تسأل مِن حولك:
هل تابعتم حلقة “صار الوقت” مع الإعلامي مارسيل غانم؟
هل رأيتم كيف كشفت النائب ندى البستاني بالأرقام والمستندات والوقائع، زيف الإدعاءات؟
كيف عرّت الحاصباني والقوات من كلّ خطابهم الشعبويّ، وردّت على كلّ تهمة بحقيقة، وعلى كلّ تضليل بوثيقة؟
الجواب يأتي بطريقتين لا ثالث لهما:
- " لم نشاهد ” أو “كانت القناة مقطوعة”.
- أو شاهدوا وسكتوا، على قاعدة “ تظاهر بأنّك ميت ”، لأنّ الحقيقة مؤلمة، ولأنّ كرههم للتيّار الوطني الحرّ أقوى من قدرتهم على تقبّل الواقع، حتى لو كان واضحًا أمامهم، موثّقًا لا لبس فيه.
هؤلاء لا يرفضون الحقيقة لأنّها غائبة، بل لأنّهم لا يريدون الاعتراف بوجود من لا يزال في هذا البلد يتكلّم لغة الملفّات والوقائع، لا لغة الشعارات الفارغة والحقد الموجّه.
ندى البستاني لم تُطلق معركة، بل فتحت جردة حساب.
فتحت كلّ ملف، كشفت كلّ مغالطة، وضعت الإصبع على الجرح، فكان الردّ من الطرف الآخر على الطريقة الكلاسيكية:
تشويه، صراخ، مقاطعة، وهجوم شخصي لا يمتّ بصلة للموضوع ولا للمضمون.
لكن كلّ لبناني لا يزال يحتكم إلى ضميره، فهِم تمامًا أنّ المعركة اليوم لم تعد مجرد معركة سياسيّة، بل معركة وعي.
معركة بين من يريدون للناس أن تبقى في الضباب، وبين من يُصرّون على إضاءة شمعة في وجه كلّ هذه العتمة.
سامر الرز.