بسم الله الرحمن الرحيم،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار،
زَمَنُ ٱلِٱنْتِصَارِ
قالَها ٱلشَّهِيدُ ٱلْأَسْمَى، الشهيد الامة ٱلْقَائِدُ ٱلسَّيِّدُ نَصْرُٱللَّه:
"وَلَّى زَمَنُ ٱلْهَزَائِمِ"،
فَكَانَتْ إِيرَانُ صَدَى ٱلْكَلِمَةِ،
وَعَدَتْ… وَفَعَلَتْ،
مَا تَرَاجَعَتْ، وَمَا ٱنْكَسَرَتْ،
تَرْفَعُ ٱلرَّايَةَ فِي وَجْهِ ٱلْعَاصِفَةِ،
وَتَكْتُبُ عَلَى جُدْرَانِ ٱلْقَرَارِ:
"هُنَا تُصْنَعُ ٱلْمَوَازِينُ مِنْ جَدِيدٍ".
ٱلْكِيَانُ ٱلْمُؤَقَّتُ ٱهْتَزَّ،
مِنْ قَرَارٍ جَرِيءٍ،
وَمِنْ قَصْفٍ صَارُوخِيٍّ يُقْلِقُ ٱلْغُرُورَ،
صَفْعَةٌ لِمَنْ ظَنَّ ٱلشَّرْقَ نَسِيَ،
فَإِذَا ٱلشَّعْبُ ٱلْإِيرَانِيُّ يُجَدِّدُ ٱلْوَعْدَ،
وَٱلْقِيَادَةُ ٱلْإِيرَانِيَّةُ تُثْبِتُ أَنَّهَا صَاحِبَةُ ٱلْفِعْلِ قَبْلَ ٱلْقَوْلِ.
يَقُودُهَا ٱلسَّيِّدُ عَلِيٌّ خَامِنَئِيٌّ،
ثَابِتٌ كَٱلْجَبَلِ،
هَادِئٌ كَمَنْ يَرَى مَا بَعْدَ ٱلضَّبَابِ،
وَيَقُولُ لِلتَّارِيخِ:
هَذَا زَمَنُنَا… وَزَمَنُ ٱلْإِرَادَةِ ٱلصَّادِقَةِ،
وَلَا مَكَانَ فِيهِ لِلْخُضُوعِ أَوِ ٱلتَّرَاجُعِ.
نجتمع اليوم في هذا اللقاء التضامني، لا لنؤدي واجبًا سياسيًا عابرًا، بل لنعبّر عن قناعة راسخة وموقف مبدئي ثابت، نابع من إدراك عميق لطبيعة الصراع في هذه المنطقة، ومن فهم حقيقي لمن هم حلفاء الحق، ومن هم أدوات الباطل.
إن ما حققته الجمهورية الإسلامية في إيران في مواجهتها المباشرة مع أميركا والكيان الصهيوني، لم يكن نصرًا عسكريًا فحسب، بل كان نصرًا للكرامة، ولإرادة الشعوب الحرة، في وجه مشروع الهيمنة والتبعية.
لقد أثبتت إيران – بقيادة سماحة القائد السيد علي الخامنئي – أنها الدولة التي لا تُرهب، ولا تُشترى، ولا تُساوم على المبادئ. وقالت "نفعل" ففعلت. حينما تم الاعتداء على سيادتها، ردّت، وحين قُصفت أرضها، قصفت، وأوصلت الرسالة واضحة: أن زمن الضربات المجانية قد انتهى، وأن اليد التي تمتد إلى إيران أميركية او إسرائيلية او غيرهما لن تعود سالمة.
إن الصواريخ الإيرانية التي دكّت مواقع العدو داخل الكيان المؤقت او في القاعدة العسكرية الاميركية، كانت رسائل لكل العالم، بأن هذه الأمة ليست لقمة سائغة، وأن إيران اليوم باتت الرقم الصعب، الذي يُحسب له ألف حساب في معادلات الردع والمواجهة.
هذا الموقف ليس فقط دفاعًا عن النفس، بل هو درع لكل محور المقاومة، من غزة إلى بيروت، من صنعاء إلى كل احرار العالم، من كل أرض يُرفع فيها صوت "لا" بوجه الاحتلال والاستكبار.
إنّنا في لبنان، في بعلبك الهرمل، في أرض العزة التي قاومت الاحتلال الإسرائيلي، نقف اليوم مع الجمهورية الإسلامية، لا من باب التحالف السياسي، بل من باب الانتماء إلى جبهة الحق. فمن وقف مع فلسطين لا يُخذل، ومن دعم المقاومة لا يُنسى. ونعلن اليوم، من هذا المنبر، أن ايران رغم العقوبات والحصار كانت تحضر عدتها فإيران هي الحضارة، والعلم، والثبات، والموقف، والمقاومة، وقيادتها المتمثلة بالسيد الخامنئي، هي صوت الضمير الحي في زمن الانحدار والتطبيع.
نقف مع إيران لأننا نقف مع الحق، ومع فلسطين لأننا نقف مع الأرض، ومع المقاومة لأننا نقف مع الكرامة.
نقول للعالم: لقد انتصرت إيران في معركتها، وأربكت الأعداء، وغيّرت معادلات، وستبقى كما عهدناها، سندًا وظهيرًا لكل مقاوم حرّ في هذه الأمة.
أيُّهَا ٱلْأَخَوَاتُ وَٱلْإِخْوَةُ،
فِي ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي تُوَاجِهُ فِيهِ أُمَّتُنَا تَحَدِّيَاتٍ عِدَّةً، لَا بُدَّ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي رَفْعِ ٱلصَّوْتِ عَالِيًا ضِدَّ ٱلْمَجَازِرِ ٱلْيَوْمِيَّةِ وَٱلْإِبَادَةِ ٱلَّتِي يَرْتَكِبُهَا ٱلْعَدُوُّ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّ فِي قِطَاعِ غَزَّةَ، حَيْثُ يَقْتُلُ ٱلْأَطْفَالَ وَٱلنِّسَاءَ وَٱلرِّجَالَ ٱلْأَبْرِيَاءِ بِلَا رَحْمَةٍ، دُونَ أَنْ تُحَرِّكَ هَذِهِ ٱلْجَرَائِمُ ضَمِيرَ ٱلْمُجْتَمَعِ ٱلدَّوْلِيِّ، ٱلَّذِي يُغْلِقُ عَيْنَيْهِ عَنْ هَذِهِ ٱلْمَآسِي ٱلْمُسْتَمِرَّةِ.
وَٱلصَّمْتُ ٱلْعَرَبِيُّ ٱلرَّسْمِيُّ أَيْضًا مَخْزٍ وَمُؤْلِمٌ، حَيْثُ تَتَوَارَى بَعْضُ ٱلْأَنْظِمَةِ عَنْ أَدَاءِ وَاجِبِهَا تُجَاهَ شَعْبِ فِلَسْطِينَ ٱلَّذِي يَدْفَعُ أَثْمَانًا بَاهِظَةً مِنَ ٱلدَّمِ وَٱلْدُّمُوعِ.
إِنَّ هَذَا ٱلصَّمْتَ هُوَ خِيَانَةٌ لِقَضِيَّةِ فِلَسْطِينَ وَلِلْأُمَّةِ كُلِّهَا، وَيَدْفَعُ ٱلْعُدْوَ ٱلْمُسْتَمِرِّ لِلِٱسْتِمْرَارِ دُونَ رَادِعٍ.
وَمِنْ هُنَا، نُجَدِّدُ مَوْقِفَنَا ٱلثَّابِتَ بِٱلْوُقُوفِ مَعَ غَزَّةَ وَمَعَ فِلَسْطِينَ وَشَعْبِهَا ٱلْمُقَاوِمِ، ٱلْمُؤْمِنِ أَنَّ ٱلْحُرِّيَّةَ قَادِمَةٌ لَا مَحَالَةَ، وَأَنَّ حَقَّ فِلَسْطِينَ سَيُنتَصَرُ بِإِذْنِ ٱللَّهِ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.