج لهُ منذ ذلك الحين من قبل دولتي أذربيجان وتركيا، في حين اعترضت أرمينيا عليه بشكل ثابت، ومن المؤكد أن "مشروع الممر" ينحرف عن بيان وقف إطلاق النار!
ينص اتفاق سيطرة ألامبراطورية الإرهابية الأميركية على ممر زانجزور الأرميني على أن تحتفظ أرمينيا بالسيادة على منطقة سيونيك( وهل تسمح أميركا بسيادة غيرها؟ - وهل أميركا تحترم معاهدة واتفاق؟) !
والأخطر في الاتفاق إن الممر المرتبط بالنقل سيتم إدارته من قبل شركة عسكرية أميركية خاصة، وبالفعل حصلت هذه الشركة على الترخيص اللازم!
و40% من الدخل الناتج عن استخدام الممر سيذهب إلى أميركا، و30 % من حصة أرمينيا، والباقي للشركة الأميركية!
وبالإضافة إلى ذلك، سيتم التحكم في الممر من قبل 1000 موظف أميركي لتلك الشركة العسكرية!
والأخطر من كل هذا الاستسلام، وبموجب البروتوكول الموقع، سيكون للشركة الأميركية العسكرية الخاصة الحق في استخدام القوة إذا لزم الأمر لحماية الممر...يعني لا لحماية أرمينيا في حال هاجمتها أذربيجان أو تركيا، بل الحماية ستكون للممر الذي كان لأرمينيا وأصبح اليوم خاضعاً لقوة أميركا...وهكذا تضيع الأوطان بعد أن تزرع أميركا الغلمان في كل مكان!